24‏/02‏/2013

الحمدلله


إكتشفت فوبياي
لا لا ليس تلك من الأماكن الضيقة المُغلقة
وليس الأخرى من الإزدحام والتدافع
ولا الخاصة بالأماكن المرتفعة
ولا فوبيا الفَقَد

فوبياي هي الوجع
الوجع في حد ذاته وصفاته
الألم الجسدي
...
أحاول قدر الإمكان تأدية فريضة الظهر في المسجد
ولم يخيب يوما صليته هناك إلا وتبع الصلاة صلاة جنازة
هالني منظر السيدات الباكيات
هالني الجزع والأعين المُغيّبة بالصدمة وعدم التصديق
حتى أن الوجوه الساكنة من أهالي المتوفي كانت أكثر تخويفا من الاخرى المُفرِطة في بوحِها
وجه ساكن يسبق العاصِفة

الموتى كُثُر .. جدا
كل لحظة وكل ثانية
وكل حرف كتبته هنا الآن .. مع كل نقرة سقط أناس
شعرت بالصِغر .. وبالتعملُق في آن
الموت .. لا شيء يخطو بعده

ليس هذا هو الموضوع الذي أتيت هنا لأجله 
الموضوع هو أنني اليوم بعد أن عدت بفكرة الموت المترددة بعقلي
أصابني وجع لا أظن أنني عانيت ما هو اسوأ منه .. حتى اليوم على الأقل
تصببت عرقا من فرط الألم .. وكنت أرتجف بردا
الوجع إستغرق ما يُقارب الساعةفي تزايد مستمر
يداي بدأت تتخدر لا أدري لمَ
وشعرت كما لو أن رأسي تمّ رجّه ومفعول الصودا التي تود الغنفجار لأعلى بدأ يغشي عيناي
..
أخبرتني والدتي وهي تعطيني حبّة المُسكِّن الثانية وكوب المشروب الدافيء الذي لم أرتشف منه شيئا أنه "مُصراني" هو ما يسبب هذا الألم .. بجانب الأنيميا الحادة فاض كيل جسدي منّي تقريبا
.. وأنا لا أعرف ما هو المصران من الأساس !!

المهم
 الغرض من كتابة هذه الثرثرة هو أنني الآن أشعر بلذّة التنعُّم بالراحة والصحة بعد أن سرى مفعول المُسكِّن في جسدي تماما
هي تذكِرة .. لي قبل أن تكون لأي أحد .. أن الصحة نعمة لا يُعلى عليها!
لا تنسوا أنه بجلوسكم هكذا أصحاء بدون ألم .. من أعظم نعم الله علينا

الحمدلله على نعمة الصحة
اللهم اعفنا من الألم
اللهم باعد بيني وبين الألم .. لأني أخافه !

مُثلّجات المستكة وماموث مُنقَرِض




هكذا هي الأجواء دائمًا في الشتاء
يفوح من شوارع لندن المبتلة رائحة الكآبة والبذخ الكاذب

أمضي سيرا على الجسر رغم قطرات الندى المتبقّية من عاصفة ليلة البارحة
وبينما أتدثّر بمعطفي إتقاء لسعات البرد .. أُفكِّر
..
أكان منطقيًا بعد هذه المشاجرة أن اطلب الطلاق .. ؟
لم يكن الشجار بهذا الإحتدام كما المعتاد
ولكنني شعرت يومها أنني لا أطيق كلمة أخرى بيننا
صحيح أنني أمضي نهاراتٍ مروِّعة في تناول الإفطار وحدي
وكذلك في الفراش، وفي غالب روتينيات اليوم
ولكن هناك حريّة ما تدغدغ .. مرّ زمن طويل جدا على آخر مرة شعرتُ فيها بها

يستوقفني متسوِّل يدّعي أنه تشارلي تشابلن ويقطع حبل أفكاري
أشعر بشجن مُفاجيء من وجهه المُغطى باللون الأبيض وشاربه المستعار
لِمَ اختار هكذا شخصية تراجيدية ليسأل الناس بها عن بضع سنتات لن توفّر له ثمن كوب قهوة حتى !
أشعر بالتقزز وأرمق الرجل نظرة حنق تركته يفرك رأسه لا يدري ما سببها


كم أشعر بالوحدة
أكان قرارا صائبا ما فعلت .. ؟
وإن كان .. لِمَ لا أشعر بأنني أفضل ؟
لا الوحدة تؤنسني ولا هو يملأني ! لهذا أنا معلقة هُنا بين ضدّين لم يكتملا

أعود إلى المنزل
ولا أقول " حبيبي، لقد عدت"
ليس هناك أحد سوى هذا القط السمين الذي قام بكسل الكون كله يرمقني بنظرةً ناعسة ثم عاد ليكمل حلمه السخيف
هل تحلم القطط ؟ .. لا أعرف .. ربما سأقضي أمسيتي اليوم في تصفح جوجل بحثا عن هذا الأمر

أفتح البراد .. أنتقي من وسط علب المثلجات نكهة المستكة
ألتهمها وأنا أشاهد فيلما وثائقيا عن إنقراض فيَلة الماموث .. ثم أبكي بحرقة
..

19‏/02‏/2013

أنـا



أنا البنت اللي لما بتشوف زوجات الشهدا بتتكسف من نفسها

نفسها تكون حاجات كتير لدرجة إنها أحيانا .. مابتكونش أي حاجة

بتغنّي لسيناترا وإلفيس .. وبتحاول تتعلم ترتيل القرءان زي شيخ السديس أو سعود الشريم

بتحب الألوان والشمس .. وبتحب تكون لوحدها أغلب الوقت

نفسها في بيت الزوجية يمكن أكتر من فكرة الزوجية نفسها

نفسها في بنت وولد تطلعهم عباقرة .. وبيهم تربي نفسها من جديد

بقالها أكتر من سنة تقريبا معتزلة المناقشات السياسية تماما
بل إنها مش بتتفرج على أخبار غير كل كام يوم مرة على الطاير كدة

بتحب الرسم .. والأكل .. والتمشية .. والقطط.. والمخدات المنفوشة
والكتابة في حد ذاتها .. والقراءة .. وأغلفة الكتب المتصممة بمزاج
ومسلسل هاوس .. وقناة فتافيت وناشيونال جيوجرافيك لما تحب تفصِل
وقناة فرانس 24 لما تحب تحس إنها شايفة العالم كله

بس غالبا يعني بتحب تفصَّل الواقع على مزاجها .. عشان كدة بتحب الأفلام
وخاصة الأفلام اللي أغلبها سكوت .. ونظرات ..

بتكره الممثلين والمغنيين وحياة المشاهير .. والناس اللحوحة.. والحشرات وشعر القطط اللي بيلزق في كل حتة.. وصوابعها لما بتسقع .. وآخر كوباية الشاي بلبن .. وإنها تتفهم غلط .. والإبتسامة اللي بتكون بالعافية من باب اللباقة والذوق .. وإنها تبقى مُكلفة بتنفيذ حاجة هي مش مقتنعة بجدواها أو أهميتها .. وإلغاء المخططات .. والأمهات الشريرة ..والرجوع في الكلام
والعشم في الناس ..والصوت العالي رغم إنه أحيانا صوتها بيعلى !!

وبس كدة لـ دلوقت
..

اتفرجوا على الفيلم دة بقى !!

18‏/02‏/2013

عن الفقاقيع .. وميتتي .. وأشياء أخرى




أحيانا أخشى التنفُّس
 خوفا على ربيع قلبي من التبدّد في الهواء

لا يدري الهواء كم هو مُرهِقٌ إستدعاء هذه الحالة من الصفاء والتسامح التام والرضا عن الكوكب بكل أفعاله الخيّرة والدنيئة
.. ناهيك عن الإحتفاظ بهكذا حالة غير واقعية لأطول فترةٍ ممكنة!

تنتابني مؤخرا حالة غريبة من أحلام اليقظة.. أتخيل حادث وفاتي تفصيلا حتى أنني أكاد اتصبب عرقا توترا من فرط تقمُّص الفكرة

غالبا ماتكون ميتتي حوادث سير..
 أري السيارات المسرعة مخيفة بقدر يجعلها قاتلتي غالب الأحيان

تخيلتني لمرة فقط .. أموت غرقا
كان شعورا باردا .. رائعا في الواقع
شعرت بالإنسيابية المطلقة كما لو انني تحررت من جاذبية الأرض والسماء في آنٍ واحد .. كنت هائمة خفيفة .. بيضاء ..

السقوط من عِلٍّ مُريع
لا اريد التحدث عن الموضوع

أما المرض.. فهو الأرقّ
يُهيِّئنا جميعا لما هو مُقبِل

ما الذي أتى بالكلام لهذا المُنحنى الكئيب
كنت أتكلم عن مشاعر الربيع السعيدة وما إلى ذلك من فقاقيع مزاجية ملونة .. اه ... صحيح كدت أنسى ..
أقرأ هذه الأيام كتابٌ رائِع بعنوان "دروس الحياة" للكاتبة ليزلي جارنر يتحدث عن النقاط التي بلاها شخصيتك لن تقوى على صد أي إشاراتٍ سلبية منبثة ممن حولك بل بالعكس ،، ستستمر أنت في تلويث الكوكب بعادِم الرمادية الخانِق الذي يفوح من روحك الضعيفة

أنصحكم بقراءته
ولكن عليكم أولا أن تكونوا في حالةٍ نفسية رائِقة للتقبلوا الكلام وتستوعبوه، وإلا فإنكم ستشعرون بأنه كتاب لوجاريتمات عن المحاليل الكيميائية والنظريات الحسابية الغير مُكتملة !

إستمتعوا

13‏/02‏/2013

محمد محرز

محمد محرز وابنته ندى


لماذا نبكي الشهداء ونحن نعلم أنهم في مُنزل خير من الـ هنا ؟

لماذا يؤرقنا الرحيل بهذا الشكل ؟

لماذا يكون الفراق موجعا هكذا ؟

ألأننا لم نختبر ما يفوقه وجعا ؟

أوليس وجع الوجود موازي لوجع الرحيل بل وأظنه قد يفوق ؟

كيف تكون الحياة بكل فتنتها ودنيويتها ملونة في أعيننا عن الموت ؟

أليس الموت نورا وتحرُّر في ذاته عن أي آخر ؟

أليس الموت هو اليقين الوحيد الذي وُجِد ؟

أليست حتميته هي داعي كل هذا العناء ؟

لماذا نبكي ؟ لماذا نتألم ؟ هل نحن بهذا القدر أغبياء سطحيين ؟

أم لأننا مُفرطي الرِقة والتأثُّر ؟

هل هي قلة الإيمان .. ؟ أم مجرد فطرةٌ بشرية ساذجة ..؟


أتألم !

أكاد أنزف وجعا على شهيد لم أعرف عنه أكثر من اسما ثلاثيا

و طفلة للتو خطت أولى خطواتها تحمل عنوانه كنية .. ابنة شهيد


قد يكون لقصة رحيله أثرا يفوق ما نستوعب

يتخطى قدرة مشاعرنا الضيقة للتحمُّل

بالتأكيد ! فكيف يترك زوجة تخطّه شعرا من فرط العشق ؟

وابنة كانت قرّة عينه وخارطة وجوده؟

يترك أمه ؟ أصدقاء ؟ يترك وطنا يحاول تمالك خطاه من التعثُّر

لآخر يلملم أشلاء شعبه ويعيد لضمها في صورة "ثورة مستمرة" ألهمه الله أنها وجهته للـ آن ؟

ألأنه قامة نادرا ما نرى لها مثيل في حياتنا اليومية الرتيبة التافهة؟

هل نحن صغار إلى هذا الحد ؟ أم هو طول قامته بعمله ورضا الرحمن عنه ؟


رحمك الله ياشهيد وصبّر ذويك ..

ومُتأمليك عجبًا وإعجابًا وغِبطة


ربح البيع يا شهيد

يا ابن وطني شهيدا بـ حَلَب

.. ربح البيع !

الكثــيـر !


.. وكوني أفتقدك أكثر من القهوة التي لم تمسّ شفتي منذ مايتخطى الثلاثة أشهر ..
.. فهذا يعني الكثير !

08‏/02‏/2013

المجد لكل شيء ..



المجد لكل مايقهر القلب
ويصفعنا مُذكرا إيّانا بقوقعة من رمادية
..علينا أن نلتزم بأماكننا فيها!

المجد للصفعات
والإصطدامات
وسوء التافهُم
الذي ينبِّهنا أنه لا شيء وردي في الحياة
.. سوى وجنتيّ بكاء مُفاجيء!

المجد كل المجد
..لإنكسارات القلب
 وللإنكفاء حزنا على دواخلنا!

فلتحلّ علينا الرحمة
كي ننهار في هدوء
ونُخذَل في أنفسنا بهدوء
ونفقد الإيمان في عقولنا وهواجسنا
وفي قدرتنا على إستيعاب الأمور !

07‏/02‏/2013

هي


لا تستطيع العيش بلا عينٍ تتملّى في ملامحها
يد تكتبها شعرا على كل الحوائط
لا تطيق يوما بلا أغنيات لها
دمعاتٍ لها
وهمس

___


تستيقظ بعينين ملطخة بسواد كحل
تقول روايتها عنها أنها دائما ما تضع الكحل الأسود لتداري الإنتظار والأرق
وتقول الرواية أيضًا .. أنها لا تشاهد أو تقرأ أو تسمع أي شيء يمت للطبيعة بـصلة !

كـ "صباح الخير".. تكون  القهوة .. وبضع صفحاتٍ من رواية
مع موسيقى آخر فيلم شاهدت : آنّا كارنينا
..
بطارية الهاتف تنقطع من فرط الإتصال
لا أحد يرد
لا أحد يبالي حقا
عدا الغرباء الذين يحاولون كسب خطوة أقرب ولحظات أكثر في الذهن

___

هل هي نادمة على القرار الذي إتخذت ..؟
لا
بالتأكيد هكذا أفضل
هل هذا أفضل فعلا ..؟
أظن!
أقصد .. تظن !

___

قلتها يوما
سجائري المجازية التي أنفث فيها حنقي هي .. العلكة
الساند بوكس
وعاشِقي

وها قد نفذت مني السجائر
 وأنا متوترة ومرتبكة ومزاجي متعكِّر
والغريب في الأمر هذه المرة .. أنني هادئة تماما ومستكينة
ظاهرًا !
__

لا تدري
..
لا أدري !
أنا فقط أشعر بأنني وحيدة كما لم أكن يوما من قبل !

03‏/02‏/2013

هل يراني .. ؟



تُرى ..
أيراني أجمل من الحرب والسلام ..؟
أيحتاجني قبل الخبز ورشفات الماء ..؟
أيتوسّد قلبي حالما ..؟ يحلم بخصيلات شَعري وشِعري.؟
تُرى ..
هل هو هو من أراه؟
هل يراني كما أراني بعينه؟
هل يتّكيء على أمنيات الخريف ويُحلِّق بي كجناحين ..؟
هل يقطف لي من جبينه شمعة لا تنطفيء ..؟
هل يصنع لي تاج من قرنفل وأغنيات .. ؟
هل هو هو من أراه ..؟
..
الشمس وردية .. تغرب عن الدنيا في مهجعي
نتحدّث عنه سويا .. وعن سنابل البرد والسراب

وحين يأتي النهار .. أطلقها لأتقاسمها مع العالم
يتخطّفها الجميع .. حتى الطيور !
وأذوي أنتظر بلا شمسي
..
وفي الإنتظار برد .. وفتور
وهو البعيد
ككوكب لا يلوح
بعيدٌ كعيد ميلاد صبيةٍ لم تولد بعد !


أفترش بردي لأنام مردّدة ..
" أيراني الأجمل ..؟ .. أجمل من السلام ؟ "

02‏/02‏/2013

صراع 2



ناسِك .. وماجِن
...
كلاهما يجتمعان أسفل عباءة جلدك
...
يتصارعان يوميًا على أمور عِدّة
لا يلتقيان إلا في ساعات النوم أو الإحتضار
...
عاد من سفر بدى طويلا أكثر من مجرد بضع صفحات رزنامةٍ مطوية
ولكن القاء لم يكن حميميا كما المتوقع
لأن الناسك هذه اللحظة احتلّ الطابق العلوي من رأسك
...
ما أن انقطع الخط
حتى تمنّى الآخر فيك ضمةٍ أبديّة ومُتّسع لذرف كل افتقاد وُجِد
وهدهدة إلى نهاية العمر