24‏/04‏/2013

هرمنا .. حرفيا !



مازلنا نحبو
لم تنبت لنا أرجل يافعة بعد
وتتصيدنا الهواجس
.. ونكهات الأشياء العتيقة.. اللاذعة على الذاكرة
.. والفلاش باك والديجافو .. كما لو كنا اهراماتٍ مكدسة بالموميائات !

هرمنا
ليس بنيّة قائلها التونسي الجليل
بل بلسان قلب شائب أصبح منسدلا على شرايينه حتى انقطعت أنفاسه !
هرمنا .. قبل الأوان

سيخرج لنا أحد ورديّو الرؤوس
ليخبرك أنها الخبرات / التجارب / العثرات / المشاهد التي تملأ عقلك .. لكي تصير شخص أفضل .. أقرب للسعادة والمبتغى
لتكون شخصيتك الصلبة القوية التي ستعتمد عليها لتبني حياتك وحياة من سيتشبثوا بك يوما
قد يُصيبوا في جزء من صورتهم المُختلقة
ولكن سرعان ما ستخور تماما حتى تفترش الأرض كالغبار بعد أول وأخف ارتطام!

ما أن تسمع سارينة إسعاف تذكرك بأيام الثورة الأولي حين مات من مات ورحل من رحل وأصبح يسبّك الآن من كان حينها
يتقاسمك كسرة الخبز

ستهتز حين تسمع لكنة شامية في المواصلات العامة / الجامعة / البناية التي تسكنها
وستنمزج كل تلك اللكنات الجديدة على بلادك لتمثل صورة بانورامية للحرب بمختلف صورها !

ستتصدع .. شربة واحدة .. حين ترى هدف كرة قدم على التلفاز
أو تيشيرت أحمر أو إسم مدينة كان ذكرها قديما يعني إجازة صيف على شاطيء و مكان تجاري إقتصادي جدا !

سينغرس خنجر بقلبك كلما شاهدت فتاة جامعية بحقيبة ظهر إبتسامتها مشرقة
أو إختصارا .. حين تتعثر أو تتعرف على فتاة تدعى جهاد

ستمر عليك أغنية عَنت لك شيء يوما
إسم شخص كان
مكان رأيت فيه مشهد لن يُنسى

عبارات .. كلمات .. مشاهد ومذاق ورائحة .. حتى الوجوه والصباحات
ستنطبع عليها شخصية أيام كانت وكان فيها ما كان !

و كل مرة ستبتهج فيها
وتشعر بالسلام العميق
والإنسلاخ التام عن الوجه الأكبر/الأقبح للواقع وفداحته
وبالسعادة .. المجردة في عِظَم بساطتها
ستتذكر خيانات الفرحة السابقة
وانتظر آتٍ دائما ما يحل في موعده
 !! الموعد الأبعد عن التوقع

...
كل ما في الأمر في الواقع أنه لا راحة إلا في الجنة فعلا !!

لذا لنكف عن الدجل والمراوغة والتشبّث بحبلٍ لن يصل بنا إلا إلى هاوية أمرّ
ولننهي ما جئنا لنفعله على هذا المكان الذي آل إلى رماديةٍ لا حد لكآبتها بأفعالنا
ونرحل سريعا .. غير ثِقال غير آسفين !

22‏/04‏/2013

المِلح وحده ..




ذاك الشفيف
كدمعةٍ تتغني بقصائد الراحلين

ذاك الضباب البعيد
كمعطفٍ يلُفّ قلب يرتجف

وليل منسكب
في عين لم تغف منذ قرن وعامين

والملح
الملح وحده .. يُضمِد
.....
في زحام وصخب .. نُطوىَ
ونسقط بلا دويٌ في غياهب زهرة لوتس لم تنبت بعد
...
والزهر لا يحب الملح
والملح وحده يُضمد
...

لم تعُد قلادات الغجر تُرهِب الأحلام السيئة
وصاحبة الـ "أبيَّن زين أبيَّن " إعتزلت
.. وتلاشت بين صدفاتها

والملح .. الملح وحده يُضمِد
حين تتساقط حروف الكلام المؤجل .. وتذرف بحرا من حبر
يجف فور أن يخُط حرفا

وتجف الأذرع .. وتتساقط في فصل نسيان لا يبق فيه شيءٌ من تربيت..
..
لا يبق تربيت
والتربيت وحده يُضمِد
..
وكرمة العنب
وعلية بيت الجد
والدرج السفلي ذو المفتاح
وعينها ..........
كل شيء فَقدَ لذة اكتشافه
................
فقد نامت القصائد
وفقدت الأصوات غايتها من فرط البوح والكتمان
...
قيل سؤال .. وبقي مُعلّقا على سحاباتٍ فارغة


ما اسم هذا الشيء في شِعرية اللاشيء ؟
ما اسم أن نتلاشي من فرط الكثافة
وأن نتماهي
ونذوب
 ونمطر على أسوار البرد أجسادنا قرابين علّ ربيع يأت
...
لكنه الملح..
..
والملح وحده يضمد
...

10‏/04‏/2013

محاولة إسترخاء فاشلة


ولأن التأمُّل والتفكُّر يُطمئنان
قررت المحاولة ..

أغلقت بابي عليّ
ووضعت هاتفي على وضعية الصامت

فتحت الشُرفة لتتسلل ضوضاء الطيور والشجر فتمحي بهدوئها ثرثرات عقلي

..

جلسة معتدلة مُريحة
ثم...
1
2
3
شهيـــــق
.....
...
زفيــــــر
....
شهيـــــق
......
زفيـــــر

لا تفكري في شيء
شهيــــق
.. زفيــــر
...
يلا سلااااام
... شهـــيق
..زفيــــــر
هدوووووء
ما أجمل هذا الهدوء
عليّ أن أفعل هذا الأمر كل فترة
خاصةً وأنني مرتبكة نفسيا في الآونة الآخيرة

..شهيق
زفير

ومشروعي الجامعيّ خرب تماما وعلينا إعادة تصويره
.. هل يجب أن أتصل بزهراء لأسئلها عن مقترحاتها ليوم السبت ؟
....
تبّا عليّ بمهاتفة صديقتي لتعزيتها في عمّها ؟
.. هل أرسلت المطلوب للجمعية ؟

شهيق زفير شهيق زفير !!
آخّ! فيديو زوايا التصوير لم أنتهي من منتجته بعد
ترى هل يمكنني أن استخدم برنامج الموفي ميكر دون أن يلحظ الدكتور؟؟
...
عليّ أن أتسلَّم معطفي من المغسلة
 أشعر بالحر وقدماي باردة !
.. شهيق .. زفير ..شهيق !!
..
وجه قطنا الجديد " ميخا" يذكِّرني بلاعبي المصارعة الصينيين العمالقة
..
شهيق .. زفير !
ترى هل اتصل عليّ أحد ؟
يبدو وأنني جالسة هنا منذ مايقارب الساعة أو ماشابه ؟
حتما هناك شخص يتصل .. الآن
هل يجب أن أذهب لأرى الهاتف ؟
..
شهيق زفير شهيق زفير شهيق وفير !!

اللعنة على التأمل والإسترخاء وسنينهم!
هقوم أعمل لي حاجة أكلها !

06‏/04‏/2013

جهاد



وجهك لا يفارقني
ولا تفارقني التخيُّلات إذا ما كنت قد منحتك مثلما منحتني
ولا يتركني التأنيب والندم ....

كانت إبتسامتكِ مُشعِّة
بكل ما تحتويه الكلمة من معنى
وكنت أتعامل معكِ .. بحكم السن .. على أنني أكبرها
رغم أنكِ أكبر صغيرة رأيت !

لم أخبرك من قبل كم أحبك ..
في الواقع لم أدرِ أنني أحبك بهذا القدر  إلا حين رأيت يوم الإثنين الماض عبارة : " جهاد موسى ؟ إنتِ بجد موتتي؟ "

إنتُزِع قلبي من محجره !
...
أتعلمين أنني أتوق لحضنك حتى تهدهديني كما لو كنتِ أمي؟
أراكِ أمًا يا جهاد
وأراني غاية في الضآلة والتفاهة
...

جهاد ..
أبكي دما أنني لم أخبركِ برأيي في آخر ما كتبتيه رغم الإشارة التي كنتِ تختصينني بها في كل كتاباتك
أبكي دما يا جهاد
لا أدرى لِمَ كنتِ ترينني بهذه الأهمية ؟!
ألا ترين كم أنا صغيرة بجوارك ؟؟؟؟
لِمَ كان سيهمك رأيي بهذا القدر ؟
من أنا ؟
أنا الغبية التي لم تجد بضع دقائق لتقرأ ما كتبتِ وأشرتي لي به !!
والتي ضنّت ببعض التعليقات التي كانت لتزيد عدد بسماتك في هذه الدنيا !!
والتي استعجلت الرحيل حين إلتقتك مصادفة بمعرض الكتاب !!
...
جهاد..
سلامٌ عليكِ يافتاة
سامحيني
..

05‏/04‏/2013

عن الهشاشة....



لك أن تتخيل مدى رداءة الفكرة !
أن تصحوا كل يوم على وجه جديد من وجوهك المتعددة

بقلب وَجِل .. أستيقظ ويديّ على قلبي
هل يكون مِزاجي اليوم كافِرٌ أم مؤمن ؟
لا مقوِّمات
ولا قوانين تُعدِّل الدفة إذا ما احتاجت التعديل
الإعتماد كله على مدى تشرُّبي لأشعة الشمس اليوم السابق
ومدى كثافة وجه كوب القهوة الذي أصنعه فقط لإكتمال المشهد الكليشيه لتعديل المزاج
..
تقول بعض الدراسات ..  والتي تمنعني مزاجيتي الكسولة عن التحقق من مدى صحتها .. أن للشمس على الأنثى أثر
وانا أقول.. الأحلام هامة جدا
....
الأضغاث .. والفوضى العارمة
والوجوه الراحلة المُطلة للتحية .. والموسيقى الغير مسموعة والظاهرة الأثر
الوجوه
الوجوه مرعبة !
...
..
حتى وإن إحتجبت عن الكوكب لوهلة
لن تفرّ من أحلامك
ومن صوت نهر فرجينيا وولف حين احتضنها
آه يافرجينيا كم أود........
..
......
أتعلمين أنكِ هشّة من فرط الجمال لا التعب النفسي
أخبرني أحدهم أن الهشاشة من علامات الجمال .. وأن تظهر عروقك من أسفل جلدك الشفيف الناصع
وأن يظهر بعض التعب على ملامحك...

قد يكون لهذا السبب لا أضع المساحيق
أستمتع بجلدي البخيل في تغطيتي .. وفي وجهي المُتعب ذائما بقدر ما ألعنه
___
_
..

كيف يُمكن ألا أكون مُتأثِرة ..؟
خِصال الشخصية ..مهما أخبروك.. متأثرة إن لم يكن بالعوامل الواقعة عليها .. تكون بالشخصيات المُحيطة
وأنا اود لو أكون شئيا جديدا تخطى ملامح الأشياء والأشخاص والكون
كائن فضائي ربما
كائن جديد

سأشبه كمنجة !!
.. لها عيون رمادية وسيقان
وشاربيّ قطة كانت تموء من فرط الشغف بالقفز عن أسطح البنايات الشاهقة !
وسيكو جلدي عبارة عن ألوان طيف .. وربما بعض الصدف وزهور الصبار
سأكون جميلة
وأجمل ..

بـ قبحي
و أضدادي المبعثرة كالنمش على وجنتيّ
وسأشبه موسيقى فيلم Seven Pounds !

لا شيئيات أخرى ....



عن الزخم.. والغبار..
.. والهوى .... المُتلاشي بين طيات التبسُّم والإرتجاف

أفقد أطراف الحديث
وأفقد ذاتي بين ردهات أفعوانية أنا صممت جدرانها بداخلي
كلما خطوت .. وكلما رأيت .. وكلما تنفست

وكلما أغمضت جفنا
.. انسابت مشاهد الأبيض والأسود حتى احتلت مكان الدمع
ورتلّت جنيّة الدوار .. مقطوعتها عليّ
إلى أن تنساب الخصائل الندية على الجبين

أتدثَّر بموسيقاها الخفيّة .. فتزيد حميّة الشجن
ويلوح الوجه البعيد .. اليابس من كل شيء
.. والمنهمر بين يدي كقطعة ثلج منفرطة إذا ما سكن

إخلع عباءة الإدعاء عنك
ونم على رُكبتيّ حتى الحلم
علّني بهدهدتك .. أطمئن
.....
....
..
حد الثمالة .. افتقد
افتقد الهواء
وكوني ابوح كلما ملأني الكلام
وافتقد الوجوه الصديقة
والعاشِقة
والآخرى التي تتأملني في صمت
..
أفتقد