حين يمتزجُ التُراب بالدِماء
حين تتداخل زمامير سيارات موكب العروس بـ سارين عربات الإسعاف فى شارِعنا
تكتمل سريالية المشهد بداخلى
تنطفىء شمعة غضب .. وتشتعل حديقة
ويكبر الهمُّ والذنب شيئًا فشيئًا حتى يحتلّ كل موطئ نور ممكنٍ وُجِد
ومن مُنطلق "تعذيب الذات" كما فى بعض المُعتقدات الساديّة
يكمُن التحرر من الشعور بالذنبِ والإثم تجاه الأشياء العاجِز عن تصريفها ، أو للتحرر من أى إتضهادٍ أوعجزٍ مُمكِن شعرتُ به
يكمُن فى أن تسبب لذاتك ألمًا _ جسديًّا كان أو نفسيَّا _ يُخفِّف هذا الألم .. الـذى إلى حدٍّ ما يُعدُّ هيِّنًا مقارنةً بـ ذلك الذنب والقهر النفسى الذى تشعر به
فكرة جنونية أليس كذلك ؟
فى الواقِع وجدت نفسى .. أنا المسلمة ،، والعديد مثلى يفعلونها
حين تُرغِم نفسك على مشاهدة صور ومقاطِع فيديو غايةً فى البشاعة
وأنت تعلمُ جيدًا وقعها على نفسك فيما بعد صدمة المُشاهدة الاولى
كوابيس .. أرق .. قىء .. إكتئابٌ حاد .. وما إلى ذلك من علامات ضعف الروح أمام الدمويّة والوحشيّة بصورها
فقط لتتخلَّص من شعورك بالذنب أنك لم تفعل شيئًا حيال الأمر
كحالتى مثلاً هُنا ... بالنسبة لـ مقاطِع الهول الواقِع فى سوريا
وما أن ينتهى الفيديو تبدأ نوبة البكاء والعويل والإبتهال لفرج الله القريب ونَصره
عزيزى يا من تفعل مثلى
لدىّ لك خبرين .. الأول سىء والثانى أسوأ
الأول يقول أنك ..
ستعتاد منظر الدم
عويلك وسيلان لعابك عليهم قهرًا .. سيقلُّ تدريجيًا .. مادام سيل الدم مستمرًا وبالتالى مقاطعه وصوره
ستعتاد وسيقسو قلبك شيئًا فشيئًا
لن تشعر بفداحة الأمر فيما بعد
سترى كل الدم سواء ..
وكل وجهٍ باكٍ من الحُرقةِ والفَقدِ والألم سيتشابه أمام عينيك
لذلك فأنت لن تجنى شيئًا بمعايشتك لواقعهم لحظاتٍ فقط لن تطول عن مُعتاد مُدة فيديو اليوتيوم المتعجِّلة نهايته
.. سوى أنك ستغدوا أقل تعاطُفاً اليوم التالى .. وأقلُّ دمعا فى دعاءك المُقبِل لهم
الخبر الثانى والأسوأ
أنك لن تتحرّر من إثمك هكذا !
مازال الذنب حِملاً ثقيلاً يقبَعُ على أنفاسك
أحدٌ أحد" لا تكفى الأن فى هذا الموقف" !
عليك أن تنتفض
إنتفض يا أيها العاجِز عن نُصرة إخوانك فى سوريا وبورما وغيرها الكثير
إنتفض يا العبد لله "إسمًا" .. والله اعلم إن كان "فعِلًا" كذلك !
قمّ
وأنصرهم بما أوتيت من مال وجُهدٍ وعمل
وإن إستطعت .. قُمّ وافديهم بدمك !
قُم وتحرر من سؤال الله لك يوم يجتمع العباد بين يديه
وتُسأل : ماذا كنت بفاعلٍ لهم ؟
هل بذلت ؟ هل سعيت ؟ هل أضفت شيئًا ؟
هل منعت قطرة دمِ واحدة عن أن تسيل ؟!
أم كنت فقط شيطانٍ أخرس؟
روحٌ جوفاء .. فارِغة .. لا تساوى شيئًا مقارنةً بمحاربين لم يبلّغوا الحُلم بعد و يحملون السلاح والكفن !
هل إكتفيت وإرتضى ضميرُك بعمل " شير، أو أعجبنى " لصور المجازر ؟
هل إكتفيت بـ تغيير صورة حسابك _ فى أقصى الإحتمالات ليومين أو ثلاث _ بصورة طفلٍ ينام فى حضن أمه تحت الرُكام ؟!
هل كتبت خبرًا عاجلًا على تويتر فى هاشتاج #مجازر يقول أن عائلةً بأكملها نُحِرَت كالبعير ؟
هل شاهدت فيديو من بين الآلاف غيره يُضرب فيه شائب وقور بأخذية مُلطخة بالنجس ثم يُدفن حيًّا ؟
هل مازال الذنب يأكل باطِنك ؟ هل طالت ليستة مشاهداتك اليوم عن الليلة الماضية ثم قُمت بعدها وجنتاك تقطر دمعا ودما تضرب الحائط بقبضةٍ من غضب سيزول على منتصف اليوم التالى ؟
هل إكتفيت ؟ هل إرتضيت ؟
هل دمعت عيناك ؟ هل بكيت ؟
هل زاد إيمانُك بالله ؟
هل ذكرت هذا الكم من الوجع وقِلّة الحيلة فى كل سجود ؟
أيها العاجِزُ مثلى عن فِعل الكثير .. إدعو لهم وللمستضعفين فى الأرض
سلّ الله أن يغفِر تقصيرنا ولا يؤاخذنا بعجزنا
الدُعاء أضعفُ الايمان الآن
و..{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
كتبت عن الفكرة دي كذا مرة .. موضوع الاعتياد على مناظر الدم ده من المواضيع اللي بتشغل تفكيري جدا في الفترة الاخيرة .. لما لاحظت اني بقيت اشوف صور لضحايا المجازر المصرية في العباسية او محمد محمود او مجلس الوزرا وما اتأثرش بجد كنت بضايق من نفسي
ردحذفممكن حد يكون شايف ان الموضوع ده عادي بس ليه عواقب كتير مأساوية وان كانت على المدى البعيد ده غير انه فعلا مش هيفيد القضية بأي حاجة ومش هيجيب حق اللي اتغدر بيه
الله يلطف
حذفراااااااااااائعة بجد
ردحذفاللهم انصر المسلمين
اللهم انصر سوريا
احسنتى بنوتى
آآآمين يارب العالمين
حذفتسلمى ياحببتى