29‏/11‏/2011

غزل بنات ..



إعتدت أن أسمع ذلك الزمر المزعج .. والمحبب لقلبى حينها .. من تحت شبّاك منزلنا القديم
الأن لدينا منزل جديد أكبر .. وأنا أُخرى أكبر

أصبح لى شبّاك خاص .. أسمع منه نداء بائع حلوى أخر على إنفراد

أكياسه الملونة كانت تبعث سعادة غير مبررة إلى قلبى
وذوبان حلواه فى فمى .. كان يوصل تلك السعادة بتأنّى إلى قلبى

أتذكر عندما أردت أن أكبر سريعاً .. لأبتاع بكل راتبى من هذا الرجل الطيب ..
الأن .. بــ أنا الجديدة .. لم يعد يعنى لى هذا الرجل وزمره
سوى تهشيم لصدفة السكون التى رسمتها حولى .. وأحاول بكُل ما اوتيت أن أبقى بداخلها

قد أكون تغيرت كثيراً .. ولكنه هو أيضا قد تغير
أصبح رجلاً أخر زمارته أكثر إزعاجاً بلحية بيضاء ..
حتى أكياسه .. تغيرت .. أصبحت تشبه لحيته إلى حدٍ بعيد

ذابت ألوان أكياسه مع الزمن .. كما ذاب حبّى له


أشتاق لمذاق فمى عندما كنت أصغر .. عندما كان هذا القطن الملوّن السُكَّرىّ هو لحظات تُذكر من السعادة .. !
الأن تغيرت نكهة الأشياء .. والناس

كم أرغب الأن فى أن يرحل هذا الرجل من شارعنا .. و إلى الأبد
لم أعد أريد حلوى .. لقد كبرت على أن يشعرنى غزل بنات بالسعادة

لا أشتاق لغزل البنات الذى لطالما ذاب فى يدى قبل فمى

فقط أريد أن أتكوّر فى الفراش ..
وأنام .. !
بعيداً عن هذا الصوت المزعج !

26‏/11‏/2011

ثوّار من نوع أخر .. !



غالباً ما يلحّون على بأكياس المناديل .. أو يستعطفون حافظة أموالى بأنهم لم يأكلوا منذ البارحة !
أطفال .. ولكنهم لم يولدوا بأظافر ناعمة ..
بل بأظافر ملطخة بالسواد .. حادة .. ينتزعون بها بعض اللُقيّمات والقروش .. ليسِّدُّوا رمقهم الذى إعتادوه ..
وليتحاشوا سيدهم القاسى وعصاه الأقسى .. إذا ما عادوا فارغى الأيدى!

غالباً ما إزدريت المُلِّحين منهم .. الذين إنتشروا فى الأحياء العامرة الراقية قبل الفقيرة .. !

خطأ مجتمع ! هكذا إعتدت أن اراهم .. !
وقد دفنت تعريف الطفولة تحت أطنان من الملابس الرثّة وعلب المناديل والورد البلدى !

نسيت لتكرار وجوههم أن أمثالهم يُفتَرَض أن ينالوا فى هذا العُمر .. من الرعاية والحنان واللَعِب .. الكثير !
_____

منذ يومان تقريباً .. كنت أتجول فى ميدان التحرير
_ كونى فتاة من أُسرة لا تعترف بوجود فتيات فى مثل تلك الأحداث !_  أتاح لى سرقة بضع ساعات فقط أنال فيها من بركة التحرير ولو قليل !
كانت الأحداث قد هدأت كثيراً .. وبَرُدت رائحة الرصاص والدمّ من الهواء !

رأيت الكثير منهم هناك.. !
" أخطاء مجتمع "..
ولكنّى لم ألحظ أى مناديل أو ورود بإيديهم .. ! حتى إننى لم أراها ممدودة كعادة الصورة .. !

صادف أن مرّ أحدهم بجانبى .. على وجهه إمارات السعادة !
وملطخ بصورة ملفتة للنظر .. برماد ابيض !

لم أستوعب ماهية هذا الرماد على وجهه.. ظننته لعب بالجير أو ماشابه مع أصدقائه !

تكرر المشهد عدة مرات .. أطفال الشوارع.. ملطخين برماد ابيض !

علامات الإستفهام والتعجب كادت تودى برصانتى .. !
فسعيت لأتكلم مع أحدهم ..
"قُلِبَت الأية .. أليس كذلك ؟"
إستوقفت أحدهم اخيراً .. وسألته : "إيه اللى على وجهك دة ؟"

فردّ متفاخراً بملء حنجرته : " دة من قنابل الغاز" !
" بنجرى ونحدفه على الشرطة تانى أول مايضربوه علينا " !!

لم أقو على النطق ! .. فقط إرتسمت إبتسامة بلهاء على وجهى !
هذا الصغير الذى لم يتجاوز العاشرة من عمره .. يشارك فعلاً فى ثورتنا !
نحن الشعب الذى لطالما إزدراه وتجاهَلُه !

ملابسه ممزقة خفيفة رغم الشتاء .. وقدماه عارية .. ووجه ملطخ بالسواد والبياض على حد سواء !
يتصدى لغشامة قنابل الغاز المسيّل للدموع بجرأة لا نظير لها .. !

هل يعى هذا الصغير ما يفعله هنا ؟؟ .. شعرت بأنه واعٍ لمضمون الأمر أكثر منى لحظتها .. !
فهو ينتقم لما أصابه ويصيبه .. بهذه المشاركة التى قد تبدو لاهية لا غرض منها من طفلٍ صغير مثله !

وسط ذهولى .. طلبت أن ألتقط صورته ! ولأشدّ ما سَعُد لطلبى هذا
فعدّل من وقفته .. رافعاً يده بعلامة النصر .. وإبتسامة الفخر والبرائة ترفرف منه لعنان السماء !

رحلت يومها من الميدان .. مملوءة بالعزة والفخر .. رغم أنى لم أقابل أحداً من الثوّار الذين إعتدت رؤيتهم على القنوات وفى الصحف !
.. فقد  قابلت ثوارً من نوع أخر .. !
أطفال .. ! إعتدت ان أقابلهم كثيراً دون أن أراهم فعلاً قبل ذلك اليوم .. !

مرددة لبعض الأدعية والصور القرأنية .. عسى الله يحفظه ويحفظ أمثاله .. شعرت بمسئولية تجاه هذا الصبى .. !
رحلت مملوءة  بقلق و خوف .. و أخذتُ معى صورة لن تُمحى من ذاكرتى أبداً .. و فكرةً جديدة تتردد فى رأسى

أخ جديد لى .. ! مدعاة للفخر .. لا الإزدراء !

23‏/11‏/2011

أحداث التحرير ! ايام مشوهة كلاكيت تانى مرة !



أ
بو أم المجلس العسكرى !!!!!!!!


لا أقوى على كتابة أى شئ بخصوص الأحداث !!!!!!


حسبنا الله ونعم الوكيل ! حسبنا الله ونعم الوكيل ! حسبنا الله ونعم الوكيل !!!!

18‏/11‏/2011

هدوء مبالغ فيه ..


يالها من ليلة مؤرقة .. !

سببه هدوء مبالغ فيه ..
" ترى هل انت نائم الأن ؟ " ..
.. !

فيكون صوت أنفاسك المتأرجحة على وسادتك ..
وصفير أعاصير عقلك التى تأبى السكون ..

أكثر إزعاجاً من زحام وسط البلد وقت الظهيرة   ... !



أنا اللى هاكُل التورتة !


الشعب : عايزين دستور مبدأى وخطة واضحة للفترة الإنتقالية لحد ما إنتخابات مجلسى الشعب والشورى تتم

المجلس العسكرى : بس كدة ؟ من عينيا
طيب إستنوا شوية ..
على السلمى هايعمل لكم وثيقة على مزاجكم
"مزاجنا طبعاً! نياهاها ..ضحكة شريرة متقطعة "

الشعب : هذه المبادئ لا تليق بمصر الثورة

المجلس العسكرى : لا هى حلوة وتليق

الشعب : لا تليق ولن تليق !

المجلس العسكرى : وإنتوا إيه فهمكوا انتوا ؟!
لا هى تليق

الشعب : ميعادنا فى الميدان ياجماعة

" يسقط يسقط حكم العسكر "
مليونية تسليم السلطة الجمعة 18\11

المجلس العسكرى : ايه ياولاد بس ايه اللى مزعلكم ؟

الشعب : تسليم سلس للسلطة !

المجلس العسكرى : يلّا ياجرذان من هنا !
تسليم سلطة ايه منك ليه ؟!
يامُحرِّضى الفوضى ووقف حال البلد !
فاكرينّا هنسيب التورتة بلّوشى؟
خسئتم !!

17‏/11‏/2011

أوليفر تويست كل يوم .. !

تجاعيد البرد والجوع
رُسمت على وجه لم ينبت له عمر بعد .. !
أفسحوا له متسعاً على الرصيف بعد صرخته الأولى
وقطّروا فى يديه بعض الفتات حتى لا يموت أكثر .. !

_______________________


أطفال الشوارع ... لابُدّ من حلّ !

15‏/11‏/2011

لدى من الشتاء .. مايكفى !




لدىّ من الشتاء .. مايكفى !

هكذا شعرت فور أن أوشك هواء اليوم أن يطيح بى وانا أسير.. !
وهكذا همس قلبى إلىّ عندما ألمتنى حركة اصابعى المجمدة بحثاً عن أجره السائق فى حقيبتى الفوضوية .. كعادة الحياة معى دائماً !

سماء تثير الكئابة .. إلا من بعض لحظات الدفء المُفتَقَد .. حين تتخلل الاشعة المسلسلة هذه السحب بردائها الرمادى لبضع دقائق  ..
تلك اللحظات فى يومى .. هى فقط ما ابقى فىّ بعض الروح .. والرغبة فى مقابلة السماء بوجهى مرة أخرى كعَبَدة الشمس فى الروايات الإفريقة الممزقة الغلاف قِدَماً ..

شراء دزينة مناديل .. تحاشياَ لمشهد كثيرا ماتكرر
" لماذا تبكى ؟؟ "  .. أنا لا أبكى ابداً فى العلن !
.. دموعى فقط تعصينى وتتحرر فى الهواء البارد لا إرادياً

إحباط قارس .. !

هذه العتمة النسبية الباردة ..  تشعرنى أن هناك من يلبس الاسود حدادا .. ويفرضه علىّ حتى أستعيد درجة حرارتى البشرية .. !
وسرعان ما يتحول البرد إلى كسل وألم  يلح بأن يصيبنى فى عظامى المقيدة ببعض المحاولات البائسة لإستجداء الدفء ..

لماذا يقيدنى الشتاء هكذا ؟؟

أُنهى ما تهورت وخرجت من منزلى لأجله .. بسرعة وبلا مزاج
فقط حتى أعود لصدفتى بموسيقاها وونسها الدال على وجود بقايا حياة .. ولمشروباتى الدافئة الغير منقطعة .. !



أدخل فى إستسلام تدريجى لسبات شتوى  .. سيدوم مع الاسف عدة شهور أخرى.. !

.. ياله من  روتين  رمادى .. .. مبتلّ ! .. سببناه بإحتباسنا الحرارى .. !!

11‏/11‏/2011

فقاعة صابون ...



شعور لحظى .. كفُقاعة صابون
 مختالةً بلون قوس قزح على وجنتيها
..  دام لثوانٍ معدودات ..
... ثم

  " تَكّ ! "

فرقع .. !!!

07‏/11‏/2011

العيد ... فرحة :)) !!



الجيوب الانفية لا يليق بها اى وصف سوى .. الغباااااااااء

كل عام وانت بخير أولاً ... وبعدها أبوح بما يلح علىّ
________________________________

ثانى أيام العيد وها أنا ذا فى الفراش ..  ملاذى الوحيد هو تلك النافذة  الإفتراضية للعالم .. وهى معى فى السرير كذلك
ولكن بالطبع : ... نحمدهُ !


قرأت عدة مدونات الان لفتيات .. أتمنى ان اصبح مثلهن يوماً
واتمنى أن ارتقى بسببهن بمستوى كتاباتى

مدونات سارة درويشمدونة برة الكادر لبسنت خطاب
ومدونة على بالى

ومدونة اية الملوانى
كلهم شعرت بأنهم الاقرب لقلبى .. و للتحقيق

كم أتمنى أن اصير يوماً ما أريد
نابغة فى الكتابة ومناقشة كل القضايا .. لأُسمّى حقاً : مثقفة !

أكون الصديقة المقربة لسوزان عليوان وتميم

والتقى بيسرى فودة على مقهى البورصة بعد منتصف الليل لنتحاشى معجبينا
ونلعن الانظمة البغيضة ونبحث عن حلول

اكسر الروتين مع رحاب بسام وغادة عبدالعال  و"نهيّس" فى شوارع وسط البلد ونأكل الأيس كريم ونشترى أحراز وأشياء رديئة الصنع .. وعلى الرغم من ذلك نسعد بها
استيقظ صباح يومٍ ما .. فأجد مكالمة لم أسمعها من عمرو طاهر ليهنئنى على كتابى الجديد .. فأعيد الاتصال واعتذر عن نومى حتى الساعة ال12 ظهراً متعللة بسهرى فى مكتبة الشروق لتوقيع الكتاب ومناقشته مع القراء

كم أتمنى .. ولكنى غالبا مايكون هناك عائق ما
إما اختناق الحماسة بى لعرقلات كثييييرة .. أهمها مزاجيتى !

وإما لا أقوى علي حماستى تلك لسبب أو أخر فُرِض علىّ قهراً

الان حماستى مستيقظة والحمد لله .. ولكن الصداع يكاد يفتك بى
وحتى فكرة الايس كريم تلك تؤلم حلقى الملتهم
هل تصدقون اننى وانا اكتب الان نسيت اسم عمرو طاهر .. وانتظرت دقيقة حتى استعاده ذهنى !
تبّاً لتلك ال"دماغ" الصدئة التى يسببها المضاد الحيوى ..
وتباً للجوع الذى لا يحترم شعورى بالغثيان ولا وجع حلقى  .. ويتردد على عقلى فى كلمة " بيتزا " بصورة مُلِّحة

____________

هاستفيد من التكنولوجيا ووجودى بهذا العصر الحديث .. واتصل بالديليفرى

دة العييييييــــــــــد المفروض يعنى
مش هايبقى عدم نزول وأكل بيتى كمااااان :D

05‏/11‏/2011

نافذة مستديرة ..




لطالما تمنيت هذا النوع من النوافذ .. الدائرية الرأس .. كما فى بيوت اسبانيا.. قاعدتها مستقيمة بلون ما مبهج ليعكس سعادة الشمس المتسللة  ..
ويكون هذا مكانى الميثالى للتنعم بلمسة شمس .. و دفئ ناعم أُرتِّب فيه بعض الوسائد المبعثرة بعقلى .. !
وبالطبع .. المقر الرسمى .. لقرائتى
وجلوسى قربك .. !


ليس كل مايتمناه المرء يدركه .. أعلم ذلك
ولكنى لن اكفّ عن التمنى ابداً
أريد أن أحظى على الاقل بتلك المشاعر واللفتات لأداعب بها قلبى قبل أن أزول ..


أريد ... !


أريد حائطاً واحد من الاربع  المحيطين بى وبحياتى وكونى .. أن يزول
واستبدله بستائر بلون النور .. لا تحد شيئاً من عبث الهواء بشعرى المنثور

أريد .. !
من توقف عن قول أريد .. إلا من نفذ نبضه؟

أريد ألا يقطع اى جسم رؤيتى ..
لما لا يكون فراشى فى اعلى نقطة على الارض .. لأتأمل انا ووسادتى افاق لا حدود لها
حتى أنى قد أراك نائم هناك .. بقرب كتاب يحمل إسمى ووردتى الجافة الزرقاء !



أنا حقاً أريد .. ؟
ولكن حتماً فقدانى لهذه النافذة لا يوّلد طعماً مالحاً بحلقى .. ؟
لست طفلة أصرت أن تمسح بممحاة قلمها الرصاص حائطأ من أربعٍ فى غرفتها .. حتى تطل على العالم وتحصى النجوم الهائمة فى لونه الداكن ..
 وحين عجزت .. وأدركت إستحالة تحقيق هذا الحلم ..... بكت!
حتماً هناك "أريد" أخرى بداخلى الأن .. هى التى دفعتنى أن أزعج الموسيقى الهادئة السائلة برأسى لأنقر نقراً غير مفهوم هنا .. وأملأ بعض المساحات اليضاء برموز تفقد معناها .. إن ارادت غيرك !


يبدو وأنى افتقدك .. تماماً كما أفتقد نافذتى المستديرة
ولكن إفتقادى لك هو السبب وراء هذا الالم الصديق لحلقى ..

يبكينى الامر ..
وإعلم ياعزيزى .. أنك أنت هو الامر ..

لا حد لى بك .. !
ولا حد للبكاء كذلك ..
سوى النوم تعباً .. !
والكفّ عن عبثية لا تجدى سوى للتنفيس المؤقت !