30‏/10‏/2010

نوما هانئا .. (حالة اكتئاب)

.. حاله تمزج الموت والحياة معا ...
تكون حيا، ولكن في عالم أخر تهيم به خيالاتك ورغباتك وافكارك المكبوحة والعابرة في عالم الواقع ..

... هو النوم

بدأت ألاحظ مؤخرا لجوئي إلي هذا العالم الغير مقيد بقانون والذي لا يصعب فيه تحقيق اكثر الافكار جموحا او تعقيد ، وذلك كنوع من الهروب الغبي من الضيق والهم .. ذلك الهم الذي تجد كل من وما علي وجه الأرض _ حتي نفسك _ سببا له ..

أتعامل معه أحيانا _ بجانب انه شئ اساسي لبقاء الإنسان حيا وبصحة جيدة _ علي انه نوع من انواع الموت التي لا يخسر المرء أخرته إن تصبر بها علي العالم المادي المتهاوي والمبعثرة شخصياته ..

ولكن قد يحدث ما يحدث غالبا .. ان تراودك احلاما متأثرة بما يعانيه ذهنك وعقلك من هذا الواقع الدنئ ..
فتستفيق من ثمالتك بنفس الشعور الثكل ..

بالتأكيد عندما تستيقظ لن تجد العالم قد تغير ، وان المشاكل والأزمات قد إنزاحت بغير رجعة .. ولكنه مجرد كأس صغيرا من الخمر ، تلجأ له لتروح عن نفسك .. فيكون نفسا لك لتصمد ..

رغم عدم قابلية هذا المسكن في التوافر اي وقت تشاء .. إلا إنني الجأ اليه .. مؤقتا علي الارجح .. حتي تنالني ثمالة النوم الأبدي

اى الدوائر انت ؟؟ ..


كثيرا ما نسرح بخيالنا .. ونطلق العنان لتأملاتنا لتأخذنا علي بساط من ريح لا يعرف القيود ..

نفكر و نفكر ...
نفكر بغد مجهول لا ندري ما إن كنا
نستطيع مواجهته وترويض طيشه .
نتذكر ماضي _ به من الأعمال ما صاب وخاب _ وما ضافه إلي كراسة الخبرة العمرية من صفحات .
نستغرق في فهم الحاضر وواقعه .. نحاول جاهدين أن نجعله حلقة قوية صحيحة توصل بين التجربة المسبقة والتوقع القادم .

كل الأمور ماهي إلا فكرة ..
لذلك دائما ما تخيلت أن لكل فرد علي هذا الكوكب إسلوب فريد في فهم الواقع وإستيعابه ، حتي وإن إتفقوا وأجمعوا علي أمرا ما ، سيكون لكل شخص طريقة فريدة لا تتكرر في تذوق الحقيقة .

لذلك فإن تفكير البشر حتما مختلف وإن تطابق !

لنتخيل معا .. كل إنسان حباه الله عقلا سليما له دائرة تفكير كلما إتسعت ولانت دل ذلك إتساع مداركه ووفرة علمه وخبرته .
الجميع يعمل علي تنميتها وإكسابها سلاسة ومرونة _ وذلك بالثقافة والعلم والمعرفة والخبرة _ لتستوعب دوائر جديدة لتكوين شبكة من الذكاء والحكمة يشبع بها حاجات ذاته وعقله .

هناك من إتسعت دائرة عقله وفاضت بالفائدة فنفع نفسه وإستطاع أن يجلب نفعا لمن أحاطه . و هناك من ضاقت به الدوائر فجفت قدراته علي ان يتعامل مع الوجود ويحقيق الفائدة المتبادلة .

وهناك جزئا أخر من العقول أقل وأندر ألا وهو 'السهام الفكرية' .. عقولا تخترق المادة وتبحث في خفايا الكون لتضيف للعلم علما !
هذة الفئة إتسمت بعبقرية تخضع الخيال لإرادتها فتتخطي حدود الزمان والمكان بل والمنطق أحيانا !

والجدير بالذكر من تلك الفئة والذي حضر بذهني فور ذكر السهام الفكرية هو "ليوناردو دافنشي" .. ذلك العقل النافذ الذي إستطاع كسر قيود الواقع ، وألقي نظرة ثاقبة علي المستقبل بفكره وخياله الواعي ، فدونها بدفتره ..
تلك النظريات العائدة إليه إستفاد منها العلم الحديث وسخرها لخدمة البشرية حتي يومنا هذا .

وكذلك السهم الفكري "أحمد زويل" الذي إستطاع بعد حصد ثمار دراسته أن يقوم الخيال بالمعرفة ويتوصل لأحد أسرار الكون ، ليفجر ينبوع فائدة علي الكون .

تلك هي النتائج المتوقعة عندما يصقل التفكير السليم بالعلم الغزير والخيال الجامح الذي يتخذ المنفعة والإبتكار غايتاه !

تعددت العوالم الفكرية .. فكثرت الأمثلة وإختلفت .

كل ذلك .. من الكلام الغير علمي والغير عملي أيضا ، ما هو إلا مجرد فكرة مرت علي عقلي فدقت باب التساؤل .

ياتري ؟ ...
أي تلك الدوائر انا ؟ ...

كنت وحدى ..





أجلس وظلي تحت شجرة نحيلة . يوم مشمس كالعادة ولكن الهواء ألطف اليوم .
أفكر بك مهما حاولت تجنب ذلك ، أزداد ضيقا لأنك سبب ضيقي هذا الصباح . وهذا ما لا يجب ! كيف وانت سبب بسمة الشفاه.
أتخيلني أعاتبك بشدة "كالعادة" ، وأتخيلك تراضيني وتصالحني وتدفعني للأبتسام "كالعادة أيضا" لتطمئن قلوبنا .
أتخيلني الأن أجهش بالبكاء !!

الكتاب الذي أعرتني إياه بجانبي الأن ، يتنعم بظل الشجرة البخيل معي . مالك الكتاب ليس هنا .

تحدثنا الأن عبر الهاتف _ ملتقانا الشبه دائم لصعوبة الألتقاء _ ورأيت وداعة صوتك المعهودة . لم تلحظ ضيقي ، أو تعمدت عدم إثارة السؤال عن سببه !
: أحبك ..
: أحبك !
وإنتهت المكالمة .
إزدادت وحدتي وحزني . أو هكذا أشعرني إفتراق صوتينا ..
عدت لظلي ، ولكتابي المغلق . عدت لشجرتي النحيلة ، التي تتخلل فروعها المشعثة الشبه عارية أشعة الدفء فتلمس قلبي وجسدي بقليل من الوجود الأمن .
سأبقي قليلا هنا ، ولعلي سأسقي تلك الحشائش التي أفترشها بعض من قطرات الوحدة المالحة .. وأمضي