مازلنا نحبو
لم تنبت لنا أرجل يافعة بعد
وتتصيدنا الهواجس
.. ونكهات الأشياء العتيقة.. اللاذعة على الذاكرة
.. والفلاش باك والديجافو .. كما لو كنا اهراماتٍ مكدسة بالموميائات !
هرمنا
ليس بنيّة قائلها التونسي الجليل
بل بلسان قلب شائب أصبح منسدلا على شرايينه حتى انقطعت أنفاسه !
هرمنا .. قبل الأوان
سيخرج لنا أحد ورديّو الرؤوس
ليخبرك أنها الخبرات / التجارب / العثرات / المشاهد التي تملأ عقلك .. لكي تصير شخص أفضل .. أقرب للسعادة والمبتغى
لتكون شخصيتك الصلبة القوية التي ستعتمد عليها لتبني حياتك وحياة من سيتشبثوا بك يوما
قد يُصيبوا في جزء من صورتهم المُختلقة
ولكن سرعان ما ستخور تماما حتى تفترش الأرض كالغبار بعد أول وأخف ارتطام!
ما أن تسمع سارينة إسعاف تذكرك بأيام الثورة الأولي حين مات من مات ورحل من رحل وأصبح يسبّك الآن من كان حينها
يتقاسمك كسرة الخبز
ستهتز حين تسمع لكنة شامية في المواصلات العامة / الجامعة / البناية التي تسكنها
وستنمزج كل تلك اللكنات الجديدة على بلادك لتمثل صورة بانورامية للحرب بمختلف صورها !
ستتصدع .. شربة واحدة .. حين ترى هدف كرة قدم على التلفاز
أو تيشيرت أحمر أو إسم مدينة كان ذكرها قديما يعني إجازة صيف على شاطيء و مكان تجاري إقتصادي جدا !
سينغرس خنجر بقلبك كلما شاهدت فتاة جامعية بحقيبة ظهر إبتسامتها مشرقة
أو إختصارا .. حين تتعثر أو تتعرف على فتاة تدعى جهاد
ستمر عليك أغنية عَنت لك شيء يوما
إسم شخص كان
مكان رأيت فيه مشهد لن يُنسى
عبارات .. كلمات .. مشاهد ومذاق ورائحة .. حتى الوجوه والصباحات
ستنطبع عليها شخصية أيام كانت وكان فيها ما كان !
و كل مرة ستبتهج فيها
وتشعر بالسلام العميق
والإنسلاخ التام عن الوجه الأكبر/الأقبح للواقع وفداحته
وبالسعادة .. المجردة في عِظَم بساطتها
ستتذكر خيانات الفرحة السابقة
وانتظر آتٍ دائما ما يحل في موعده
!! الموعد الأبعد عن التوقع
...
كل ما في الأمر في الواقع أنه لا راحة إلا في الجنة فعلا !!
لذا لنكف عن الدجل والمراوغة والتشبّث بحبلٍ لن يصل بنا إلا إلى هاوية أمرّ
ولننهي ما جئنا لنفعله على هذا المكان الذي آل إلى رماديةٍ لا حد لكآبتها بأفعالنا
ونرحل سريعا .. غير ثِقال غير آسفين !