22‏/07‏/2014

عن إنهاك الـ بينُ بَين




إلى .. أنت
الذي كان يومًا قريبا
قاب إيماءةٍ .. وتنهيدة


ألا تشعر أن ارتطامات الحياة تكتسب مناعة.. لتقاوم بدورها مقاومتنا لها ؟

  بتنا كل ليلة .. نهرم مقدار شيب عقدين من العُمر
 .. من فرط الارتطامات المُباغتة
وبتّ كلما سقطت .. وادميت تحامُلي على الأشياء/ونفسي .. اشتاق أُنسك أكثر
وألعن الثورات الفاشلة والأنظمة المُستبدة وسايكس بيكو!

بقدر إيماني بقوة تتولد فيّ كلما شارفت على الارتطام بالهاوية
 .. إلا أنني دائما ما أراني واهنة
أشعرني واهنة
هذا الإنهاك الدائم .. وقسط النوم الذي مهما بلغ لا يغني .. ونظرة عيوني الجامدة من النبض 
وأوجاع العظام التي تنقرني كلما بكيت/نويت البكاء/ابتلعت البكاء


  "حبيبي القوية" 
.. هل أنا قوية بالفعل ام أنه حكم العادة في المقاومة والمعافرة.. أم هي طريقتك في مؤازرتي
هل تراني قوية كفاية .. لكي تُغفل تاء الثانيث حُبا .. فأكون في قوة الرجال على التحامُل
.. أم هي غفلة منك منحها شرودي ابعادًا أخرى!

فقدنا الكثير ..يا ضعفي.. الكثير الذي ذبل فينا مع كلِ حزن قرع أبوابنا
وصار لنا على كل قارعة طريق .. ذكرى سقوط أو ارتقاء
أو هروب تشبُّثا بنزع حرياتنا في رمقها الآخير


قرأت مقولة .. يدّعي صاحبها أنه إن استسلمت لنفسك .. ستجد السلام
 لا يسعني التعليق عليها سوى بالضحك .. الضحك بمرارة علقم في فمي
 ألا يسعه أن يرى .. أننا إن استسلمنا الآن .. فقدنا كل شيء!

حروب الأرض كافة .. اندلعت لكي تحرم الإنسان من هذا الإستلام
هذا الاستسلام الفطري فينا للحرية .. هو سبب أرق حاملي السلاح
وسبب ذرفنا الكثير والكثير منا .. على مذابح الوطن المعطوب.. المريض بالأمل والفُصام
ولنيل ذاك لاستسلام الآمن مجددا .. علينا أن نخوض الحرب لخاتمتها .. وننتصر!

ترى!!
لم استطع أن اتمالك نفسي ولو لدقائق لأحكيك مايؤرقني دون التطرق للمشهد الأكبر
المشهد الذي بات قتمه يثير الحرج اذا ما قررت الاقلاع بخيالي بعض الشيء إلى عالم آكثر حميمية

هذه اللحظات الفصامية .. والانسلاخ عن الواقع ..
 بات محرجا حينما ينهال عليك من كل جانب حكايات من رحلوا وهم يحققونه

رحل الذي كان مدمنا على الأمل والحلم الأجمل .
لكي يبني لك أمنًا كافيا تستطع فيك رؤية تلك الآمال مبنية بالفعل على الأرض
 وليس فقط في ردهات مُخيلتك !

رأيت .. مجددا!
لم يعد يسعني سوى الصمت .. يا قوتي
الصمت من فرط مايكابدني من الحكي
من زخم ما ينتابني من ثِقَل إذا ما هيأت الأفكار الأولية للحكي

أردت أن أقول فقط .. أنني قوية بالفعل .. وأفضل حالا من كثيرين .. ومن نفسي ذاتها في وقت سابق
إلا إنني مُنهكة كالعدم .. 
منهكة من هذه القوة التي لا حيلة لنا حيالها
وتعبت من هذه الأرض الرطبة التي تحملني .. لا هي في قوة الانهماك والفناء التام في الحرب
ولا هو الأمن التام للسلم

البين بين متعب للغاية .. يا انت الغائب.. 
يا الوحيد في غربتك .. كغربتي في وطني

10‏/03‏/2014

العالم السُفلي






قالت في نفسها : " لم أشعر من قبل بهذا القدر من التيه"

أغلقت الستائر .. التي لم تقي من أشعة الشمس شيئا، فقط أشعرتها بعض الشيء أنها بمنآى عن العالم.
الصمت يخيم تماما .. تكاد تسمع نبضات قلبها .. وصوت الأشياء حولها تتنفس وتتململ في سكونها.

قالت في نفسها : " لم أشعر من قبل بهذا القدر من التيه" .. تنام على الأرض كقطعة قماش سقطت سهوا على الأرض.
تشعر بأنها تزن أطنانًا وأطنانًا وأن الكون تحتها يتشقق يوشك أن يبتلعها في بئرٍ من السواد والبرد.

عيناها مُعلّقة في سقف الغرفة، والجدران تدور في حلقة لا تنتهي.
تسقط برأسها عن وجه الوقت والساعات، تسقط وتدور وتدور وتُحملِق في العدم.

أنفاسها تتلاهث كلما اقتربت من السطح البارد ..
سطح ذاك اللاشيء الداكن الذي يبتلعها، والذي تُقبِل عليه بذراعين مفتوحين أن "هيت لك".

أنفاسها تخلق ضبابا أبيض بارِد، ويُغشّي الظلام وجودها شيئا فشيئا.

تنساب على موجه الهواء الذي يلفها، وفي استسلام تطلح سراح جفنيها لينغلقان رويدا رويدا.
وينتاب أطرافها الخدر.. ممتدا لباقي جسدها البارد المتهاوٍ.

"إنهضي عن الأرض!"
تتسع حدقتا عينيها، تعود الجدران لتتراصّ في أماكنها، تتوقف الغرفة عن الدوار، ويهدأ الهواء ودوامته.
تقوم مُتفاجئة وتعتدل في جلسة منتصبة، وسرعة قيامها عن إستلقائتها وعن الظلام الذي كاد أن يُطبِق، أشعرتاها بدوارٍ على الدوار.

"ما هذا الصوت" .. تقول في نفسها.
ترتاب من صحة إدراكها، فهي للتو عادت عن حافةٍ لم يسبق أن اقتربت منها بهذا الحد.

تحملق في أثاث غرفتها، في السقف والجدران، في يديها، تغمض عيناها وتفتحها عدة مرات.
ما كان هذا الصوت ؟! .. تُفكِّر أنه لربما تخيلته من فرط هيمها في ترهات عقلها.

تهدأ بعض الشيء.. وتستحضر استرخائها الداكن
فتفترش الأرض مرة أخرى وتفرد ذراعيها.

قالت في نفسها : " لم أشعر من قبل بهذا القدر من التيه"
.. ممـ ..
لا شيء.

لا دوار ..
لا انغماس في ظُلمةٍ بارِدة ..
لا يبلتع الخدر جسدها بدءًا من أطرافها
.. لاشيء!

"تبا"
تقول في عصبية بالغة بعد أن فتحت عينيها في حنق

وقبل أن تهمّ بالنهوض
تخرج ذراعان من تحتها !
ويطبقان على أنفاسها!

لا تعي ما يحدث
بصرخة مكتومة تتسع حدقتا عينيها رعبا
وتمد يديها علها تتشبث بأي شيء من الهواء حولها

تجذبها الذراعان لأسفل
تنقطع الصرخة
و
تغرق في عمق الأرض!

تختفي.

سكون يلف الغرفة .. يبقيها على حالها
يداعب الستائر شيء من ريح
وتجمد الجدران تماما وتبتلع ما رأته.



"يتبع"

16‏/01‏/2014

لا تبكي على الأرز المحروق !






حين يدفعها إحتراق الأرز .. إلى الإنخراط في وصلة بكاء هستيرية .. عليها أن تعلم أنها ليست بخير !

ولّى زمن لم تكن فيه عيناها مُرهقة
.. مُتعبة ..
من فرط السهاد أو النحيب !
ومع ذلك فهي ترى أنها بخير ..وأنه ليس هناك أي مدعى منطقيّ لتظن غير ذلك

صحيح انها لوهلة راودتها حجارة فرجينيا وولف ..
ولكن لا بأس .. فهي اعتدات أن تجد نفسها مولعة بنهايات الأدباء
.. خاصة التراجيدية منها !

صحيح أنه صار بعيدًا رغم قربه ..
ولحظات التسليم التام لمجريات الأمور التي تقشع الخوف عنها باتت نادرة الحدوث
.. ولكنها بخير ..
قليل من الحزن لن يضير !

صحيح أن جلوسها في الشمس لم يعد يجدي كما في السابق
ولا مقاطع التنمية البشرية .. ولا الموسيقى الجيدة !
.. ولكن لا بأس تلك الأمور تحدث !

صحيح أنها لم تعد تلجأ لملاذها الإفتراضي ..
حين تتخيل كيف سيكون بيتهما، وكيف ستغمره بنور الشمس والحب ورائحة الطعام..
وكيف ستكون ردة فعلها تجاه ابنها حين يفاجئها يومًا برغبته في السفر .. كما فعلت هي قبله
..
صارت تخاف أن تنغمر في تلك المشاهد .. والأحلام والتفاصيل
لكي تخفف الوطء قليلا عن نفسها إذا ما أصابتها عجلة المصائب الدائرة بسرعة 260كم/س في البلاد !
لا قدر الله !
..

كل ذلك طبيعي .. هي تواكب المشهد ليس إلا
.. وتشحذ حزنها إستعدادًا لأي شيء !

هي بخير .. بخير تمام
لكنها مازالت تبكي بعد مرور ساعات على إحتراق الأرز
.. لا أكثر !

09‏/01‏/2014

رب أمنــًا .. وسكونـا .. وتبا !





فقدت كلمتي ..

كانت هنا .. بين يديّ
سقطت مع دمعة .. وتبخرت!

فقدت كلمتي ..
حين نظرت إلى وجهك
ووجدت تعب أعجز عن محوه عنك !

فقدت كلمتي ..وروح القلم
وهدوء عقلي قبل النوم
والنغم !

فقدت كلمتي
لأنني في عالم مبتورةٌ حقيقته
وروحي مازالت.. تسعى أن تطأ السماء!

حين سقط ذاك الرجل.. الممتليء
أسفل قدميّ !
بعد أن كان يصرخ في وجهي خوفا لما أتيت؟! .. لما بقيت؟
حين سقط .. بكيت

حين سقط هذا الرجل
وسقط غيره الكثيرون
لم أفزع!
لم أرتاع!
لم أكن قد تداركت المشهد بعد

حين رحلت هي ..
ولم تجب على هاتفها !
حينما تأكدت ..
جزعت !

وصار المشهد بملحميته ..
سوطًا يجلدني كلما ضعفت روحي
!

لِمَ يختلف رحيل شخصٍ عن آخر
أليس الرحيل وقبحه .. واحد !
أهو قبيح حقا أم نحن السُذَّج لفهمه ؟!

أوليس البقاء
والتخبُّط
والتيه
والألم
والهذيان
والجنون
والجبن
والكذب
والبرد
والغضب
والحرب

.. أقبح ؟!

صرت أغلق قبضتي
وأُقرِّبُها لجبيني .. حتى أنام
علّني .. أستشعر بعض الأمان المترسِّب بداخلي!
ولم تعد الوسائد التي تحيطني ..تُغني !

لماذا رحلت .. ؟
لما بقيت ؟
لماذا عدت ؟!

لماذا أبالي لأي من إجابات تلك الأسئلة

مازلت إلى الآن حين يسألني أحدهم ماذا اريد .. أصمت
أغرق في طموحاتٍ لا أدري هل مازلت أكنها لنفسي
.. أم بحكم ذاكرتي عما أردت ..
أريدها !

لطالما تمنيت تعلُّم العزف .. واقتناء كمنجة !
لِمَ تغيَّر الحلم ؟! لِمَ أُصيبت أحلامي بالشيب ؟!
كيف استطاع هِرَم الوطن أن يصيبني إلى هذه الدرجة !!


أخبرك سرا ... جليّا ؟
أنا تائهة

رغم ما قد يبدو لك أنني ثبّتّ جذري في أرضي الأنسب
روحي ضائعة .. ! مازالت تبحث ولا تدري عمّا تحديدا !

أحيانا تنتابني رغبة عارمة في الهرب
الهرب من كل مألوف إعتدته على أساس أنه آمِن
الهرب والإنسلاخ التام عن عبارة "المألوف آمِن !"

حتى أنني أردت يوما أن أتنصّل من جنسيّتي
لأرى ما إن كانت حميتي لها ؟ أم لدينٍ ؟ أم لعِرض ؟!
أم ثورتي مجرد طاقة رفض وحنقٍ وغضب !

كثرة الأسئلة اليتيمة عن إجابة تثير حنقي
وأنت دائما ما تنام قبلي
ولا تعاصِر لحظات عصف عقلي بي .. فترشدني بعباراتٍ عبقرية البلاهة !
..

الزهرة بدأت تذبُل ..
هل أخبرتك أني بكيتها كما لو كانت شخصٌ ينازِع على فراش الموت قربي؟!
أنتظر موتها هي الأخرى! كحالِ كل شيء ..وحال روحي الداكنة بضجر الإحتمالات والتمنّي..

أنا التي تملأني طاقة حياة لا تسعها قضبان منزلٍ، أو هويّة، أو مجتمع زائف
أنا التي تحلُم .. ببيتٍ مُشمِس .. دافئة حميميته
ولكني تناسيتها
وكبتّها تحت أطنان من الـ لكن ، والـ ربما

تبا للإحتمالات
وللإنتظار
وللنوم باكرا
وتبا لشيء لا يتعدى كونه سيسي !
أصاب جيل بأكمله بعاهات نفسية مستديمة.. آرقت الأحلام والحياة

17‏/12‏/2013

في إنتظار فصل آخر




برد
وزخم حكي طال حبسه أمدا
حتى جف وصار كآثار المطر

برد
يطال المشهد والقلوب
من قبل أن يحلّ فصله

برد وبرد
مع كل إشتعالة قلبٍ أو حرق جثة
أو انفطار جديد

نحن نعرف
صرنا نعرف كل شيء
وبقدر الجهالة المتفشّية
وبقدر الأسرار والخفايا القبيحة
وبقدر ما يحاولون دفنه
نحن نعرف !


نعرف مدى القبح، وإين وصل، ومن أصاب، ولماذا طل !
نعرف ماذا نجهل ! ونعرف جيدا، عن ظهر قلب، ملامح من قَتَل !
..

على هامش الهوامش كلها
على كادر مُلطَّخ بالارض الموحلة
صار المزاج جنائزيا
من فرط تواجد الأسباب المثيرة لذلك بلا انقطاع
والحظ العثِر الذي استشف الحالة ..
أرسل لي لائحة من الموسيقى الهائمة
لتُحمي الوطء
..

السماء
غائمة
..
الشمس
شاحبة
وُجِلة
ما أن تلوح .. تختفي على عجل

..
وأطرافي
نسيت منذ متى طالها هذا البرد
..أفتقد الصباح !

وتُلِحّ عليّ حاجة مريرة في السفر
إلى مكانٍ خالٍ من الناس والأحداث .. والوقت

لا تصله كابلات الأقمار الصناعية
أو شبكات الإتصال

يتوقف فيه الزمن
فلا أعود من هُدنته لأُفجّع بمزيد من المجازر
ولا أُصدَم بإتخاذ الطُغاة لمزيد من القرارات العاهرة!

هُدنة
وسط الحرب
لا أطلب أن يختفي إثرها الظلم .. لن أُبالِغ
ولكن هُدنة بدون المزيد من الأسى
..
..

آخ!!
..
لولا تلك الحلقة الصفراء حول إصبعي
وشمس اسمها على قلبي
لتجمدت كمدا منذ أزل !

06‏/12‏/2013

من باب إثبات الوجود..


قامة كـ محمود درويش ..
قالت أنه في حضرة الدم .. يخجل الحبر ويتراجع !
فما بالكم بمن بالكاد يملك زمام بضع كلمات
..
صمت !

وما بالكم بمشهد يملك من الفداحة ما يفوق سفك الدم
كالرقص على بركه المتجددة مثلا
او تمجيد سافكيه
.. وشرعنة السادية المطلقة من اجل " حفظ الأمن العام" لدولة إفتراضية
والقضاء على إرهاب مُفترض بإنتهاج (أوسخ) درجات الإرهاب
مزيد من الصمت !
...

إطارات المشهد .. مُهشّمة
ملوثة بلطخ أحمر تحول لدرجة داكنة من الخزي
وأغلب الناس يدّعون العمىَ
.. يضعون أصابعهم في أذانهم .. وأنوفهم .. وهم يشاهدون لميس وعكاشة

إنحنى الشباب وأصابه الشيب ..
من فرط الإرتباك المصاحب لقراءة شريط العاجل
لم يعد لوقع الأخبار التي تفيد بإنهمار المزيد من الدم وقعها
وبات من الطبيعي أن مكان الشباب .. وكل الرافضين للأحداث .. خلف القضبان
وإن كانت فتاة .. وإن كان طفل .ز وإن كان قعيد !

العهر هو الوظيفة الأسمى هذه الأيام..
سريالة متوحشة تفتك ببلادنا
فكيف يكون الكلام سوى بكاءً

دعنا من النواح قليلا .. رغم أنه لو طال أمدا لن يفي حق المَصَاب رثاءً
ولكن بربكم
حتى الفرحة المنتظرة منذ أعوام
جاءت مُنكّهة بكآبة المشهد
منقوصة ضلع من أضلع تمامها المقدس
"ويح قلبي كم يستحي منه الفرح"

ثم تماما للحالة (التعبانة)  .. حل الشتاء متأخرا .. مترددا
متناسيا أن برده صاب أطرافنا وقلوبنا .. وطوى الآلاف منا .. منذ أشهر
..
"بدي طيييييير والسما هون ما بتسع جناحاتي"

..

08‏/11‏/2013

كرباج .. ولكن !

هذا المقال نُشِر على موقع شبكة رصد الإخبارية بتاريخ 3/11
في مشهدٍ قد يُذكَرُك بالفيلم الملحمي "إحنا بتوع الأتوبيس" .. حين ترى جلادا وسجين عَثِر الحظ في غرفةٍ مُغلقة، يطلب منه الجلاد رغم الضربات المتتالية أن يقول عبارات "مُهينة" إلى أبعد حد وهو يؤدي خطوة "محلَّك سِر"
 
لا .. أنا لا أتحدث عن سجون حُقبة عبد الناصر، ولا أقصد أيضا السادات أو مبارك .. رغم تكرر المشهد تحت يدي كليهما
 
ولكني أتحدث عن قسم شرطة في قرية بسيطة .. في مصر بعد ثورة 25 يناير!
 
يتكرر المشهد المنافي لكل حقوق الإنسان .. و الحيوان ! حيث يقوم الجلاد بإرغام رجل .. تحت لدع السياط .. أن يكرر عبارات حَسِب أنها تمسُّ رجولة الآخير ، ولكنها دون أن يدري فتكت برجولته هو .. وإنسانيته .. وحيوانيته .. لتتركه في أرذل المراتب قُرب مكبّات النفايات أو أقل.
 
ظن العالم .. وظننا نحن قبلهم .. أننا قمنا بثورة حقيقية نكاد نقطِف ثمارها
 
جرفنا الخيال في سلسلة إنتخابات حالِمة توقعنا أننا نُدلي فيها بصوتا ليؤخذ به ، وأننا بالفعل ستُصان كرامتنا في بلدنا التي لأول مرة تختار قادتها.
 
إلا أن الوضع لم يكن أكثر من تطبيق لكلمة مبارك الشهيرة " خليهم يتسلوا"
 
هل قامت ثورة ؟ "خليهم يتسلوا" واجعلهم يؤمنون أنها تنجح ! ثم بمسرح عرائسك، وطبقة الجرذان المُجنَّدة لخدمتك ستؤدي باقي المهام .. وتقلب الطاولة، وتجرف البلاد مجددا في بالوعة صرف لم يكن في 25 يناير سوى أنهم رفعوا غطائها فقط! وبذلك تظل مقاليد الأمور والعباد رهن شارتك كما كانت أبدا !
 
من ينظر مليّا سيجِزم أنه هو نفسه جلاد مبارك، الذي يُلهِب ظهورنا الآن بسياطه في تكرُّر سافِر لسياسة الكرباج ! ذاتها المنظومة الفاسدة، وحانوتيه الداخلية والبلطجية، والمومياوات المُديرة لشئون البلاد. لم يتغير شيء، فقط صار العُهر جليّا الآن وأكثر تبجُّحًا، وهذا طبيعي نظرا إلى أنه قد أخذ ( تفويضا !! ) بذلك.
 
المُقلِق في الأمر ليس الأعظم المخفي خلف الأسوار والذي لم تطاله أعيننا بعد، وليس في الجلاد الذي صار مدعومًا بقوة أكبر لممارسة ساديته عَلَناً .. وليس فينا نحن، المحسوبون على الثورة، فنحن نعلم أنه طريق طويل وعهدنا قطعه إلى آخره.
 
المُقلِق هي تلك الطبقة من "الشعب" التي تشاهد كل هذا الظُلم وتُصفِّق، ولا مانِع لديها بعد أن تفرغ من مشاهدة فيلم تعذيب جديد لرجل -أو حتى إمرأة- على يد رجال العسكر والداخلية، أن تُحضِّر طبقا من الفُشار وتتناوله في نهم شديد وهي تتابع أوبريت تسلم الأيادي.
 
وبعد إنتهاء الأوبريت، وطبق الفُشار، لن يتبقى شيء في ذاكرتها من صرخات الرجل المُعذَّب تحت ويلات الكرابيج، ولا من السبّ والقذف وما ياتُرى تحمله تلك النفسية السادية من أمراض لتُجبِر أحدهم على ترديد هكذا ألفاظ.
 
سيطفو فقط بذهنها سؤال إرتأته أهم وأصبح قضية الساعة التي تستدعي الإنتباه : " تُرى أي محطة فضائية ستبُث 'البرنامج' بعد CBC"
- See more at: http://www.rassd.com/5-74949.htm#sthash.EHTWi33w.dpuf


في مشهدٍ قد يُذكَرُك بالفيلم الملحمي "إحنا بتوع الأتوبيس" .. حين ترى جلادا وسجين عَثِر الحظ في غرفةٍ مُغلقة، يطلب منه الجلاد رغم الضربات المتتالية أن يقول عبارات "مُهينة" إلى أبعد حد وهو يؤدي خطوة "محلَّك سِر"

لا .. أنا لا أتحدث عن سجون حُقبة عبد الناصر، ولا أقصد أيضا السادات أو مبارك .. رغم تكرر المشهد تحت يدي كليهما
ولكني أتحدث عن قسم شرطة في قرية بسيطة .. في مصر بعد ثورة 25 يناير!


يتكرر المشهد المنافي لكل حقوق الإنسان .. و الحيوان ! حيث يقوم الجلاد بإرغام رجل .. تحت لدع السياط .. أن يكرر عبارات حَسِب أنها تمسُّ رجولة الآخير ، ولكنها دون أن يدري فتكت برجولته هو .. وإنسانيته .. وحيوانيته .. لتتركه في أرذل المراتب قُرب مكبّات النفايات أو أقل.


ظن العالم .. وظننا نحن قبلهم .. أننا قمنا بثورة حقيقية نكاد نقطِف ثمارها
جرفنا الخيال في سلسلة إنتخابات حالِمة توقعنا أننا نُدلي فيها بصوتا ليؤخذ به ، وأننا بالفعل ستُصان كرامتنا في بلدنا التي لأول مرة تختار قادتها.

إلا أن الوضع لم يكن أكثر من تطبيق لكلمة مبارك الشهيرة " خليهم يتسلوا"

هل قامت ثورة ؟ "خليهم يتسلوا" واجعلهم يؤمنون أنها تنجح ! ثم بمسرح عرائسك، وطبقة الجرذان المُجنَّدة لخدمتك ستؤدي باقي المهام .. وتقلب الطاولة، وتجرف البلاد مجددا في بالوعة صرف لم يكن في 25 يناير سوى أنهم رفعوا غطائها فقط! وبذلك تظل مقاليد الأمور والعباد رهن شارتك كما كانت أبدا !

من ينظر مليّا سيجِزم أنه هو نفسه جلاد مبارك، الذي يُلهِب ظهورنا الآن بسياطه في تكرُّر سافِر لسياسة الكرباج ! ذاتها المنظومة الفاسدة، وحانوتيه الداخلية والبلطجية، والمومياوات المُديرة لشئون البلاد. لم يتغير شيء، فقط صار العُهر جليّا الآن وأكثر تبجُّحًا، وهذا طبيعي نظرا إلى أنه قد أخذ ( تفويضا !! ) بذلك.


المُقلِق في الأمر ليس الأعظم المخفي خلف الأسوار والذي لم تطاله أعيننا بعد، وليس في الجلاد الذي صار مدعومًا بقوة أكبر لممارسة ساديته عَلَناً .. وليس فينا نحن، المحسوبون على الثورة، فنحن نعلم أنه طريق طويل وعهدنا قطعه إلى آخره.

المُقلِق هي تلك الطبقة من "الشعب" التي تشاهد كل هذا الظُلم وتُصفِّق، ولا مانِع لديها بعد أن تفرغ من مشاهدة فيلم تعذيب جديد لرجل -أو حتى إمرأة- على يد رجال العسكر والداخلية، أن تُحضِّر طبقا من الفُشار وتتناوله في نهم شديد وهي تتابع أوبريت تسلم الأيادي.

وبعد إنتهاء الأوبريت، وطبق الفُشار، لن يتبقى شيء في ذاكرتها من صرخات الرجل المُعذَّب تحت ويلات الكرابيج، ولا من السبّ والقذف وما ياتُرى تحمله تلك النفسية السادية من أمراض لتُجبِر أحدهم على ترديد هكذا ألفاظ.

سيطفو فقط بذهنها سؤال إرتأته أهم وأصبح قضية الساعة التي تستدعي الإنتباه : " تُرى أي محطة فضائية ستبُث 'البرنامج' بعد CBC
!!
في مشهدٍ قد يُذكَرُك بالفيلم الملحمي "إحنا بتوع الأتوبيس" .. حين ترى جلادا وسجين عَثِر الحظ في غرفةٍ مُغلقة، يطلب منه الجلاد رغم الضربات المتتالية أن يقول عبارات "مُهينة" إلى أبعد حد وهو يؤدي خطوة "محلَّك سِر"
 
لا .. أنا لا أتحدث عن سجون حُقبة عبد الناصر، ولا أقصد أيضا السادات أو مبارك .. رغم تكرر المشهد تحت يدي كليهما
 
ولكني أتحدث عن قسم شرطة في قرية بسيطة .. في مصر بعد ثورة 25 يناير!
 
يتكرر المشهد المنافي لكل حقوق الإنسان .. و الحيوان ! حيث يقوم الجلاد بإرغام رجل .. تحت لدع السياط .. أن يكرر عبارات حَسِب أنها تمسُّ رجولة الآخير ، ولكنها دون أن يدري فتكت برجولته هو .. وإنسانيته .. وحيوانيته .. لتتركه في أرذل المراتب قُرب مكبّات النفايات أو أقل.
 
ظن العالم .. وظننا نحن قبلهم .. أننا قمنا بثورة حقيقية نكاد نقطِف ثمارها
 
جرفنا الخيال في سلسلة إنتخابات حالِمة توقعنا أننا نُدلي فيها بصوتا ليؤخذ به ، وأننا بالفعل ستُصان كرامتنا في بلدنا التي لأول مرة تختار قادتها.
 
إلا أن الوضع لم يكن أكثر من تطبيق لكلمة مبارك الشهيرة " خليهم يتسلوا"
 
هل قامت ثورة ؟ "خليهم يتسلوا" واجعلهم يؤمنون أنها تنجح ! ثم بمسرح عرائسك، وطبقة الجرذان المُجنَّدة لخدمتك ستؤدي باقي المهام .. وتقلب الطاولة، وتجرف البلاد مجددا في بالوعة صرف لم يكن في 25 يناير سوى أنهم رفعوا غطائها فقط! وبذلك تظل مقاليد الأمور والعباد رهن شارتك كما كانت أبدا !
 
من ينظر مليّا سيجِزم أنه هو نفسه جلاد مبارك، الذي يُلهِب ظهورنا الآن بسياطه في تكرُّر سافِر لسياسة الكرباج ! ذاتها المنظومة الفاسدة، وحانوتيه الداخلية والبلطجية، والمومياوات المُديرة لشئون البلاد. لم يتغير شيء، فقط صار العُهر جليّا الآن وأكثر تبجُّحًا، وهذا طبيعي نظرا إلى أنه قد أخذ ( تفويضا !! ) بذلك.
 
المُقلِق في الأمر ليس الأعظم المخفي خلف الأسوار والذي لم تطاله أعيننا بعد، وليس في الجلاد الذي صار مدعومًا بقوة أكبر لممارسة ساديته عَلَناً .. وليس فينا نحن، المحسوبون على الثورة، فنحن نعلم أنه طريق طويل وعهدنا قطعه إلى آخره.
 
المُقلِق هي تلك الطبقة من "الشعب" التي تشاهد كل هذا الظُلم وتُصفِّق، ولا مانِع لديها بعد أن تفرغ من مشاهدة فيلم تعذيب جديد لرجل -أو حتى إمرأة- على يد رجال العسكر والداخلية، أن تُحضِّر طبقا من الفُشار وتتناوله في نهم شديد وهي تتابع أوبريت تسلم الأيادي.
 
وبعد إنتهاء الأوبريت، وطبق الفُشار، لن يتبقى شيء في ذاكرتها من صرخات الرجل المُعذَّب تحت ويلات الكرابيج، ولا من السبّ والقذف وما ياتُرى تحمله تلك النفسية السادية من أمراض لتُجبِر أحدهم على ترديد هكذا ألفاظ.
 
سيطفو فقط بذهنها سؤال إرتأته أهم وأصبح قضية الساعة التي تستدعي الإنتباه : " تُرى أي محطة فضائية ستبُث 'البرنامج' بعد CBC"
- See more at: http://www.rassd.com/5-74949.htm#sthash.EHTWi33w.dpuf
في مشهدٍ قد يُذكَرُك بالفيلم الملحمي "إحنا بتوع الأتوبيس" .. حين ترى جلادا وسجين عَثِر الحظ في غرفةٍ مُغلقة، يطلب منه الجلاد رغم الضربات المتتالية أن يقول عبارات "مُهينة" إلى أبعد حد وهو يؤدي خطوة "محلَّك سِر"
لا .. أنا لا أتحدث عن سجون حُقبة عبد الناصر، ولا أقصد أيضا السادات أو مبارك .. رغم تكرر المشهد تحت يدي كليهما
ولكني أتحدث عن قسم شرطة في قرية بسيطة .. في مصر بعد ثورة 25 يناير!
يتكرر المشهد المنافي لكل حقوق الإنسان .. و الحيوان ! حيث يقوم الجلاد بإرغام رجل .. تحت لدع السياط .. أن يكرر عبارات حَسِب أنها تمسُّ رجولة الآخير ، ولكنها دون أن يدري فتكت برجولته هو .. وإنسانيته .. وحيوانيته .. لتتركه في أرذل المراتب قُرب مكبّات النفايات أو أقل.
ظن العالم .. وظننا نحن قبلهم .. أننا قمنا بثورة حقيقية نكاد نقطِف ثمارها
جرفنا الخيال في سلسلة إنتخابات حالِمة توقعنا أننا نُدلي فيها بصوتا ليؤخذ به ، وأننا بالفعل ستُصان كرامتنا في بلدنا التي لأول مرة تختار قادتها.
إلا أن الوضع لم يكن أكثر من تطبيق لكلمة مبارك الشهيرة " خليهم يتسلوا"
هل قامت ثورة ؟ "خليهم يتسلوا" واجعلهم يؤمنون أنها تنجح ! ثم بمسرح عرائسك، وطبقة الجرذان المُجنَّدة لخدمتك ستؤدي باقي المهام .. وتقلب الطاولة، وتجرف البلاد مجددا في بالوعة صرف لم يكن في 25 يناير سوى أنهم رفعوا غطائها فقط! وبذلك تظل مقاليد الأمور والعباد رهن شارتك كما كانت أبدا !
من ينظر مليّا سيجِزم أنه هو نفسه جلاد مبارك، الذي يُلهِب ظهورنا الآن بسياطه في تكرُّر سافِر لسياسة الكرباج ! ذاتها المنظومة الفاسدة، وحانوتيه الداخلية والبلطجية، والمومياوات المُديرة لشئون البلاد. لم يتغير شيء، فقط صار العُهر جليّا الآن وأكثر تبجُّحًا، وهذا طبيعي نظرا إلى أنه قد أخذ ( تفويضا !! ) بذلك.
المُقلِق في الأمر ليس الأعظم المخفي خلف الأسوار والذي لم تطاله أعيننا بعد، وليس في الجلاد الذي صار مدعومًا بقوة أكبر لممارسة ساديته عَلَناً .. وليس فينا نحن، المحسوبون على الثورة، فنحن نعلم أنه طريق طويل وعهدنا قطعه إلى آخره.
المُقلِق هي تلك الطبقة من "الشعب" التي تشاهد كل هذا الظُلم وتُصفِّق، ولا مانِع لديها بعد أن تفرغ من مشاهدة فيلم تعذيب جديد لرجل -أو حتى إمرأة- على يد رجال العسكر والداخلية، أن تُحضِّر طبقا من الفُشار وتتناوله في نهم شديد وهي تتابع أوبريت تسلم الأيادي.
وبعد إنتهاء الأوبريت، وطبق الفُشار، لن يتبقى شيء في ذاكرتها من صرخات الرجل المُعذَّب تحت ويلات الكرابيج، ولا من السبّ والقذف وما ياتُرى تحمله تلك النفسية السادية من أمراض لتُجبِر أحدهم على ترديد هكذا ألفاظ.
سيطفو فقط بذهنها سؤال إرتأته أهم وأصبح قضية الساعة التي تستدعي الإنتباه : " تُرى أي محطة فضائية ستبُث 'البرنامج' بعد CBC"
- See more at: http://www.rassd.com/5-74949.htm#sthash.EHTWi33w.dpuf
في مشهدٍ قد يُذكَرُك بالفيلم الملحمي "إحنا بتوع الأتوبيس" .. حين ترى جلادا وسجين عَثِر الحظ في غرفةٍ مُغلقة، يطلب منه الجلاد رغم الضربات المتتالية أن يقول عبارات "مُهينة" إلى أبعد حد وهو يؤدي خطوة "محلَّك سِر"
لا .. أنا لا أتحدث عن سجون حُقبة عبد الناصر، ولا أقصد أيضا السادات أو مبارك .. رغم تكرر المشهد تحت يدي كليهما
ولكني أتحدث عن قسم شرطة في قرية بسيطة .. في مصر بعد ثورة 25 يناير!
يتكرر المشهد المنافي لكل حقوق الإنسان .. و الحيوان ! حيث يقوم الجلاد بإرغام رجل .. تحت لدع السياط .. أن يكرر عبارات حَسِب أنها تمسُّ رجولة الآخير ، ولكنها دون أن يدري فتكت برجولته هو .. وإنسانيته .. وحيوانيته .. لتتركه في أرذل المراتب قُرب مكبّات النفايات أو أقل.
ظن العالم .. وظننا نحن قبلهم .. أننا قمنا بثورة حقيقية نكاد نقطِف ثمارها
جرفنا الخيال في سلسلة إنتخابات حالِمة توقعنا أننا نُدلي فيها بصوتا ليؤخذ به ، وأننا بالفعل ستُصان كرامتنا في بلدنا التي لأول مرة تختار قادتها.
إلا أن الوضع لم يكن أكثر من تطبيق لكلمة مبارك الشهيرة " خليهم يتسلوا"
هل قامت ثورة ؟ "خليهم يتسلوا" واجعلهم يؤمنون أنها تنجح ! ثم بمسرح عرائسك، وطبقة الجرذان المُجنَّدة لخدمتك ستؤدي باقي المهام .. وتقلب الطاولة، وتجرف البلاد مجددا في بالوعة صرف لم يكن في 25 يناير سوى أنهم رفعوا غطائها فقط! وبذلك تظل مقاليد الأمور والعباد رهن شارتك كما كانت أبدا !
من ينظر مليّا سيجِزم أنه هو نفسه جلاد مبارك، الذي يُلهِب ظهورنا الآن بسياطه في تكرُّر سافِر لسياسة الكرباج ! ذاتها المنظومة الفاسدة، وحانوتيه الداخلية والبلطجية، والمومياوات المُديرة لشئون البلاد. لم يتغير شيء، فقط صار العُهر جليّا الآن وأكثر تبجُّحًا، وهذا طبيعي نظرا إلى أنه قد أخذ ( تفويضا !! ) بذلك.
المُقلِق في الأمر ليس الأعظم المخفي خلف الأسوار والذي لم تطاله أعيننا بعد، وليس في الجلاد الذي صار مدعومًا بقوة أكبر لممارسة ساديته عَلَناً .. وليس فينا نحن، المحسوبون على الثورة، فنحن نعلم أنه طريق طويل وعهدنا قطعه إلى آخره.
المُقلِق هي تلك الطبقة من "الشعب" التي تشاهد كل هذا الظُلم وتُصفِّق، ولا مانِع لديها بعد أن تفرغ من مشاهدة فيلم تعذيب جديد لرجل -أو حتى إمرأة- على يد رجال العسكر والداخلية، أن تُحضِّر طبقا من الفُشار وتتناوله في نهم شديد وهي تتابع أوبريت تسلم الأيادي.
وبعد إنتهاء الأوبريت، وطبق الفُشار، لن يتبقى شيء في ذاكرتها من صرخات الرجل المُعذَّب تحت ويلات الكرابيج، ولا من السبّ والقذف وما ياتُرى تحمله تلك النفسية السادية من أمراض لتُجبِر أحدهم على ترديد هكذا ألفاظ.
سيطفو فقط بذهنها سؤال إرتأته أهم وأصبح قضية الساعة التي تستدعي الإنتباه : " تُرى أي محطة فضائية ستبُث 'البرنامج' بعد CBC"
- See more at: http://www.rassd.com/5-74949.htm#sthash.EHTWi33w.dpuf
في مشهدٍ قد يُذكَرُك بالفيلم الملحمي "إحنا بتوع الأتوبيس" .. حين ترى جلادا وسجين عَثِر الحظ في غرفةٍ مُغلقة، يطلب منه الجلاد رغم الضربات المتتالية أن يقول عبارات "مُهينة" إلى أبعد حد وهو يؤدي خطوة "محلَّك سِر"
لا .. أنا لا أتحدث عن سجون حُقبة عبد الناصر، ولا أقصد أيضا السادات أو مبارك .. رغم تكرر المشهد تحت يدي كليهما
ولكني أتحدث عن قسم شرطة في قرية بسيطة .. في مصر بعد ثورة 25 يناير!
يتكرر المشهد المنافي لكل حقوق الإنسان .. و الحيوان ! حيث يقوم الجلاد بإرغام رجل .. تحت لدع السياط .. أن يكرر عبارات حَسِب أنها تمسُّ رجولة الآخير ، ولكنها دون أن يدري فتكت برجولته هو .. وإنسانيته .. وحيوانيته .. لتتركه في أرذل المراتب قُرب مكبّات النفايات أو أقل.
ظن العالم .. وظننا نحن قبلهم .. أننا قمنا بثورة حقيقية نكاد نقطِف ثمارها
جرفنا الخيال في سلسلة إنتخابات حالِمة توقعنا أننا نُدلي فيها بصوتا ليؤخذ به ، وأننا بالفعل ستُصان كرامتنا في بلدنا التي لأول مرة تختار قادتها.
إلا أن الوضع لم يكن أكثر من تطبيق لكلمة مبارك الشهيرة " خليهم يتسلوا"
هل قامت ثورة ؟ "خليهم يتسلوا" واجعلهم يؤمنون أنها تنجح ! ثم بمسرح عرائسك، وطبقة الجرذان المُجنَّدة لخدمتك ستؤدي باقي المهام .. وتقلب الطاولة، وتجرف البلاد مجددا في بالوعة صرف لم يكن في 25 يناير سوى أنهم رفعوا غطائها فقط! وبذلك تظل مقاليد الأمور والعباد رهن شارتك كما كانت أبدا !
من ينظر مليّا سيجِزم أنه هو نفسه جلاد مبارك، الذي يُلهِب ظهورنا الآن بسياطه في تكرُّر سافِر لسياسة الكرباج ! ذاتها المنظومة الفاسدة، وحانوتيه الداخلية والبلطجية، والمومياوات المُديرة لشئون البلاد. لم يتغير شيء، فقط صار العُهر جليّا الآن وأكثر تبجُّحًا، وهذا طبيعي نظرا إلى أنه قد أخذ ( تفويضا !! ) بذلك.
المُقلِق في الأمر ليس الأعظم المخفي خلف الأسوار والذي لم تطاله أعيننا بعد، وليس في الجلاد الذي صار مدعومًا بقوة أكبر لممارسة ساديته عَلَناً .. وليس فينا نحن، المحسوبون على الثورة، فنحن نعلم أنه طريق طويل وعهدنا قطعه إلى آخره.
المُقلِق هي تلك الطبقة من "الشعب" التي تشاهد كل هذا الظُلم وتُصفِّق، ولا مانِع لديها بعد أن تفرغ من مشاهدة فيلم تعذيب جديد لرجل -أو حتى إمرأة- على يد رجال العسكر والداخلية، أن تُحضِّر طبقا من الفُشار وتتناوله في نهم شديد وهي تتابع أوبريت تسلم الأيادي.
وبعد إنتهاء الأوبريت، وطبق الفُشار، لن يتبقى شيء في ذاكرتها من صرخات الرجل المُعذَّب تحت ويلات الكرابيج، ولا من السبّ والقذف وما ياتُرى تحمله تلك النفسية السادية من أمراض لتُجبِر أحدهم على ترديد هكذا ألفاظ.
سيطفو فقط بذهنها سؤال إرتأته أهم وأصبح قضية الساعة التي تستدعي الإنتباه : " تُرى أي محطة فضائية ستبُث 'البرنامج' بعد CBC"
- See more at: http://www.rassd.com/5-74949.htm#sthash.EHTWi33w.dpuf

16‏/10‏/2013

غــُـربـــاء




بِقَدرِ ما يُجافيني الوَطَن..
أراك
بَينُ بَين
لا أنت هُنا أو هُناك

بِقدَر ما يُؤرِقُني وَجَعُ الوَطَن
يؤرِقُني سَلامُ قُربِكَ المَنقوص
والتَربيتُ المُؤجَّل
والكَلِماتُ المُتَجَمِّدة علىَ أطرافِ الحَديث

ألَيسَ فينا أن نُحقِّق ما يَنبِضُ به القلب.. ونَنفَجِر ؟

ألا يُمكِنُ أَن أُحِبُّ بِلادي الخائِنة حدَّ المَوت
وأُحِبُّك ؟!

ألَيسَ لِي
أَن أُقتَل .. وتُستَباح حُرمةُ جُثَّتي
ثم أوصي في رِسَالَتي الآخيرة بأهلِ بِلادي .. قَتَلتي .. خَيرًا ؟

ألا يُمكِن أن تَعفينا الأقدارُ
من وجوهٍ مُسفِرة ضاحكة .. تنظر للأحمر القاني المنهمر أبدا على الأرض .. بإستِهتارٍ خسيس؟
وتَرقُص التانجو بخلاعةٍ ليل نهار .. ضارِبةً الأرضُ المخضّبة بِكَعبِ أحذِيَتِها .. لِيَصِلُ رَزازُ الأحمرُ إلىَ السماء

ألا يُمكِنُ أن أتخَلَّىَ عن صورة الوَطن المُفترضة في مُخيّلتي ..
وأتخلَّى عن حِميَتي
وإنكِساري
وخَيبةُ أَمَلي
ولو قَليلا ..
لأرى هذا الدَميمُ .. شَريكَ الوَطن .. أقلّ قُبحا
فأستَسِيغُ صُحبَته ؟

ألا يُمكِن أن تَقتَلِعُ جُذوري من هَذهِ البِلادُ المُلوَّثةُ تُربَتُها
وتُنبِتُني في مِعصَمِك ؟
وتبرئني من وجع التوجُّع بالمكان

نحنُ نبكي .. ونُصلّي

*يوم يَلهو ويُغنّي الآخَرون


قُل لي آخرا
كيف السَبيل إلى كِفاحٍ مَرير ..طَويلَ الأَمَد.. لا يُخيِّبه يَأس
وغُربة الروحِ والأرضِ تَجتَمِعان !!


..
أحتاجُك هنا
الآن

_____________

*
قصيدة غرباء لسميع القاسم

01‏/10‏/2013

لن يدهسوا أحلامنا !


دهست الجرّافة .. فرع زينة أحمر ورجل نازف....
دهست الجرافة .. صورة رئيس مُخضّبة .. وإمرأة تعثّرت في طرف جلبابها

دهست الجرافة .. قطعة حلوى كان الصغير يدّخرها ليوم نصر
دهست الجرّافة .. قلب شابٍ كان للتو بدأ ينبض بالعشق

دهست الجرافة .. حلم كهلٍ بدء يؤمن أن الأحلام ممكنة
دهست الجرافة .. سماعات طبيب كفّنه المصابين على عجل

دهست الجرافة .. قماش الخيمة الأزرق، ووشاح الفتاة الزهري
دهست الجرافة ..الولد الذي ظن الله ليس براضٍ عنه بما يكفي لينال الشهادة

دهست الجرافة .. صوت ردد مليّا هي لله هي لله

دهست الجرافة .. سارينة مدرعات المستذئبين .. ودهست نفسها
لن تدهسنا كلّنا .. ولن تدهس الصورة والشهادة الكاملة لما حدث..

ولم ولن تدهس أحلامنا بوطن حُرّ !!