16‏/10‏/2013

غــُـربـــاء




بِقَدرِ ما يُجافيني الوَطَن..
أراك
بَينُ بَين
لا أنت هُنا أو هُناك

بِقدَر ما يُؤرِقُني وَجَعُ الوَطَن
يؤرِقُني سَلامُ قُربِكَ المَنقوص
والتَربيتُ المُؤجَّل
والكَلِماتُ المُتَجَمِّدة علىَ أطرافِ الحَديث

ألَيسَ فينا أن نُحقِّق ما يَنبِضُ به القلب.. ونَنفَجِر ؟

ألا يُمكِنُ أَن أُحِبُّ بِلادي الخائِنة حدَّ المَوت
وأُحِبُّك ؟!

ألَيسَ لِي
أَن أُقتَل .. وتُستَباح حُرمةُ جُثَّتي
ثم أوصي في رِسَالَتي الآخيرة بأهلِ بِلادي .. قَتَلتي .. خَيرًا ؟

ألا يُمكِن أن تَعفينا الأقدارُ
من وجوهٍ مُسفِرة ضاحكة .. تنظر للأحمر القاني المنهمر أبدا على الأرض .. بإستِهتارٍ خسيس؟
وتَرقُص التانجو بخلاعةٍ ليل نهار .. ضارِبةً الأرضُ المخضّبة بِكَعبِ أحذِيَتِها .. لِيَصِلُ رَزازُ الأحمرُ إلىَ السماء

ألا يُمكِنُ أن أتخَلَّىَ عن صورة الوَطن المُفترضة في مُخيّلتي ..
وأتخلَّى عن حِميَتي
وإنكِساري
وخَيبةُ أَمَلي
ولو قَليلا ..
لأرى هذا الدَميمُ .. شَريكَ الوَطن .. أقلّ قُبحا
فأستَسِيغُ صُحبَته ؟

ألا يُمكِن أن تَقتَلِعُ جُذوري من هَذهِ البِلادُ المُلوَّثةُ تُربَتُها
وتُنبِتُني في مِعصَمِك ؟
وتبرئني من وجع التوجُّع بالمكان

نحنُ نبكي .. ونُصلّي

*يوم يَلهو ويُغنّي الآخَرون


قُل لي آخرا
كيف السَبيل إلى كِفاحٍ مَرير ..طَويلَ الأَمَد.. لا يُخيِّبه يَأس
وغُربة الروحِ والأرضِ تَجتَمِعان !!


..
أحتاجُك هنا
الآن

_____________

*
قصيدة غرباء لسميع القاسم

01‏/10‏/2013

لن يدهسوا أحلامنا !


دهست الجرّافة .. فرع زينة أحمر ورجل نازف....
دهست الجرافة .. صورة رئيس مُخضّبة .. وإمرأة تعثّرت في طرف جلبابها

دهست الجرافة .. قطعة حلوى كان الصغير يدّخرها ليوم نصر
دهست الجرّافة .. قلب شابٍ كان للتو بدأ ينبض بالعشق

دهست الجرافة .. حلم كهلٍ بدء يؤمن أن الأحلام ممكنة
دهست الجرافة .. سماعات طبيب كفّنه المصابين على عجل

دهست الجرافة .. قماش الخيمة الأزرق، ووشاح الفتاة الزهري
دهست الجرافة ..الولد الذي ظن الله ليس براضٍ عنه بما يكفي لينال الشهادة

دهست الجرافة .. صوت ردد مليّا هي لله هي لله

دهست الجرافة .. سارينة مدرعات المستذئبين .. ودهست نفسها
لن تدهسنا كلّنا .. ولن تدهس الصورة والشهادة الكاملة لما حدث..

ولم ولن تدهس أحلامنا بوطن حُرّ !!