مرددًا أذكار دبر الصلاة .. قام من بين مُصلي السُنن والنوافل
مضى إلى باب الجامع وجلس على درجاته الأمامية يرتدي حذائه
مُتمتِمًا :
" .. اللهم أنَّك أنت السلام ومنك السلام .. تباركت ...... "
.....
وتوقفت " .. ياذا الجلالِ والإكرام " في حلقه فور أن رفع ناظريه عن الأرض
....
ودون أن يكمل عُقدة حذاءه الأيسر سار مشدوها عدة خطوات في إتجاه الحديقة المُقابلة للجامع
..
...
رآها هُناك..
يُرفرِف وشاحها بلونه العُشبيّ في الهواء
ويتمايل ذيل ثوبها كما لو كان جناحها المُنتَفِض تحررًا من جاذبية الأرض
صورتها، واللون الحيّ النابض منها وبها
بدا كما لو أن الأرض والسماء إنتقتا لونيهما ليُكملا .. بوجودها في المُنتصف بينهما .. اللوحة
بحذاءٍ لم تُربَط عُقدته بعد ..وبأقدامٍ مُرتفعة عن الأرض بعدة سنتيمترات
هفا إليها
راقبها على إستحياء تنتقي بُقعة ظِلِّ تعترِشُها
لحظات من الماء البارد غمرت قلبه الذي للتو أيعن وزهَّر بالإنبهار
... راقبها بكل جوارح البشر كيف تُعدِّل من جلستها أسفل الشجرة
وكيف تُخرج من حقيبتها دفتر وقلم .. ثم تهدأ عن الحركة بصُحبتها الجديدة التي حَسَد
وفي خضَّم مراقبته لسكونها
رفعت ناظرها عن الورق .. وإجتازت سحاباتٍ لا مرئية من الأحلام بينهما .. وإلتقت العين بالعين
ولثانية لا تمتّ لقِصَر الثوان بِصلة .. تجمَّد
إرتبك .. وانتبه لوقفته المقطوفة عن أي سببٍ منطقي غير مشاهدتها
إستدار بحركة لا إرادية .. وقطع خيط النور والذهب الذي كان للتو متّصلًا بين عينيهما
سار بضعة خطواتٍ مُرتبكة
يتحسّس دفء نظراتها على ظهره
ثم إلتفت .. واخيرًا
قبّلها نظرًة أخيرة
ثم مضى مُسرعًا إلى حيث لا يدرى سوى أنه بعيدٌ عن نطاق مملكة نظرها وإرتباكه
كانت لا تزال عيناها مُعلّقةٌ به يمضي مُتعثِّرًا بحَرَجه ورباط حذاءه المنسيّ
إلى أن توارى عن الأنظار
إبتسمت لنفسها في خفاء
وبعينٍ ماكرة فتحت صفحةً جديدة بدفترها ...
وخطّت .. :
. . . )
مرددًا أذكار دبر الصلاة .. قام من بين مُصلي السُنن والنوافل
مضى إلى باب الجامع وجلس على درجاته الأمامية يرتدي حذائه
مُتمتِمًا :
" .. اللهم أنَّك أنت السلام ومنك السلام .. تباركت ...... "
. . .
جميلة جداً يانيللي .. مغرم أنا بالتفاصيل ..
ردحذف:))
ردحذفقد ايه جميلة ..
ردحذفقد ايه ؟
فكرتها حلوة اوي
ردحذفمش أي حد يقدر يكتب قصة قصيرة بالجمال دا ..
تسلم ايديكي يانيللي <3
أريد تكرار قرائتها إلى مالا نهاية <3
ردحذف