28‏/08‏/2013

وجـــــهي .. جنسـيــَّــتي !


يا صغيري .. أنا لستُ بـ خرّاصة أو غجرية..
ولست طاعنة في العُمر كما قد يُخيّلُ لك..

هذه التجاعيد .. جنسيتي !
هي وطنك المرسوم في ملامحي ..
.. كما لم ولن تراه في خرائطكم المدرسيّة

هي محطاتٍ مررنا بها قبل أن تأذن لك السماء بالبكاء
.. أو الإكتفاء
.. والإدعاء !


هي عتبات
.. مازلنا لم نتخط عتباتها بعد !

لو ترى يا صغيري
.. الذكريات
لو تشتم الزخم
لو تتذوق مرار سُكَّر الحكاية
لفهمت ما أعنيه...

لو سمعت تكبيرات الجموع
و الضحكات..
والأغنيات
وفرحة المتزوجون الجُدد
و وطنية الذين ضاقوا ذرعا بالقضايا الفارغة
وصمودُ أُمٍ فقدت فلذه كبدها

لو رأيت العرق
والبكاء
والدعاء
و الإبتهال

والمُعتصم
الذي شقّت صرخاته الوليدة سماء الميدان
مُعلنة عن مُعتصم جديد

لو رأيت الله في الوجوه الآمنة
لو تخضّب جبينك بالسجود والأمل
وشاركت جارك في خيمته

لو كنت هناك..
ورأيت .. وحييت ..وبكيت
وتحنّت يداك بالدماء الصامدة

لما انطفأت أنوار الميدان في عينيك
لما صمتت منصاتها عن خيالك
لما توقفت عن ترديد الأذكار خلف شيخها!

يا صغيري
ليست الحكاية حكايةُ مكانٍ أو زمان
بل هو نبضٌ للتو عرف معنى الأمان

ياصغيري
ليس تلك التي حول عيناي .. تجاعيد كِبَر
بل هي الذكرى

النابضة أبدًا ماحيينا !

26‏/08‏/2013

ثُـر ..واقترب


حينما أرى وجعك يفيض على أرضٍ
كان لنا فوق رمادها حياة
أنكسر
لا لشيء
سوى لعجزي عن احتضان قلبك والتربيت عليه

أبكي
لا لشيء
سوى لأنني لا أقدر على إمساك يدك
لأُطمئنك أنه لا بأس ..هوِّن عليك

عزيزي أنت..

سيولد من الطلل ..
جناح طير أخضر
يحمل الحق عاليا
فيراه القاصي والداني

لا عليك..
كفكف دمعك
وابتسم

فما عيشنا لهذه الأيام الصعاب
سوى إمتحان
وما رؤيتنا لهذه الأحداث الجسام
سوى درس
وما فقدنا لكل هؤلاء الأحباب
سوى شفاعة

عزيزي أنت...
لو تدري ما بي من خوف
لما صرّحت عما بك

لو تدري أنني..
أختصرهم جميعا ..فيك وحدك
لما اقتربت من الموت خطوة واحدة
رأفة بقلبي..

لو تدري أن هدوئي هشّ
وأنني أجهش
كل ليلة من الحاجة للتربيت
لما ابتعدت

لكن وربي....
كل هذا عليّ بهيّن
حين أنتبه
لمنزلتنا عند الرحمن
كوننا أنا وأنت ..
هنا..الآن !
في هذا الجزء من المعادلة

يطمئن قلبي..
وأهدأ
وأودِعك له

فقط...
إطمئن واحتسب
وأكمل خطاك الواثقة

وقبل هذا...
اقترب!

24‏/08‏/2013

إلى الحيّ..



لن أقول كان
ولن أصيغ عباراتي بالماضي في حضرتك
فأنت باقٍ
حيّ
ما بقى على الأرض بشر
ما بقى في السماوات عدل

رافعًا يدك
رأيتك للمرة الأولى
بـ شارات النصر تهتف
بعزم الصمود وثباته
لا تهاب
لم تهاب
لن تهاب

جمعنا ميدان
وخيمة
وزجاجة عصير في أحد الإفطارات

حكيت لي
رغم صداقتنا اليافعة
عنها
وعن الاسم الذي تودّ أن تنجبه منها
وعن حال البلاد الذي سيتنعم فيه أولادك
كنت ابتسم مجاملا
كنت أراك مشرقا عن الحد الذي تسعه سماء هذا الوطن

وقد كان
فقد هابوا نورك
ارتعبوا من تكبيراتك التي كسرت نباح رصاصاتهم

خافوك
وأذلّتهم حريتك
قتلتهم نظراتك قبل أن تطالك بندقياتهم

 
اوصيتني
بكلمة واحدة
رأيتها في وجهك
أن استمر

تخضّبت الأرض بك
تطهرت يدي بدمائك
  آمنت
وأسلمت من جديد
حين رأيت الله في ثغرك المبتسم


باقون على العهد يا رفيق
فأنى لي العيش الآن ووطني تنقصه .. الحرية
والصديق

04‏/08‏/2013

حتى تكتمل قصتنا .. والوطن..



تُرى
هل لو كانت بلادنا لنا .. على طبق من ذهب
بلا حروب
بلا دماء
بلا دمع

واكتفينا بالدعاء لنا
لا بالنصرة
لا بفرج
لا بأن يخرجنا الله من الكربة
لا بأن يكفكف الله وجعنا
لا بأن يرحم الله الشهيد .. ويصبر أهله
ويلحقنا به على خير

هل كنا
بأن ندعي لنا في كل هذا الوقت بدلا ؟
وأن يديم الله حبنا في رخاء أوطاننا ؟

هل كان حالنا ليختلف حينها ؟

هل كانت قلوبنا تتسع لمزيد ؟

هل كنت لأشعر بمزيد من الخِفّة والتفاؤل ؟
هل كان الراحلون ليبقوا الآن .. ويحضروا زفافنا ؟

كيف نمضي بحبنا ونحن منهكين إلى هذا الحد ؟
كيف نعافر ؟
و نستعيد حرارة الوصل ؟
ونفرح بالقرب ؟
وكل ما يدور بأذهاننا الآن هو الإكتفاء بمعرفة أن كلانا بخير ولم يزل حيا
ولم تقتله رصاصات الجبناء بعد ؟!

يا عزيزي لقد شبنا
حين ترى شعري لأول مرة لن تراه فاحما كما وصفته لك
وقد تجد بضع كسراتٍ حول عيني من البكاء والسهر

وأنا لن ألتفت لإنحنائة ظهرك
وسأدّعي بأنني لم ألحظها
وسأخبرك بأنك أكثر جاذبية بالشعر الرمادي !

ياعزيزي
لا تفكِّر .. كما فعلت انا
بان العقد الثاني .. والثالث من العُمر هو أزهي سنوات الشباب .. والإنطلاق
كي لا يخيب ظنُّك

فنحن مازلنا بعد .. نحاول ان يُسمع صوتنا
مازلنا بعد .. نريد ان نحيا
 نريد ان لا نُقتل أو نُعذَّب أو يتم اهانتنا بسبب كلماتنا
مازلنا نخطو أول أبجديات الحياة والخطو حرًا

لن أضمّ وجهك بين كفّي مرة دون أن أفكِّر بأنني أذرفك للوطن كي لا تُـقَـتَّــل الأجيال القادمة بسبب تقاعسنا
لن أحبك حد السُكْر .. كي لا ننسى .. فيلعننا الأحفاد بأننا كنّا هواة في رسم حرّياتهم كما نلعن نحن آبائنا !

سيكون كل شيء منقوصا
وإن كان حُبنا.. الفتيل
وإن كانت صورة أبنائنا.. الفتيل
وإن كانت شيبتنا معا بعد عمر طويل مزدهر.. هي الفتيل

لن يكتمل أي شيء بلا وطنٍ
يئوي الأحلام ويحافظ عليها الا تُهشَّم على اول صخرة قمع تلقاها


كل شيء لن يكتمل
حتى يكتمل الوطن
..