30‏/03‏/2012

· عن السفر \ تدوينة تفتقر إلى الترتيب والحب والكتابة و..و و







- ناقلة جند زرقاء فى ذات المكان الذى رأيت فيه حوالى 30 سيارة ومدرعة تحمل اللون ذاته قبل جمعة الغضب بيوم ، الفارق أن الناقلة الزرقاء الآن يبدو أنها حديثة عكس يوم 27
( ليتنا خسرنا فى معركة الثورة، يبدو أن "أعدائها" أكثر من استفادوا منها )
أطرد تلك الخاطرة سريعاً بداعى ضحالة المثال وانفصاله عن الواقع.
- الطريق الى المنصورة يكون طويلاً بسبب الزحام عكس الطريق منها، بعيداً عن أرق السياسة ومشاكل التأسيسية للدستور وأزمة السولار وغباء القوى السياسية وغباء أستاذة الجامعة التى ألغت الامتحان بعد أن وقف الجميع ضدها بعد ان أتت باسئلة عِلمى بإجابتها كعِلمى بقواعد اللغه الفارسية.

- ملحوظة : يقضى معظم المسافرون أوقاتهم مقسمة إلى ثلاثة أقسام ما إن يصعدوا إلى الأتوبيس تراهم متحمسون لقراءة الجريدة، عادة أو فى بعض الحالات " المسافرون أصحاب البدلات " يقرأون عدة جرائد
ينتهى البعض سريعاً من القراءة وفى صفحه مقالات الرأى تراه يرفع الراية البيضاء ويجتاحه النوم .

أما المحترفون فينتهون من القراءة لينظروا إلى الأرض الخضراء والنيل على جانبى الطريق
وبالرغم من كونى مسافراً محترفاً لا أستطيع التمييز حتى الأن بين نظرات الحنين الى " الطبيعة " أو نظرات الحزن لإفتقاد الأهل أو نظرات اللا مبالاة غير العابئة من الحياه بشكل عام.
- لايعلم الكثير من المسافرون خبايا أتوبيس " السوبر جيت " ومزاياه ، المحترفون يعلمون أن باستطاعتهم كشف أى مكان فى الأتوبيس بواسطة شاشتى التليفزيون المتواجدين فى أوله ووسطه تستطيع أن ترى فى كل شاشه 4 أو 5 صفوف على الأقل ترى فيها أصحاب البدلات نائمون بشكل يوحى بأرستقراطيتهم والمعظم متساقطون على الشبابيك وعلى المقاعد حتى يهيئ إليك لوهلة كأن المكان تعرض لهجوم كيماوى ناجح، أحدهم تسقط رأسه على كتفك تحتار فى الرد على تساؤلك الداخلى" هل أرفض كونى إنساناً وأوقظه أم أتركه" فى فترة البحث على الإجابة الصعبة يستيقظ الرجل فجأة ويعالجك بالقول المأثور"لا مؤاخذة".

- نصيحة : من لم يسافر من قبل إلى مدن الدلتا ولم يرى نيل الطريق وشجرهُ الطويل ونخلهُ المرسوم واتساع أراضيه الخضراء ولم يستمتع بكونه " مسافراً بين الثقافات " فليسافر فأنا اشعر بالندم حيال كونى لا أستطيع ان اصطحب أصدقائى جميعاً فى السفر وأشاركهم " اللذة " !

- للسفر فوائد قالوا قديماً، لم أحفظهم لكن أعلم فى قرارة نفسى أنه لو كان قائل العبارة من سكان "مدينة صناعية " لأفاض أكثر فى ذكر فوائد السفر "ولو ليومٍ واحد" يكفى كمية ملصقات مرشحى الرئاسة غير المعروفين التى تمتد معك من بداية كونك خارج القاهرة وحتى تصل الى نقطة التقاء الروح والجسد والمكان، لدرجة الشعور بالندم أن صورتك الشخصية لا تحتل إحدى ملصقات الدعاية مكتوب أسفلها فلان الفلانى "أحبكم أكثر من السفر"


- إن سافرت وحيداً تستطيع إصطحاب " المسيرى، محمود درويش، أو من عازفينك المفضلين، الضرر الوحيد الذى قد يسببه لك السفر عندما تفاجئ بزحام فى غير موضعه على الطريق ربما يفاجئك " مسافر غير محترف "قائلاً" الله يخربيت الثوره" !
- المحترف يعرف الرد على هذا المسافر الهاوى بجملة بسيطة يتناسب علو الصوت مع قدر شجاعتك، المحترف يرد ببساطة ويقول " الله يخربيت الفلول "، إحم ، صوتى لم يكن عالياً الآن بقدرٍ يستطيع "الفِل سماعه"


تعليق خارج السياق " ورتبوا أحلامهم بطريقةٍ أخرى، وناموا واقفين"
__________________________

بقلم العزيز : حسام يحيى بعد إنقطاع عن مدونته دام طويلاً للأسف
عودة محمودة صديقى ~

مدونة صوت الحرية :)

28‏/03‏/2012

نُـــقــطَــــــــة غَــــرَق



" كُلَّ شىءٍ .. فِيك لهُ أكثر مِمَا لِي فِيك "

____________________________


 كم أكون بلا أى شىء يبقينى فوق سطح الماء أحياناً
  وبلا أحد
...
كــ الأن مثلاً ..

 .. لم يعد لى أحد .. !

27‏/03‏/2012

رَجـــــفـة






رَجفَة ...

و سكون


دمعتان ..
ورجفة

ثُمَّ
.......

هدوءٍ غامِر .. وجليد يعيد بناء نفسه


" ألم يكن أولَىَ أن ننتظر على أن نمضى طريقٍ خاطىء ؟ "

رجفةً أعمق ... وإرتعاشة أطرافٍ باردة


صمت ... هدوء
وموتٌ نسبي ... تدريجي


وميض
أنوار سيارةً تقترب .. وتَسكُن الجراج

منديل يَنفى دمعها خارج ممالِك الوجود ..
وإبتسامة زائفة تُختَلَق

وجه شاحب
طلاء شفاهٍ أحمر .. وقلب أصفر

.. رجفة

لا سكون الأن
.. للأسف !


" عزيزتى .. لقد عُدت "


.....

رَجفَة
وغُربَةٌ تسري فى العروق وتُلهِب أسفَلِ العُنُق

25‏/03‏/2012

رَبِـــيـــعٌ مــــا ..





رغم أن السُلَّم الخشبي مُنهك .. وينخر فى قلبه السوس الأسود
إلا أنه حمل الإثنين عالياً جداً .... فوق السحاب الرقيق

لقد إلتقيا منذ عامان فوق رُقعة شِطرَنج ..
كان ابيضاً .. وكانت تحمِل سواداً كثيرا

لم يتبارزا ..
تصادقا ووقَّعا معاهدة سلامٍ من البداية

تشابها وأصبحا أعز أصدقاء سريعاً ..
أعز اصدقاء

شهد عُمق البحر رقصاتهم .. وزَهرِ القاع والسمك

الجميع علِم أن كلاهما أصبحا كرقعة شطرنج .. يحملان بداخلهما اللونين
أبيض واسود ..

لكنهم إدعيا عكس ذلك
" نحن أصدقاء .. أعز أصدقاءٍ فقط "

كان يوماً بارداً .. لم يلتقيا فى البحر كما اتفقا بخصوص أيام الأحد
جلس كلٍ فى بيته .. يلتحف الرجفة والإنتظار
" متى ينتهى البرد لأراك .. ؟ "

 كان مَلَكاً يسترق السمع .. شعر بالأسى حيالهم
فأسدل ستار الشمس المنير ... وإنصرف

إستيقظا بمرح وحُب ..
إرتدى التأنق .. وتوضأت هى بالعطر

كان موعدهم .. فور الشروق عند تمثال بوذا
ركلا مؤخرته وتسابقا حتى شجرة اللوز ليحيكا خيالاتٍ تضمهم يوما ما سوياً

يعلمان جيداً رونق أن يكونا أعز اصدقاء .. قبل أن يرتلّا وعود البقاء معاً للأبد

يأمُلان .. ويتشابكا الايدى
ناولته تُفاحة حمراء .. أكلها وإبتسم
لم يبالِ ..
لا يبالى سوى بها
تتبسم هى أكثر .. وتنام بين ذراعيه

يُطبقان العناق على الربيع بداخلهم حتى لا يتسرب بعيداً وينتهى
ويأمُلان للأبد ..

23‏/03‏/2012

إنكسار / قصة حقيقة

صديق لأخى الأصغر .. كان بالثانوية الأولى هذا العام .. كأخى
إعتاد أن يأخذ العربة من والده ويسوقها .. قريباً من منزله قدر الإمكان .. كأخى

كان يلهو مع أحد أصدقاءه الذى أخذ سيارة والده كذلك ... فتسابقا أو تفننا ببعض الحركات لا أعرف التفاصيل ...
فإصطدم بعامود نور بصورة سيئة ..
توقف اللعب

سقط العامود على سيارته ليُكمِل قطف سنواته الخمسة عشر القليلة بإحكام
توقف اللعب

.. أُصيب بتهتك فى الجمجمة .. كانت حالته غاية فى السوء ...
توقف اللعب .. وجفّ النبض تدريجياً

فى المشفى .. لن يقدر أحد على رد قضاء الله سبحانه وتعالى
اوصلوه بالماكينات .. لم يقدر أحد على رد قضاء الله عنه
 .. أى .. حالته كان ميئوس منها منذ اللحظات الأولى ..

أمه المنهارة الغير مستوعبة تَكالُب الأحداث فوق عاتقها المُنكسر
لن تَقتل الفتى الذى لاعب إبنها ...
لا تستطيع .. لا تريد

لم تقو سوى على منع كل من أصدقاء إبنها زيارته .. كرهتهم جميعاً حقاً
لديها حق كبير !
كرهت زوجها :
" قُلت مراراً لا تعطيه سيارتك "
" هل أنت راضٍ الأن ؟ "
" هل أنت سعيد ؟ "


بعد أسابيع من البكاء .. والتشبث بخيط نور ليس موجود بالأساس سوى بالروح ................. فارق الحياة ،، اليوم الجمعة 23/3/2012 قبل الصلاة.

22‏/03‏/2012

رمادية ~

حين تضيق توجه لله لتبكى بين يديه
فعلت ذلك اليوم ..
وجدت ميتان .. رجل وامرأة .. لا انوى حكى تفاصيل أكثر بشأنهما
والصلاة عليهما سبحانك رغم العدد الصغير .. كانت كلها بكاء "ونهنهة" !
شعرت بموت فى قلبى ... اابكى الإثنان أم ابكينى الان؟
شعرت بإحراج لسبب بكائى امامهم .. فبكيتهم
نسيت الهدف .. ولكن الشعور كان ثابت ومتصاعد حتى بعد إفراغى من الصلاة .. ترنحت وإنتقيت جزءاً منزوٍ بالمسجد إنهرت فيه إلى ان نمت

لا أدرى كم مرّ علي ملقاة هناك بجانب الحائط كقطعة خبز منسية
ولكنى إستمتعت للأقصى بكونى فى أمان هنا .. فهدأت قليلاً .. وإستكنت

خرجت .. مرت بى وجوه كثيرة .. شمس حامية وضجيج سيارات
دوريات الشرطة كانت مكثفة للغاية اليوم فى أكتوبر وقامت بإغتصاب حاجيات كل الباعة الجائلين الموجودين .. منهم من هربت تاركة علب مناديلها منثورة على الأرض ! كان مشهد مؤلماً جدا جدا فى الواقع
فبكيتهم خلف نظاراتى السوداء ! أيسرقون يا ولاد الــكلب لترتاحوا !!!!

بدأت تدريجياً امتلئ من جديد .. بالسوء ..
ترى أكان قرارا صائباً حين تركت مشغل الموسيقى بالمنزل اليوم ؟
فارغة انا من أى شئ الان .... سوى من بعض الرتوش والإنهاك

فعلت ما أجيد ... نمت 5 ساعات وفاتتنى صلاة المغرب .. استغفر الله

اللهم إن كان المــوت خيراً لى ورحمة فأمتنى .. وإن كانت الحياة خير فخفف وطئها عن كاهلى ... ليس هناك سواك لأسأل يا الله .. ياسميع انت تدرى ما بى يالله
اللهم اجعلنى استغنى عن تفاهاتى .. وإهتماماتى التى لاتفيد أحد
اللهم اجعلنى اكثر جدية .. لا أكثرت إلا لمرضاتك والسعى لقربك

اللهم اجعلنى استغنى عن تطلباتى .. وارزقنى الزهد فى الحياة
يــــــــــــــــــــارب ... يـــــــــــــــــــارب !

20‏/03‏/2012

حــــــــرب ..... وكــمـنـــجـــة




ما الذى قد يُبكي قلباً  .... رجُلاً
سوى معزوفة كمنجة ..
أو حـــــــرب ؟؟

الحرب كقطعة موسيقية تتركك دامى القلب فى كلتا الحالتين ..
النصر والهزيمة

قد تُبعَث .. أو قد تموت اكثر
النتيجة الوحيدة المضمونة .. أن الرجال جداً .. سيبكون بالتأكيد
وسيولدون ..
ويُخلقون ..
  و يصبحون مُقاتلين فــ .. مقتولين الحرب التالية !

تسائلت قديماً .. حينما كانت سذاجة الطفل تعمينى .. لِم الحرب ؟

وهو السؤال الذى يستحق التوقف عنده دهرا وليس :  " أكون أو لا أكون "

قد تختار أن تجيب على سؤال شكسبير بــ أكون
وتفرش منزلك بما يليق بعروسك .. وتلوِّن غُرفة أطفالك بالأزرق والوردى
لإبنك وإبنتك القادمين .. ترى أيهم سأُرزق أولاً ؟

وفى خضَّم إنهماكُك فى الترتيبات يَمحيك أحدهُم من الحياة دون الرجوع لأخذ إذنك !

إذاً لِم تُسأل عما لا تُقرِّر بشأنه شيئا ؟
أى نعم
 .. ! ليس لك شأن بروحك أو بحياتك على الإطلاق

وبالتالى سنعود خُطوة .. ونتفادى حُفرة .. لِنسأل ونُسأل أبداً :
لِم الحرب .. ؟

أهى سخط السماء على الأرض لكثرة تذمرها .. ولِتُخلق قلوبٌ رِجال من الألم؟

ولتبكى دائماً أعين .. حتى لا يجفُّ البحر .. ؟

ألا يوجد هواءٌ يكفى الجميع ؟

اسئلة .. اسئلة
وحائطُ سدّ
و.. حرب !

رغم الألم ..
! هى غايةٌ فى حدِّ ذاتِها للكثير .... أحياناً

لكى يزدادُ الطَمى الصالح على ضِفاف الوَطن
.. الأوطان
هل يُمكن أن .... ؟
عساها لا تَنفَذ !

متى تنتهى الحرب ..... ؟

هل يعلمون أن المُوسيقى المتواصلة قد تُسبِّب الصمّ

يموت فى الحرب الكثيــر
جداً .. جداً
والخوف فقط أن ينتهى الرجال
فلا ننتصر
لِنُحارِب حَرباً جَديدة غداً !

18‏/03‏/2012

لِتُـــكمِــل حـَــلَقــة الشــمــــس



أعرِفُ أنَّك مَررتَ مِن هُنا

أثارَ الحِصان .. ورائِحتَك فى الهواء ....... يُخبِّراني

لقد رسم نَصل سَيف مَن قَاتَلَك جرحاً غائراً بقلبك .. فأصرعتَهُ ..
أرى مِسكُك الأحمر على أوراقِ الشجر ..
هذه القُرُنفلة لَم تَكُن هُنا .. أنتَ مَن أنبَتَها بِنَزفِك
أعلم هذا جيداً
فأنا أحفَظ هذه الغَابةَ .. مُلتَقَانا .. عن ظهرِ قَلب

أنينُ الشَجَر يَهمِسُ لى .. أنَك تأوَّهت .. فى هذه البُقعة
أرى رسم أصابعك على التراب الأسود ها هُنا
.. ألمِسُها .. فألمِسك

تُرى .. أأخذك الألم بعيداً فى مَمَالِك الهَذَيان .. فنيستنى
أم رددت إسمى حرفاً حرفاً .. ونزفاً فــ نزفاً

أكاد أرى نَشوة إنتِصَارِك .. وفَنَاء هذا الغادِر على قدميك  
هل عَلِمت أن سيفه لم ينل منك بقدر مانال منى .. ؟
وأن لحظاتك الباقِية تلك .. كنت ألفظ فيها أنا أنفاسى الأخيرة ؟

أذكُر جيداً حَكَاياك .. عن الذين رحلوا وأكملوا حلقة الشمس بنورهم
أردت أن تكون مُحارباً .. وترحل شاهِراً سَيفِك كفُرسَان الأساطير الحَزينة

أخبرتنى أن هذا هو الشئ الوحيد الذى يستحق الرحيل

أذكر حينها بُكائى سراً .. وهمسى بتعاويذ الحِماية لك فى كل صلاة
مع إبقاء إبتسامتى المُختَلَقة حتى لا يَنجَرِحُ حِلمُك أو ينحَرِج

لم أُدرِك أن البعيد يَحمِل ما إرتأيت فى نَفسِك .. وماتمنيت

لو عَلِمتُ الخاتِمةُ قَبلاً .. لَمَا كُنتُ قَد تَمَالَكتُ قَلبى مَعَك
ومَنَعتُ عَنكَ جَزِيلُ العِناقِ والقُبَل .. مَرضاةً للرب

لَكُنت تُبت عن ذَنبِى هذا الأن .. لكن أكون قد نُلتَهُ على الأقل .. فأمُوتُ شَهيدةً لك

أقبِضُ التُرابَ فى يدى وأضُمَهُ لِخافِقى .. علَّهُ يَبوحُ لى بِهَمَساتِك الأخيرة

لِم لم تنادينى حبيبى .. ؟
لَكُنت لبِّيتَ وعُمرى .. وأَزَلت الموت عن شفتيك بأناملى المُرتَجِفة
وشَرِبتُهُ عنك

أكمَلت حلقةِ الشمسِ الأن .. كما تمنيت
.. ولكنك كسرت مسار الكون من حولى

لَيتَنى لم أتمالك قلبى عنك .. مرضاةً للرب
لَكُنت أُصلى الان وأتوب عن ذنبى هذا .. وأموتُ شهيدةً لك

17‏/03‏/2012

مُـــتعـــةٌ خــــاصـــة



لم تُغلِق نافذتها رغم المطر
..
بالكاد إستطاعت رؤية الطريق
تشبثت بمقود سيارتها .. وضغطت أكثر على دواسة البنزين
إنساب الادرينالين برفق فى شرايين قلبها الوَجِل كما إنسابت تلك القطرات الباردة على وجهها وعنقها

لم تدر كم مضى من الوقت
إستوقفها فقط توقف المطر .. وظهور ملامح الطريق والسماء أمام عيناها

كم تعشق الهواء بعد أن يتحمم

أخيراً .. توقفت .. وترجلت
فتحت غطاء العربة .. وتنعَّمَت بِمُقابلة أولى خطوات الشمس وجهاً لوجه

حذائها الرياضى بلا جورب .. وفستانها الصيفي لم يقياها شيئا من برد الصباح ..
فى الواقع هى لم تكن لتمانع أى شئ

جلست على رأس مقعدها .. وحررت شعرها
فردت ذراعيها لأقصاها .. وإحتضنت الهواء

إبتسمت حين شعرت بتربيت الصباح على روحها


من قال انه يجب أن تحتاج للبشر دائماً
يُشعرها بقائها على الطريق بنشوةٍ ما ..
لا تحتاج حينها لأكثر من أن تصمت وتمنح نفسك عناقا طويلاً

تتجاوز السيارات والوجوه ..
لا يصحبك سوى موسيقاك المفضلة
ومقود لا تقوده بقدر ما يقودك
يكون حينها العالم بأكمله .. بيتك .. وجهتك .. ونقطة رحيلك والبداية
وفى نفس الوقت .. لست مطالباً بوقت محدد لمقابلته أو تركه

الطريق لا يحتاج لقوانين المعاشرة الخاصة بالادميين
لن يغضب عنك ويرحل ..
هو هناك دوماً فى إنتظارك .. لا يضنى منحك بعضاً من حريته
يُعَلِّمُك
بلا مقابل

تبقى هى هناك .. على قمة الطريق الجبلى ومنظره الساحر .. حتى المغيب
تملأ عيناها بالرؤية
تغمر روحها بالتنفس والوجود

_____

ليس الامر انها لا تُحِب صُحبة البشر ... الأمر فقط أنها تحب التيه أكثر

15‏/03‏/2012

حِـــلـــمى الوردى



هل قلت من قبل أننى حلمت منذ صغرى أن أكون موسيقية ؟



صورة عازفة الجيتار تلك .. شعثاء الخصال
تغنى ترانيم إفريقية فرنسية .. أجشة الصوت رغم عذوبته
حلمت بذلك كثيراً .. اكاد أكون قد جننت بتلك الفكرة لفترة كبيرة فعلاً من طفولتى
ثم تحول هوسى .. إلى ألة الكمنجة
ولكن أردت شعرى أن يكون املس حينها .. وأرتدى قلادة ماسية أنيقة
وكلما كبرت .. شذبت أحلامى أكثر ..
وتحولت لرزانة أمقتها احياناً كثيرة


ما منعنى من تنفيذ الفكرة والإتجاه فعلا نحو تحقيقها هو التفكير العقلانى .. لا أكثر !
العقلانية .. والخوف من الله !
وهذا يكفينى لأمتنع بإقتناع فى الواقع
الحمدلله

أردت فقط أن أحرر حلمى الباهت فى هذا الفضاء المحبب
________

هل تعلم أنك حلمى الوحيد الأن ؟

12‏/03‏/2012

أضغاث أحلام

لا تقرأ هذا اللاشئ بظاهِرُه فقط

كان يتطلع .. بعيناه الضيقتان

يراقب كل حركة .. كل رجفة برد
تنفُسها الذى يعلو ويهبط
إنحنائات خصال شعرها الفاحم على كتفيها

كان يراقبها من قبل أن تركب القطار
كصقر جارح .. لم ير سواها

كان واقفاً فى الممر .. يترنح مع  إيقاع السكة الحديد
  يقترب منها كُلما إهتزت العربة أكثر
شيئاً فشيئاً .. بعد بضع لحظات فور أن جاءت محطة نزول شريكها الأسبق .. كان يجاورها المقعد
..

علم أنها لن تنظر بجانبها لتتعرف على وجه هذا الجالس القريب
لن تنظر إليه
.. لم تفعل !

بدأت السماء تنام .. وتتحول إلى أرجوانية الغروب
الفتاة أيضاً بدأت تنام
حان وقته الأن

بقطرات منهمرة من عيناه
أخرج من جيب معطفه الداكن .. قارورة صغيرة
سائلها الداكن .. له رائحة قوية .. لفتت أنظار المجاورين إليه
بلل قطعة قماش صغيرة فيه ..
نُقِش على طرفها حرفين .... حرفي اسميهما
كانت قد أهدته إياه يوماً .. يوماً بعيداً ومنسياً بالنسبة لها


برفق ..
وضع المنديل المبلل على أنفها ..
فتحت عيناها بوهن .. لم تتفاجأ لرؤيته
علم أنها لن تفعل

تبسمَّت .. وهمست :
" لقد إنتظرتك طويلاً .. "

لم يعد يبكى الان
 !..بل ينتحب

شرب ماتبقى فى زجاجته ليتأكد من سرعة سريان المفعول

ضم يدها إلى صدره .. ونام

 وصلا أخيراً لمحطتهما البعيدة
الان فقط .. أصبحا معاً

كاتبة مع وقف التنفيذ !




" أهدته تُفاحة .. فكفف دمعه وأكلها بنهم .. ثم إبتسم "

 جلستها اليومية وقت العصارى .. على الأرض فى شُرفتها
بصحبة ورقة وقلم وكوب شاى .. كتبت تلك البداية ثم توقفت
سئمت نفس البدايات .. ونفس الكلمات والتعبيرات

قرأت قليلاً فى رواية علّقت إكمالها لحين سماع صوته
علّ موج الرواية يستثير رغبتها فى الحلم

لا شئ !

قامت .. أحضرت برواز صورته
وضعته امامها على الأرض .. ضمته إلى محراب كتاباتها كما تفعل كلما إستحكمت
 وإبتسمت له متمنية أن يرد على إبتسامتها بسيل من الكلمات
توقف السيل أكثر .. توقف عقلها

أشعلت سيجاراً .. ونفثته بعصبية ..
.. هى غاضبة الأن ..

لا تستطيع حتى أن تبدأ بفكرة للمقال
لا حيلة الأن
تختلق عُذرٍ جديد تُبديه للجريدة

دور من الإنفلونزا الحادة أرداها طريحة الفارش
صدمتنى سيارة مسرعة
فقدت الذاكرة .. ونسيت أنى مُطالبة بعامود يومى

ترى هل إستنفذت كل تلك الأعذار بالفعل من قبل ؟

" أوووف !! "

مزقت الورقة ذات الجُملة الواحدة
وكتبت فى ورقة جديدة

أفتقدك !

10‏/03‏/2012

وجــــه الـقــــط



لنبقى معاً .. رفاق دربٍ وحياة

خيِّب معى ظن الفراق .. والحاقدين

لنكمل الشئ الناقص فى بعضنا ..
كـ سور بيتٍ وتعريشة عنب

لنبقى معاً ..
لا لشئ سوى التنفس والبقاء
حتى ترانا السحب وذرات الهواء
.. فيمنحوا رفقاً دون إنقطاع

لنبقى معاً حتى تمتلئ المُفَّكِرات والورق المُعَطَّر بذكرِنا
حتى يرى النبيذ لذةً فى أن يضمه كأس من كريستال
ويكون نخباً فى زفاف

لنبقى سوياً فى هذه الحياة .. أو غيرها
 فأنا سأنتظرك حتى إن كان ملتقانا كون أخر .. يكون كلانا فيه قططاً ~

07‏/03‏/2012

نسيم ..




كـــرنـــفــالاً هـنــــدي مِن ألـوانٍ ورقــصٍ وغنـــاء
 
فى الواقع
لقد قصدت ...
........
عيناك تتبسَّمُ
..



مذاقُ وردٌ بلدي فى فمى
.....أكلنا الوردَ معاً فى أيس كريم


ثُم كان الحُلو بَعد تِلك الوجبة

" أُحِبُك "

.........................

06‏/03‏/2012

إنـــقـِبــــاض الدُمـــــى



تقف على أطراف اصابعها دوماً .. حتى وإن كان القِصَر فى الأشياء حولها

تدَّعى بأنها هكذا مُكتمِلة .. لا ينقصها شيئاً أو أحد ..

لا تُحبُ الرُمّان والبابونج .. لكنها تعشق القهوة
تشربها لتعاقبه

تسير بعصبية .. خطواتٍ غير مكتملة .. علَّه يعود .. فتعود أدراجها !

لم يأت ... ولن
هكذا خبّرها راهب الدير .. المحطم هو والدير ..

فتذكرت .....
لقد غنَّى لاعِب النرد قائلاً : وإنتظِرها ..
لم يقُل أحداً .. إنتظريه !

تَدفِن بِضع سحاباتٍ غائمات .. فى صدرها
وتتأوه فى صمت من البرودة

تنام .. فـتَسقُط ورقةً أخرى ذَبُلَت على يدها

05‏/03‏/2012

إله طروادىّ





إلى الكلمات .. التى لا يُتَحدث إليها
  فقط من باب أننا لا نردُّ شيئًا لأى شئ .. أقول :
  عُذراً لتملُّكِك .. ..



أثار خطواتك وماتبقى من عبق عطرك الخزامى .. هو مايبقى منك دوماً للحياة
يداك الملطخة بلونى لوحتك الاخيرة
.. وكالأبله تداعب أنفك فيصير سوادً لأيام ..
هذا فقط ما تأخذه من ذاتك ..
وجهٌ ملطَّخ !

اتشعر باللذة وانت تترجم اللاتينية مثلى .. ؟

كنت اتخيل الاوبــــرا .. إعتدتُ لَضم الصِوَر مع بعضها لأستحضرها امام عيناى ..
الان لا اتخيل بقدر ما أفهم .. ولهذا جمال
.. على الاقل احياناً !

أعي الان كيف كان هذا الغابر الإغريقى القبيح يُفكِّر حين سكب موسيقاه ..
هل عَلِم حينها أن لحنهُ سيحيا لعصرٍ بعيد عنه بُعد المسوخ فيُحِيل شيئًا من رمادة إلى حياة؟

رأيتك تقرع الطبول فى الحُلُم .. وقد تصبب صدرك العارى بالعرق والنار
هل تحاول ان تتوغل فى اللاتينية وطقوسها .. لترد هوميروس للحياة؟

.. هل كان هناك هوميروس فعلاً.. أم انه حيلة أخرى خلقتها روما لتفتننا بها أكثر ؟

  لعنتك الوحيدة هى أنك رحلت دون إذن منى .. كما لو كان حلمى هذا ضيعتك الخاصة التى ولدت بها وتملّكتها ..
أحمق انت !

هل سألت واو الوداع إن كانت ترتضى إستعمالها فى هذا الموضع .. الان ؟
هل علمت أن تلك الواو خاصتى ؟

يمنحك الصباح نورا ودفئاً بلا مقابل .. فهل ترد له شيئا؟ أو ترد شيئا لى بعد أن منحت الصباح قلباً ليمنحك؟

هل تُشعِل اعواد البخور وتردد الأغانى التى يهواها الغناء .. غنائى ؟
هل تتحدث مع الهواء عن سحرٍ القيته عليك لا تقوى على الفكاك منه .. وتحتسيان اللبن الدافئ معاً .. ؟

لن تولد المعجزات على يديك تأكد من ذلك .. فأنت أحمق تترجم اللاتينية فقط لأنها واجب مدرسى !!
فى الواقع أنت لا تعرف شيئا منها .. فهى تكرهك ولن تمنحك نفسها
كما أفعل انا ..... !


المعجزات لديها من الحالمين والقديسين الكثير لترد فضولهم عنها
 لن تراك وسط القديسين ..... سيكون وجهك غائماً ولن تراك



فعلاً ابله أن إخترت ترك حلمى .. والبقاء هنا

03‏/03‏/2012

مصاص دماء ألدغ

By : Mana Neistani


اتعجب من شرود مُخيِّلة مخرجى افلام الإثارة والرعب
التى تدفعهم احيانا إلى خلق عوالم غريبة يُفرِطون فى إلباس شخصياتها وجوه .. من فرط بشاعتها تشعرك بالسذاجة .. !

لماذا يُفتَرَض بشخصٍ فاره فمه .. ويسيل لعابه طول الفيلم ووجهه به ما لا يُحصى من الندوب .. أن يخيفنى !
ستكتشف بالضرورة فى نهاية السيناريو العقيم أنه تعرض للتعذيب .. أو إنفجر مفاعل نووى فى وجهه بالخطأ فصار هذا الوحش المخيف !!
أى أن الأمر عبارة عن فعل ورد فعل فى نهاية المطاف

وهذا ليس بالرعب ابداً ..
هذا فيلم يُشِعرَك بالتحسُّر على ما قد تسبِّبُه المعاملة السيئة والحوادث فى الطبيعة البشرية الرقيقة سهلة التأثُر !

فى الواقع الاشد رعباً هو ان يولد شخصٌ هكذا
طفلٌ صغير ظل يكبر .. ويكبر .. ويكبر .. ثم فى مرحلة ما إستيقظ وقد قرر فجأة أن يلتَهِم رأس اُمِه !


عوالم مصاصى الدماء .. والكائنات الفضائية أكلة عيون الأدميين
بلاهة !
وتقزز احيان كثيرة

فى الحقيقة لا داعى ابداً للغَلَبة و" إفتكاس" فكرة جديدة تضفى بها لمستك المُخيفة
فقط أنظر جيداً حولك وستجد ما يمنحك فرصة كتابة سيناريو من 10,000 صفحة !

كمثال حى ..
لديك أحد هؤلاء الرؤساء .. الذى تتنسم فى وجهه ولدغته فى حرف السين .. كل البلاهة الممكنة
_ اللهم لا إعتراض على خلقتك يارب _
وقد قرر أن يردّ على هتافات.. تسأل عن مزيد من الديمقارطية والحقوق الواجب توفيرها .. بالرصاص الحى والقذائف والمدفعيات

لم يبال بمسيرات أطفال .. لم يبال بحرمة النساء والشيوخ ..
كلهم امام رصاصه واحد

لم يبال بنفس الجنسية التى يحملها هو وشعبه
ولم يبال بالفرصة والصبر الطوييييل الذى مُنِحَ له

حتى أنه لا يوجد داعِ ليتخيل المُخرِج هذه الشخصيات الدنيئة ..التى تسند البطل فى الرواية البائسة..... كخادم الكونت دراكيولا الوفى !

لينظر بإمعانٍ فقط على كل من ينفذ اوامر القتل ويزيد من عنده ومن كرم اخلاقه بعضاً من حلقاتِ التعذيب السادى فى وجه أطفالٍ صغار إلى أن يموتوا من الالم !!
.. كما لو كان بذلك يُضفى حبكة مستحبة للفيلم ويرتجل مُجامِلاً سيده !!

الرعب كل الرعب .. هو هذا الوجه الخالى من الندوب
الذى  يعيش حياة بشرية عادية تماما  .. بل مرفَّهة

.. لا يعيش فى قبو حقير .. أو يضربه سيده كل يوم بالسياط مقابل اعمال شاقة يُلاقى امامها القليل من الطعام العفن ليسد رمقه لا أكثر

لا لا .. هو لا يُعانى مطلقاً .. ولم يقابل ظروفاً خاصة حوَّلَت طبيعته إلى وحشية
فهو يأكل ويشرب ويتنفس كباقى البشر .. ولا يستسيغ شرب الدماء عن أكل اللحم المشوى وشرب القهوة.. كحال اى إنسان مثلنا
طبيعى تماما أقول لك

  الغريب بخصوصه فقط هو أنه لا يرى غضاضة فى أن يمزق أشلاء وطنه بانسانه التلمة اللدغاء !!