أشاهد حرب شوارع على التلفاز
وامضي أمسيتي أتناول المقبّلات..
لا شيء يُعكِّر صفوي تماما .. صوت الدوي ولهيب نيران الحرب لا يصلان إلي
بينما أنا جالسة هنا بين طيات الغطاء في سريري الدافيء
أستمع لموسيقى صاخبة راقصة
وأشتهي أن أصنع بعض الـ "كب كيك" بنكهة الفانيلا والتوت!
تتوالي شرائط حمراء "عاجلة" على الشاشة أمامي
لا أبالي .. فكما قلت لكم "لا شيء يُعكِّر صفوي تماما"
كلمةٌ تسللت إلى عيني سهوا .. "مصابين"
إذن هناك من أُصيب ..... ترى من سالت دماه
لا أحاول التفكير مليّا في الأمر .. فأنا أستمع لموسيقى صاخبة ولا أعبأ سوى بـ هل يا ترى أينبغي لي أن أضع بيضة أم بيضتان في عجين الكب كيك... ؟
لا أراديا وبحكم العادة .. أنظر إلى هاتفي لأتأكد من عدم وجود مكالمات فاتتني وسط هذا الصخب النابع من حاسوبي والماليء غرفتي وأذناي
لم يتصل بي منذ الصباح ..
مممم...
أتحاشي القلق ....
وأتحاشي الضوء الأصفر المنبعث من شاشة التلفاز الصامتة والناجم عن حريق في مكان ما بعيد عن الـ هنا!
لم يتصل ... مصابين ... حريق في مكان ما
إشتباكات .. لم يتصل ...... تبا لهذه حكومة وهكذا معارضة
.. مصابين ... لم يتصل
أقفز عن سريري
وأنهمك في صناعة الـ"كب كيك"
هكذا أُبقي عقلي بعيدا عن القلق والمشهد...
أشعل الفرن ليدفأ بينما أنتهي من خلط المكونات
"ترى لمَ لم يهاتفني" ... منشغل بعمله .. نعم.. ليس للأوضاع علاقة بالأمر
أخلط الزبدة مع السكر حتى تصبح كريمية تماما.. كتلك الموسيقى الـJazz
أضيف بيضتان وفانيليا وأستمر في الخفق
هل عليّ أن أتصل لأتأكد أنه بخير .. أم أنتظر قليلا ..؟
أمسح بيدي البيضاء من الطحين على عنقي وأزفر زفرة طويلة ممتلئة بأفكار تُربِك المعدة
لا شيء يستدعي الإرتباك .. إهدئي وركزي لى هذه الكب كيك
...أنخل الطحين و الباكينج باودر و بيكربونات الصودا و الملح
... كان مكتوب في الشريط الاحمر أن عدد المصابين في تزايد .. هلى عليّ أن أقلق ؟! ... لا .. هو بخير بإذن الله
أضع مزيج البودرة رويدا على المزيج السائل وأُقلِّب برفق
أصب الخليط في قوالب الكب كيك بملعقة الأيس كريم
وأدندن مع هذه الأغنية .. أعرف بعض من كلماتها
مسحة قرفة على كل واحدة .. ثم أضع القالب في الفرن وأخلع مريلة المطبخ التي أهداني إياها بعد آخر مشاجرة بيننا كمصالحة كوميدية بعض الشيء.....
حتما لهؤلاء المصابين زوجات/والدات .. يطبخن لهم في البيت الآن ولا يدرين ما حلّ بهم ....!
وبما أن يداي خالية من العمل الآن والكب كيك في الفرن لتُطهى
أنهمك في التفكير والتخيُّل .. ويركمج عقلي على موجاتٍ عاتية من التفكير السوداوي التشريحي للأمور
.. أستفيق على صوت منبه الفرن أن الكب كيكس اصبحت جاهزة
.. أفتح الفرن وأرى النتاج.. بيرررفكت الحمدلله
.. أضع الكريما الزهرية على كل واحدة وأضع التوت الاحمر والأسود كذلك
وما أنتهي من آخر قطعة .. أسمع صوت باب البيت ينفتح
...ثم...
"حبيبتي لقد عدت..."
أبتسم ساكنة في مكاني ...
"لن تتخيلي ماذا رأيت اليوم "
.. بإبتسامتي آخذ واحدة من الكب كيك لأقابله بها في الرواق
أقول متنفِّسة الصعداء ...
" لقد عدت بالفعل....
صنعت لك هذه .. "
:)
ردحذفانا كنت اترعبت :)
:)
حذفالله يطمنك دايما يارب
حمدا لله على سلامته
ردحذفيارب يخليهولك وما يحرمكوش من بعض أبدا
تحياتي
القصة مُختَلَقة ..
حذفشكرا لمرورك وطلّتك هنا :)
للاسف المشهد اللي اتجسد بقلمك اترسم قبل كده في بيوت وشوارع لبنان
ردحذفوازاي في عز الحرب وصوت الرصاص والانفجارات في الشوارع
علي الجانب الاخر جوة البيوت تلاقي ضحك وغنا وحياة طبيعية
ده الطبيعي لما بنيأس من تغيير الحال بنسلم للواقع ونتعايش معاه عشان تستمر الحياة ولو الأمل مش موجود بنصنعه احنا
سطور في منتهي الروعة مُعبرة ومؤثرة لأقصي درجة
سعدت بمروري هنا والقراءة
تحياتي لقلمك
رائعة
ردحذفبتفكرني بنفسى لما بكون متوترة بدخل المكتب اعمل اى حاجة حلوة اتغلب بيها على قلقى وتوترى :)