قفز من نومه مؤدياً تحية الصباح ..
و تلقَّى .. وزملائه .. قراراً بتكمِلة المُهِمَّة

إكمال ما بدأه أسلافه .. وتخيَّله أجداده فى أكثر أحلامهم جموحاً

  غسل وجهه .. وشرب قهوته ليستفيق

إرتدى الخوذة .. وواقى الرصاص .. وباقى التحصينات التى تبلغ حصة شرائها ثلاث أضعاف ميزانية دولة قريبة .. نالت من مجاورتهم جانب

لا يهم ..
المهم أنه هاتف زوجته .. كما يفعل كل صباح ..  وتمنت له التوفيق والعودة سالماً كما تفعل كل يوم
تتمنى أن يوفقه الرب .. فينجو بأفعاله من ظفرٍ وإقتناص
تعلم فى قرارتها انها رقاب اكرم منهم أجمعين

سار مع فوج زملائه
..
فى سيل صغير من اللباس الأخضر والقلوب السوداء والعقول المبرمجة

تُلت عليهم الأوامر
ثم ..
إنطلاق !

دوى من الرصاص فى الاجواء .. خلّف صراخ وبكاء .. وأجساداً مُلقاه تفترش الارض المُقدَّسة
أجساد أبناء .. أزواج .. أحِبَّه .. ومشروع زواج كاد يقترب

يتقى الجندى .. صاحب طقم الوقاية الفولاذى اسفل ردائة .. صوت دعاء الأمهات
ودموعهن
ويختبئ فى سور .. هدم منزله منذ يومين فأرداه يتيماً .. من حجارة وقعها على نفسه .. كوقع رمى الجمرات على إبليس

قطف اروحاً .. بأمر من رؤساء العمل .. وتمت المهمة
ليُكمل خطة الإستعمار .. الموضوعة بعناية وهمة
كما يفعل النمل ببيت خشبى

مات شاب .. إستشهد وهو يلقى حجراً ويُكبِّر
بكته عائلة من خمسون شخصاً
وإنفطر قلب حبيبته

مات أخرين .. وتخطت أعداد الباكيين المئات
بكى من هم مؤمنين بالقضية كذلك
وبكى كل من يحمل الجنسية ذاتها .. المتفرقين فى شتى البقاع بسبب قرارات نفس الشخص
الرئيس ..المُسَيِّر لفِكرة أسلافه البائدين

ولكن من يُصدر كل تلك الأوامر نسى أمراً هاماً

نسى ان نِقاط الدم تلك .. تولِّد أسوداً
أسوداً
 ستشعر بنشوة النصر .. وإن لم تحصل على قدر مُركَّز من الكافيين لكسب طاقة أو صحوٍ إضافيان .. فتُقاتِل

لديها مايفوق ويتخطى مجرد أوامر تنفَّذ حذافيرها
تتحصَّن فيها بواقيات الرصاص

أسودنا مدرعة بدعاء الأمهات المقدسيِّات ..
بوعد النُصرة من الجبّار بعزته وجلاله

وهذا الجندى الذى أبكى السماء يوماً .. إلى زوال
هو ومرئوسه .. وأكثر أحلام أجداده الغابرين جموحاً ..
جميعهم زائلون !