17‏/12‏/2013

في إنتظار فصل آخر




برد
وزخم حكي طال حبسه أمدا
حتى جف وصار كآثار المطر

برد
يطال المشهد والقلوب
من قبل أن يحلّ فصله

برد وبرد
مع كل إشتعالة قلبٍ أو حرق جثة
أو انفطار جديد

نحن نعرف
صرنا نعرف كل شيء
وبقدر الجهالة المتفشّية
وبقدر الأسرار والخفايا القبيحة
وبقدر ما يحاولون دفنه
نحن نعرف !


نعرف مدى القبح، وإين وصل، ومن أصاب، ولماذا طل !
نعرف ماذا نجهل ! ونعرف جيدا، عن ظهر قلب، ملامح من قَتَل !
..

على هامش الهوامش كلها
على كادر مُلطَّخ بالارض الموحلة
صار المزاج جنائزيا
من فرط تواجد الأسباب المثيرة لذلك بلا انقطاع
والحظ العثِر الذي استشف الحالة ..
أرسل لي لائحة من الموسيقى الهائمة
لتُحمي الوطء
..

السماء
غائمة
..
الشمس
شاحبة
وُجِلة
ما أن تلوح .. تختفي على عجل

..
وأطرافي
نسيت منذ متى طالها هذا البرد
..أفتقد الصباح !

وتُلِحّ عليّ حاجة مريرة في السفر
إلى مكانٍ خالٍ من الناس والأحداث .. والوقت

لا تصله كابلات الأقمار الصناعية
أو شبكات الإتصال

يتوقف فيه الزمن
فلا أعود من هُدنته لأُفجّع بمزيد من المجازر
ولا أُصدَم بإتخاذ الطُغاة لمزيد من القرارات العاهرة!

هُدنة
وسط الحرب
لا أطلب أن يختفي إثرها الظلم .. لن أُبالِغ
ولكن هُدنة بدون المزيد من الأسى
..
..

آخ!!
..
لولا تلك الحلقة الصفراء حول إصبعي
وشمس اسمها على قلبي
لتجمدت كمدا منذ أزل !

06‏/12‏/2013

من باب إثبات الوجود..


قامة كـ محمود درويش ..
قالت أنه في حضرة الدم .. يخجل الحبر ويتراجع !
فما بالكم بمن بالكاد يملك زمام بضع كلمات
..
صمت !

وما بالكم بمشهد يملك من الفداحة ما يفوق سفك الدم
كالرقص على بركه المتجددة مثلا
او تمجيد سافكيه
.. وشرعنة السادية المطلقة من اجل " حفظ الأمن العام" لدولة إفتراضية
والقضاء على إرهاب مُفترض بإنتهاج (أوسخ) درجات الإرهاب
مزيد من الصمت !
...

إطارات المشهد .. مُهشّمة
ملوثة بلطخ أحمر تحول لدرجة داكنة من الخزي
وأغلب الناس يدّعون العمىَ
.. يضعون أصابعهم في أذانهم .. وأنوفهم .. وهم يشاهدون لميس وعكاشة

إنحنى الشباب وأصابه الشيب ..
من فرط الإرتباك المصاحب لقراءة شريط العاجل
لم يعد لوقع الأخبار التي تفيد بإنهمار المزيد من الدم وقعها
وبات من الطبيعي أن مكان الشباب .. وكل الرافضين للأحداث .. خلف القضبان
وإن كانت فتاة .. وإن كان طفل .ز وإن كان قعيد !

العهر هو الوظيفة الأسمى هذه الأيام..
سريالة متوحشة تفتك ببلادنا
فكيف يكون الكلام سوى بكاءً

دعنا من النواح قليلا .. رغم أنه لو طال أمدا لن يفي حق المَصَاب رثاءً
ولكن بربكم
حتى الفرحة المنتظرة منذ أعوام
جاءت مُنكّهة بكآبة المشهد
منقوصة ضلع من أضلع تمامها المقدس
"ويح قلبي كم يستحي منه الفرح"

ثم تماما للحالة (التعبانة)  .. حل الشتاء متأخرا .. مترددا
متناسيا أن برده صاب أطرافنا وقلوبنا .. وطوى الآلاف منا .. منذ أشهر
..
"بدي طيييييير والسما هون ما بتسع جناحاتي"

..

08‏/11‏/2013

كرباج .. ولكن !

هذا المقال نُشِر على موقع شبكة رصد الإخبارية بتاريخ 3/11
في مشهدٍ قد يُذكَرُك بالفيلم الملحمي "إحنا بتوع الأتوبيس" .. حين ترى جلادا وسجين عَثِر الحظ في غرفةٍ مُغلقة، يطلب منه الجلاد رغم الضربات المتتالية أن يقول عبارات "مُهينة" إلى أبعد حد وهو يؤدي خطوة "محلَّك سِر"
 
لا .. أنا لا أتحدث عن سجون حُقبة عبد الناصر، ولا أقصد أيضا السادات أو مبارك .. رغم تكرر المشهد تحت يدي كليهما
 
ولكني أتحدث عن قسم شرطة في قرية بسيطة .. في مصر بعد ثورة 25 يناير!
 
يتكرر المشهد المنافي لكل حقوق الإنسان .. و الحيوان ! حيث يقوم الجلاد بإرغام رجل .. تحت لدع السياط .. أن يكرر عبارات حَسِب أنها تمسُّ رجولة الآخير ، ولكنها دون أن يدري فتكت برجولته هو .. وإنسانيته .. وحيوانيته .. لتتركه في أرذل المراتب قُرب مكبّات النفايات أو أقل.
 
ظن العالم .. وظننا نحن قبلهم .. أننا قمنا بثورة حقيقية نكاد نقطِف ثمارها
 
جرفنا الخيال في سلسلة إنتخابات حالِمة توقعنا أننا نُدلي فيها بصوتا ليؤخذ به ، وأننا بالفعل ستُصان كرامتنا في بلدنا التي لأول مرة تختار قادتها.
 
إلا أن الوضع لم يكن أكثر من تطبيق لكلمة مبارك الشهيرة " خليهم يتسلوا"
 
هل قامت ثورة ؟ "خليهم يتسلوا" واجعلهم يؤمنون أنها تنجح ! ثم بمسرح عرائسك، وطبقة الجرذان المُجنَّدة لخدمتك ستؤدي باقي المهام .. وتقلب الطاولة، وتجرف البلاد مجددا في بالوعة صرف لم يكن في 25 يناير سوى أنهم رفعوا غطائها فقط! وبذلك تظل مقاليد الأمور والعباد رهن شارتك كما كانت أبدا !
 
من ينظر مليّا سيجِزم أنه هو نفسه جلاد مبارك، الذي يُلهِب ظهورنا الآن بسياطه في تكرُّر سافِر لسياسة الكرباج ! ذاتها المنظومة الفاسدة، وحانوتيه الداخلية والبلطجية، والمومياوات المُديرة لشئون البلاد. لم يتغير شيء، فقط صار العُهر جليّا الآن وأكثر تبجُّحًا، وهذا طبيعي نظرا إلى أنه قد أخذ ( تفويضا !! ) بذلك.
 
المُقلِق في الأمر ليس الأعظم المخفي خلف الأسوار والذي لم تطاله أعيننا بعد، وليس في الجلاد الذي صار مدعومًا بقوة أكبر لممارسة ساديته عَلَناً .. وليس فينا نحن، المحسوبون على الثورة، فنحن نعلم أنه طريق طويل وعهدنا قطعه إلى آخره.
 
المُقلِق هي تلك الطبقة من "الشعب" التي تشاهد كل هذا الظُلم وتُصفِّق، ولا مانِع لديها بعد أن تفرغ من مشاهدة فيلم تعذيب جديد لرجل -أو حتى إمرأة- على يد رجال العسكر والداخلية، أن تُحضِّر طبقا من الفُشار وتتناوله في نهم شديد وهي تتابع أوبريت تسلم الأيادي.
 
وبعد إنتهاء الأوبريت، وطبق الفُشار، لن يتبقى شيء في ذاكرتها من صرخات الرجل المُعذَّب تحت ويلات الكرابيج، ولا من السبّ والقذف وما ياتُرى تحمله تلك النفسية السادية من أمراض لتُجبِر أحدهم على ترديد هكذا ألفاظ.
 
سيطفو فقط بذهنها سؤال إرتأته أهم وأصبح قضية الساعة التي تستدعي الإنتباه : " تُرى أي محطة فضائية ستبُث 'البرنامج' بعد CBC"
- See more at: http://www.rassd.com/5-74949.htm#sthash.EHTWi33w.dpuf


في مشهدٍ قد يُذكَرُك بالفيلم الملحمي "إحنا بتوع الأتوبيس" .. حين ترى جلادا وسجين عَثِر الحظ في غرفةٍ مُغلقة، يطلب منه الجلاد رغم الضربات المتتالية أن يقول عبارات "مُهينة" إلى أبعد حد وهو يؤدي خطوة "محلَّك سِر"

لا .. أنا لا أتحدث عن سجون حُقبة عبد الناصر، ولا أقصد أيضا السادات أو مبارك .. رغم تكرر المشهد تحت يدي كليهما
ولكني أتحدث عن قسم شرطة في قرية بسيطة .. في مصر بعد ثورة 25 يناير!


يتكرر المشهد المنافي لكل حقوق الإنسان .. و الحيوان ! حيث يقوم الجلاد بإرغام رجل .. تحت لدع السياط .. أن يكرر عبارات حَسِب أنها تمسُّ رجولة الآخير ، ولكنها دون أن يدري فتكت برجولته هو .. وإنسانيته .. وحيوانيته .. لتتركه في أرذل المراتب قُرب مكبّات النفايات أو أقل.


ظن العالم .. وظننا نحن قبلهم .. أننا قمنا بثورة حقيقية نكاد نقطِف ثمارها
جرفنا الخيال في سلسلة إنتخابات حالِمة توقعنا أننا نُدلي فيها بصوتا ليؤخذ به ، وأننا بالفعل ستُصان كرامتنا في بلدنا التي لأول مرة تختار قادتها.

إلا أن الوضع لم يكن أكثر من تطبيق لكلمة مبارك الشهيرة " خليهم يتسلوا"

هل قامت ثورة ؟ "خليهم يتسلوا" واجعلهم يؤمنون أنها تنجح ! ثم بمسرح عرائسك، وطبقة الجرذان المُجنَّدة لخدمتك ستؤدي باقي المهام .. وتقلب الطاولة، وتجرف البلاد مجددا في بالوعة صرف لم يكن في 25 يناير سوى أنهم رفعوا غطائها فقط! وبذلك تظل مقاليد الأمور والعباد رهن شارتك كما كانت أبدا !

من ينظر مليّا سيجِزم أنه هو نفسه جلاد مبارك، الذي يُلهِب ظهورنا الآن بسياطه في تكرُّر سافِر لسياسة الكرباج ! ذاتها المنظومة الفاسدة، وحانوتيه الداخلية والبلطجية، والمومياوات المُديرة لشئون البلاد. لم يتغير شيء، فقط صار العُهر جليّا الآن وأكثر تبجُّحًا، وهذا طبيعي نظرا إلى أنه قد أخذ ( تفويضا !! ) بذلك.


المُقلِق في الأمر ليس الأعظم المخفي خلف الأسوار والذي لم تطاله أعيننا بعد، وليس في الجلاد الذي صار مدعومًا بقوة أكبر لممارسة ساديته عَلَناً .. وليس فينا نحن، المحسوبون على الثورة، فنحن نعلم أنه طريق طويل وعهدنا قطعه إلى آخره.

المُقلِق هي تلك الطبقة من "الشعب" التي تشاهد كل هذا الظُلم وتُصفِّق، ولا مانِع لديها بعد أن تفرغ من مشاهدة فيلم تعذيب جديد لرجل -أو حتى إمرأة- على يد رجال العسكر والداخلية، أن تُحضِّر طبقا من الفُشار وتتناوله في نهم شديد وهي تتابع أوبريت تسلم الأيادي.

وبعد إنتهاء الأوبريت، وطبق الفُشار، لن يتبقى شيء في ذاكرتها من صرخات الرجل المُعذَّب تحت ويلات الكرابيج، ولا من السبّ والقذف وما ياتُرى تحمله تلك النفسية السادية من أمراض لتُجبِر أحدهم على ترديد هكذا ألفاظ.

سيطفو فقط بذهنها سؤال إرتأته أهم وأصبح قضية الساعة التي تستدعي الإنتباه : " تُرى أي محطة فضائية ستبُث 'البرنامج' بعد CBC
!!
في مشهدٍ قد يُذكَرُك بالفيلم الملحمي "إحنا بتوع الأتوبيس" .. حين ترى جلادا وسجين عَثِر الحظ في غرفةٍ مُغلقة، يطلب منه الجلاد رغم الضربات المتتالية أن يقول عبارات "مُهينة" إلى أبعد حد وهو يؤدي خطوة "محلَّك سِر"
 
لا .. أنا لا أتحدث عن سجون حُقبة عبد الناصر، ولا أقصد أيضا السادات أو مبارك .. رغم تكرر المشهد تحت يدي كليهما
 
ولكني أتحدث عن قسم شرطة في قرية بسيطة .. في مصر بعد ثورة 25 يناير!
 
يتكرر المشهد المنافي لكل حقوق الإنسان .. و الحيوان ! حيث يقوم الجلاد بإرغام رجل .. تحت لدع السياط .. أن يكرر عبارات حَسِب أنها تمسُّ رجولة الآخير ، ولكنها دون أن يدري فتكت برجولته هو .. وإنسانيته .. وحيوانيته .. لتتركه في أرذل المراتب قُرب مكبّات النفايات أو أقل.
 
ظن العالم .. وظننا نحن قبلهم .. أننا قمنا بثورة حقيقية نكاد نقطِف ثمارها
 
جرفنا الخيال في سلسلة إنتخابات حالِمة توقعنا أننا نُدلي فيها بصوتا ليؤخذ به ، وأننا بالفعل ستُصان كرامتنا في بلدنا التي لأول مرة تختار قادتها.
 
إلا أن الوضع لم يكن أكثر من تطبيق لكلمة مبارك الشهيرة " خليهم يتسلوا"
 
هل قامت ثورة ؟ "خليهم يتسلوا" واجعلهم يؤمنون أنها تنجح ! ثم بمسرح عرائسك، وطبقة الجرذان المُجنَّدة لخدمتك ستؤدي باقي المهام .. وتقلب الطاولة، وتجرف البلاد مجددا في بالوعة صرف لم يكن في 25 يناير سوى أنهم رفعوا غطائها فقط! وبذلك تظل مقاليد الأمور والعباد رهن شارتك كما كانت أبدا !
 
من ينظر مليّا سيجِزم أنه هو نفسه جلاد مبارك، الذي يُلهِب ظهورنا الآن بسياطه في تكرُّر سافِر لسياسة الكرباج ! ذاتها المنظومة الفاسدة، وحانوتيه الداخلية والبلطجية، والمومياوات المُديرة لشئون البلاد. لم يتغير شيء، فقط صار العُهر جليّا الآن وأكثر تبجُّحًا، وهذا طبيعي نظرا إلى أنه قد أخذ ( تفويضا !! ) بذلك.
 
المُقلِق في الأمر ليس الأعظم المخفي خلف الأسوار والذي لم تطاله أعيننا بعد، وليس في الجلاد الذي صار مدعومًا بقوة أكبر لممارسة ساديته عَلَناً .. وليس فينا نحن، المحسوبون على الثورة، فنحن نعلم أنه طريق طويل وعهدنا قطعه إلى آخره.
 
المُقلِق هي تلك الطبقة من "الشعب" التي تشاهد كل هذا الظُلم وتُصفِّق، ولا مانِع لديها بعد أن تفرغ من مشاهدة فيلم تعذيب جديد لرجل -أو حتى إمرأة- على يد رجال العسكر والداخلية، أن تُحضِّر طبقا من الفُشار وتتناوله في نهم شديد وهي تتابع أوبريت تسلم الأيادي.
 
وبعد إنتهاء الأوبريت، وطبق الفُشار، لن يتبقى شيء في ذاكرتها من صرخات الرجل المُعذَّب تحت ويلات الكرابيج، ولا من السبّ والقذف وما ياتُرى تحمله تلك النفسية السادية من أمراض لتُجبِر أحدهم على ترديد هكذا ألفاظ.
 
سيطفو فقط بذهنها سؤال إرتأته أهم وأصبح قضية الساعة التي تستدعي الإنتباه : " تُرى أي محطة فضائية ستبُث 'البرنامج' بعد CBC"
- See more at: http://www.rassd.com/5-74949.htm#sthash.EHTWi33w.dpuf
في مشهدٍ قد يُذكَرُك بالفيلم الملحمي "إحنا بتوع الأتوبيس" .. حين ترى جلادا وسجين عَثِر الحظ في غرفةٍ مُغلقة، يطلب منه الجلاد رغم الضربات المتتالية أن يقول عبارات "مُهينة" إلى أبعد حد وهو يؤدي خطوة "محلَّك سِر"
لا .. أنا لا أتحدث عن سجون حُقبة عبد الناصر، ولا أقصد أيضا السادات أو مبارك .. رغم تكرر المشهد تحت يدي كليهما
ولكني أتحدث عن قسم شرطة في قرية بسيطة .. في مصر بعد ثورة 25 يناير!
يتكرر المشهد المنافي لكل حقوق الإنسان .. و الحيوان ! حيث يقوم الجلاد بإرغام رجل .. تحت لدع السياط .. أن يكرر عبارات حَسِب أنها تمسُّ رجولة الآخير ، ولكنها دون أن يدري فتكت برجولته هو .. وإنسانيته .. وحيوانيته .. لتتركه في أرذل المراتب قُرب مكبّات النفايات أو أقل.
ظن العالم .. وظننا نحن قبلهم .. أننا قمنا بثورة حقيقية نكاد نقطِف ثمارها
جرفنا الخيال في سلسلة إنتخابات حالِمة توقعنا أننا نُدلي فيها بصوتا ليؤخذ به ، وأننا بالفعل ستُصان كرامتنا في بلدنا التي لأول مرة تختار قادتها.
إلا أن الوضع لم يكن أكثر من تطبيق لكلمة مبارك الشهيرة " خليهم يتسلوا"
هل قامت ثورة ؟ "خليهم يتسلوا" واجعلهم يؤمنون أنها تنجح ! ثم بمسرح عرائسك، وطبقة الجرذان المُجنَّدة لخدمتك ستؤدي باقي المهام .. وتقلب الطاولة، وتجرف البلاد مجددا في بالوعة صرف لم يكن في 25 يناير سوى أنهم رفعوا غطائها فقط! وبذلك تظل مقاليد الأمور والعباد رهن شارتك كما كانت أبدا !
من ينظر مليّا سيجِزم أنه هو نفسه جلاد مبارك، الذي يُلهِب ظهورنا الآن بسياطه في تكرُّر سافِر لسياسة الكرباج ! ذاتها المنظومة الفاسدة، وحانوتيه الداخلية والبلطجية، والمومياوات المُديرة لشئون البلاد. لم يتغير شيء، فقط صار العُهر جليّا الآن وأكثر تبجُّحًا، وهذا طبيعي نظرا إلى أنه قد أخذ ( تفويضا !! ) بذلك.
المُقلِق في الأمر ليس الأعظم المخفي خلف الأسوار والذي لم تطاله أعيننا بعد، وليس في الجلاد الذي صار مدعومًا بقوة أكبر لممارسة ساديته عَلَناً .. وليس فينا نحن، المحسوبون على الثورة، فنحن نعلم أنه طريق طويل وعهدنا قطعه إلى آخره.
المُقلِق هي تلك الطبقة من "الشعب" التي تشاهد كل هذا الظُلم وتُصفِّق، ولا مانِع لديها بعد أن تفرغ من مشاهدة فيلم تعذيب جديد لرجل -أو حتى إمرأة- على يد رجال العسكر والداخلية، أن تُحضِّر طبقا من الفُشار وتتناوله في نهم شديد وهي تتابع أوبريت تسلم الأيادي.
وبعد إنتهاء الأوبريت، وطبق الفُشار، لن يتبقى شيء في ذاكرتها من صرخات الرجل المُعذَّب تحت ويلات الكرابيج، ولا من السبّ والقذف وما ياتُرى تحمله تلك النفسية السادية من أمراض لتُجبِر أحدهم على ترديد هكذا ألفاظ.
سيطفو فقط بذهنها سؤال إرتأته أهم وأصبح قضية الساعة التي تستدعي الإنتباه : " تُرى أي محطة فضائية ستبُث 'البرنامج' بعد CBC"
- See more at: http://www.rassd.com/5-74949.htm#sthash.EHTWi33w.dpuf
في مشهدٍ قد يُذكَرُك بالفيلم الملحمي "إحنا بتوع الأتوبيس" .. حين ترى جلادا وسجين عَثِر الحظ في غرفةٍ مُغلقة، يطلب منه الجلاد رغم الضربات المتتالية أن يقول عبارات "مُهينة" إلى أبعد حد وهو يؤدي خطوة "محلَّك سِر"
لا .. أنا لا أتحدث عن سجون حُقبة عبد الناصر، ولا أقصد أيضا السادات أو مبارك .. رغم تكرر المشهد تحت يدي كليهما
ولكني أتحدث عن قسم شرطة في قرية بسيطة .. في مصر بعد ثورة 25 يناير!
يتكرر المشهد المنافي لكل حقوق الإنسان .. و الحيوان ! حيث يقوم الجلاد بإرغام رجل .. تحت لدع السياط .. أن يكرر عبارات حَسِب أنها تمسُّ رجولة الآخير ، ولكنها دون أن يدري فتكت برجولته هو .. وإنسانيته .. وحيوانيته .. لتتركه في أرذل المراتب قُرب مكبّات النفايات أو أقل.
ظن العالم .. وظننا نحن قبلهم .. أننا قمنا بثورة حقيقية نكاد نقطِف ثمارها
جرفنا الخيال في سلسلة إنتخابات حالِمة توقعنا أننا نُدلي فيها بصوتا ليؤخذ به ، وأننا بالفعل ستُصان كرامتنا في بلدنا التي لأول مرة تختار قادتها.
إلا أن الوضع لم يكن أكثر من تطبيق لكلمة مبارك الشهيرة " خليهم يتسلوا"
هل قامت ثورة ؟ "خليهم يتسلوا" واجعلهم يؤمنون أنها تنجح ! ثم بمسرح عرائسك، وطبقة الجرذان المُجنَّدة لخدمتك ستؤدي باقي المهام .. وتقلب الطاولة، وتجرف البلاد مجددا في بالوعة صرف لم يكن في 25 يناير سوى أنهم رفعوا غطائها فقط! وبذلك تظل مقاليد الأمور والعباد رهن شارتك كما كانت أبدا !
من ينظر مليّا سيجِزم أنه هو نفسه جلاد مبارك، الذي يُلهِب ظهورنا الآن بسياطه في تكرُّر سافِر لسياسة الكرباج ! ذاتها المنظومة الفاسدة، وحانوتيه الداخلية والبلطجية، والمومياوات المُديرة لشئون البلاد. لم يتغير شيء، فقط صار العُهر جليّا الآن وأكثر تبجُّحًا، وهذا طبيعي نظرا إلى أنه قد أخذ ( تفويضا !! ) بذلك.
المُقلِق في الأمر ليس الأعظم المخفي خلف الأسوار والذي لم تطاله أعيننا بعد، وليس في الجلاد الذي صار مدعومًا بقوة أكبر لممارسة ساديته عَلَناً .. وليس فينا نحن، المحسوبون على الثورة، فنحن نعلم أنه طريق طويل وعهدنا قطعه إلى آخره.
المُقلِق هي تلك الطبقة من "الشعب" التي تشاهد كل هذا الظُلم وتُصفِّق، ولا مانِع لديها بعد أن تفرغ من مشاهدة فيلم تعذيب جديد لرجل -أو حتى إمرأة- على يد رجال العسكر والداخلية، أن تُحضِّر طبقا من الفُشار وتتناوله في نهم شديد وهي تتابع أوبريت تسلم الأيادي.
وبعد إنتهاء الأوبريت، وطبق الفُشار، لن يتبقى شيء في ذاكرتها من صرخات الرجل المُعذَّب تحت ويلات الكرابيج، ولا من السبّ والقذف وما ياتُرى تحمله تلك النفسية السادية من أمراض لتُجبِر أحدهم على ترديد هكذا ألفاظ.
سيطفو فقط بذهنها سؤال إرتأته أهم وأصبح قضية الساعة التي تستدعي الإنتباه : " تُرى أي محطة فضائية ستبُث 'البرنامج' بعد CBC"
- See more at: http://www.rassd.com/5-74949.htm#sthash.EHTWi33w.dpuf
في مشهدٍ قد يُذكَرُك بالفيلم الملحمي "إحنا بتوع الأتوبيس" .. حين ترى جلادا وسجين عَثِر الحظ في غرفةٍ مُغلقة، يطلب منه الجلاد رغم الضربات المتتالية أن يقول عبارات "مُهينة" إلى أبعد حد وهو يؤدي خطوة "محلَّك سِر"
لا .. أنا لا أتحدث عن سجون حُقبة عبد الناصر، ولا أقصد أيضا السادات أو مبارك .. رغم تكرر المشهد تحت يدي كليهما
ولكني أتحدث عن قسم شرطة في قرية بسيطة .. في مصر بعد ثورة 25 يناير!
يتكرر المشهد المنافي لكل حقوق الإنسان .. و الحيوان ! حيث يقوم الجلاد بإرغام رجل .. تحت لدع السياط .. أن يكرر عبارات حَسِب أنها تمسُّ رجولة الآخير ، ولكنها دون أن يدري فتكت برجولته هو .. وإنسانيته .. وحيوانيته .. لتتركه في أرذل المراتب قُرب مكبّات النفايات أو أقل.
ظن العالم .. وظننا نحن قبلهم .. أننا قمنا بثورة حقيقية نكاد نقطِف ثمارها
جرفنا الخيال في سلسلة إنتخابات حالِمة توقعنا أننا نُدلي فيها بصوتا ليؤخذ به ، وأننا بالفعل ستُصان كرامتنا في بلدنا التي لأول مرة تختار قادتها.
إلا أن الوضع لم يكن أكثر من تطبيق لكلمة مبارك الشهيرة " خليهم يتسلوا"
هل قامت ثورة ؟ "خليهم يتسلوا" واجعلهم يؤمنون أنها تنجح ! ثم بمسرح عرائسك، وطبقة الجرذان المُجنَّدة لخدمتك ستؤدي باقي المهام .. وتقلب الطاولة، وتجرف البلاد مجددا في بالوعة صرف لم يكن في 25 يناير سوى أنهم رفعوا غطائها فقط! وبذلك تظل مقاليد الأمور والعباد رهن شارتك كما كانت أبدا !
من ينظر مليّا سيجِزم أنه هو نفسه جلاد مبارك، الذي يُلهِب ظهورنا الآن بسياطه في تكرُّر سافِر لسياسة الكرباج ! ذاتها المنظومة الفاسدة، وحانوتيه الداخلية والبلطجية، والمومياوات المُديرة لشئون البلاد. لم يتغير شيء، فقط صار العُهر جليّا الآن وأكثر تبجُّحًا، وهذا طبيعي نظرا إلى أنه قد أخذ ( تفويضا !! ) بذلك.
المُقلِق في الأمر ليس الأعظم المخفي خلف الأسوار والذي لم تطاله أعيننا بعد، وليس في الجلاد الذي صار مدعومًا بقوة أكبر لممارسة ساديته عَلَناً .. وليس فينا نحن، المحسوبون على الثورة، فنحن نعلم أنه طريق طويل وعهدنا قطعه إلى آخره.
المُقلِق هي تلك الطبقة من "الشعب" التي تشاهد كل هذا الظُلم وتُصفِّق، ولا مانِع لديها بعد أن تفرغ من مشاهدة فيلم تعذيب جديد لرجل -أو حتى إمرأة- على يد رجال العسكر والداخلية، أن تُحضِّر طبقا من الفُشار وتتناوله في نهم شديد وهي تتابع أوبريت تسلم الأيادي.
وبعد إنتهاء الأوبريت، وطبق الفُشار، لن يتبقى شيء في ذاكرتها من صرخات الرجل المُعذَّب تحت ويلات الكرابيج، ولا من السبّ والقذف وما ياتُرى تحمله تلك النفسية السادية من أمراض لتُجبِر أحدهم على ترديد هكذا ألفاظ.
سيطفو فقط بذهنها سؤال إرتأته أهم وأصبح قضية الساعة التي تستدعي الإنتباه : " تُرى أي محطة فضائية ستبُث 'البرنامج' بعد CBC"
- See more at: http://www.rassd.com/5-74949.htm#sthash.EHTWi33w.dpuf

16‏/10‏/2013

غــُـربـــاء




بِقَدرِ ما يُجافيني الوَطَن..
أراك
بَينُ بَين
لا أنت هُنا أو هُناك

بِقدَر ما يُؤرِقُني وَجَعُ الوَطَن
يؤرِقُني سَلامُ قُربِكَ المَنقوص
والتَربيتُ المُؤجَّل
والكَلِماتُ المُتَجَمِّدة علىَ أطرافِ الحَديث

ألَيسَ فينا أن نُحقِّق ما يَنبِضُ به القلب.. ونَنفَجِر ؟

ألا يُمكِنُ أَن أُحِبُّ بِلادي الخائِنة حدَّ المَوت
وأُحِبُّك ؟!

ألَيسَ لِي
أَن أُقتَل .. وتُستَباح حُرمةُ جُثَّتي
ثم أوصي في رِسَالَتي الآخيرة بأهلِ بِلادي .. قَتَلتي .. خَيرًا ؟

ألا يُمكِن أن تَعفينا الأقدارُ
من وجوهٍ مُسفِرة ضاحكة .. تنظر للأحمر القاني المنهمر أبدا على الأرض .. بإستِهتارٍ خسيس؟
وتَرقُص التانجو بخلاعةٍ ليل نهار .. ضارِبةً الأرضُ المخضّبة بِكَعبِ أحذِيَتِها .. لِيَصِلُ رَزازُ الأحمرُ إلىَ السماء

ألا يُمكِنُ أن أتخَلَّىَ عن صورة الوَطن المُفترضة في مُخيّلتي ..
وأتخلَّى عن حِميَتي
وإنكِساري
وخَيبةُ أَمَلي
ولو قَليلا ..
لأرى هذا الدَميمُ .. شَريكَ الوَطن .. أقلّ قُبحا
فأستَسِيغُ صُحبَته ؟

ألا يُمكِن أن تَقتَلِعُ جُذوري من هَذهِ البِلادُ المُلوَّثةُ تُربَتُها
وتُنبِتُني في مِعصَمِك ؟
وتبرئني من وجع التوجُّع بالمكان

نحنُ نبكي .. ونُصلّي

*يوم يَلهو ويُغنّي الآخَرون


قُل لي آخرا
كيف السَبيل إلى كِفاحٍ مَرير ..طَويلَ الأَمَد.. لا يُخيِّبه يَأس
وغُربة الروحِ والأرضِ تَجتَمِعان !!


..
أحتاجُك هنا
الآن

_____________

*
قصيدة غرباء لسميع القاسم

01‏/10‏/2013

لن يدهسوا أحلامنا !


دهست الجرّافة .. فرع زينة أحمر ورجل نازف....
دهست الجرافة .. صورة رئيس مُخضّبة .. وإمرأة تعثّرت في طرف جلبابها

دهست الجرافة .. قطعة حلوى كان الصغير يدّخرها ليوم نصر
دهست الجرّافة .. قلب شابٍ كان للتو بدأ ينبض بالعشق

دهست الجرافة .. حلم كهلٍ بدء يؤمن أن الأحلام ممكنة
دهست الجرافة .. سماعات طبيب كفّنه المصابين على عجل

دهست الجرافة .. قماش الخيمة الأزرق، ووشاح الفتاة الزهري
دهست الجرافة ..الولد الذي ظن الله ليس براضٍ عنه بما يكفي لينال الشهادة

دهست الجرافة .. صوت ردد مليّا هي لله هي لله

دهست الجرافة .. سارينة مدرعات المستذئبين .. ودهست نفسها
لن تدهسنا كلّنا .. ولن تدهس الصورة والشهادة الكاملة لما حدث..

ولم ولن تدهس أحلامنا بوطن حُرّ !!

01‏/09‏/2013

قتلوا الضنا ...




قتلوا الضنا قدام عينيكي في الميدان
يا حزنك اللي غمر وطن متهان

"الله أكبر" بصوتك زلزلت أرضك
خلت عساكر غُشم يحبّوا على يدِّك

سامحينا يامّة الظلم مش قدّك
ولا قد دعوتك واثقة في قصاص رحمَن

مين اللي قال صوتك خلاص إنكتم
بقتل الوليد قلبك إنكسر وانهزم
مين اللي قال سندك خلاص إنعدم
وخطوتك قِوّة .. بترج ألف ميدان

دم الشهيد يامّة يحنّي كل جبين
سايل على خدودك بدل دموع العين
بيعلنها للي انهزم .. كلنا صامدين
لِموا الحواشي وفتّحوا الزنازين
اللي قتل إبني سفّ التراب مـ الندم

خبّط بإيد العزم على كل حيطة وحجر
لا عمره فاز فرعون ولا هامان إنتصر
دة هي ساعة ظلم .. عقاربها بتنكسر
من قبل حتى مايتهنّى بيها الملاعين

28‏/08‏/2013

وجـــــهي .. جنسـيــَّــتي !


يا صغيري .. أنا لستُ بـ خرّاصة أو غجرية..
ولست طاعنة في العُمر كما قد يُخيّلُ لك..

هذه التجاعيد .. جنسيتي !
هي وطنك المرسوم في ملامحي ..
.. كما لم ولن تراه في خرائطكم المدرسيّة

هي محطاتٍ مررنا بها قبل أن تأذن لك السماء بالبكاء
.. أو الإكتفاء
.. والإدعاء !


هي عتبات
.. مازلنا لم نتخط عتباتها بعد !

لو ترى يا صغيري
.. الذكريات
لو تشتم الزخم
لو تتذوق مرار سُكَّر الحكاية
لفهمت ما أعنيه...

لو سمعت تكبيرات الجموع
و الضحكات..
والأغنيات
وفرحة المتزوجون الجُدد
و وطنية الذين ضاقوا ذرعا بالقضايا الفارغة
وصمودُ أُمٍ فقدت فلذه كبدها

لو رأيت العرق
والبكاء
والدعاء
و الإبتهال

والمُعتصم
الذي شقّت صرخاته الوليدة سماء الميدان
مُعلنة عن مُعتصم جديد

لو رأيت الله في الوجوه الآمنة
لو تخضّب جبينك بالسجود والأمل
وشاركت جارك في خيمته

لو كنت هناك..
ورأيت .. وحييت ..وبكيت
وتحنّت يداك بالدماء الصامدة

لما انطفأت أنوار الميدان في عينيك
لما صمتت منصاتها عن خيالك
لما توقفت عن ترديد الأذكار خلف شيخها!

يا صغيري
ليست الحكاية حكايةُ مكانٍ أو زمان
بل هو نبضٌ للتو عرف معنى الأمان

ياصغيري
ليس تلك التي حول عيناي .. تجاعيد كِبَر
بل هي الذكرى

النابضة أبدًا ماحيينا !

26‏/08‏/2013

ثُـر ..واقترب


حينما أرى وجعك يفيض على أرضٍ
كان لنا فوق رمادها حياة
أنكسر
لا لشيء
سوى لعجزي عن احتضان قلبك والتربيت عليه

أبكي
لا لشيء
سوى لأنني لا أقدر على إمساك يدك
لأُطمئنك أنه لا بأس ..هوِّن عليك

عزيزي أنت..

سيولد من الطلل ..
جناح طير أخضر
يحمل الحق عاليا
فيراه القاصي والداني

لا عليك..
كفكف دمعك
وابتسم

فما عيشنا لهذه الأيام الصعاب
سوى إمتحان
وما رؤيتنا لهذه الأحداث الجسام
سوى درس
وما فقدنا لكل هؤلاء الأحباب
سوى شفاعة

عزيزي أنت...
لو تدري ما بي من خوف
لما صرّحت عما بك

لو تدري أنني..
أختصرهم جميعا ..فيك وحدك
لما اقتربت من الموت خطوة واحدة
رأفة بقلبي..

لو تدري أن هدوئي هشّ
وأنني أجهش
كل ليلة من الحاجة للتربيت
لما ابتعدت

لكن وربي....
كل هذا عليّ بهيّن
حين أنتبه
لمنزلتنا عند الرحمن
كوننا أنا وأنت ..
هنا..الآن !
في هذا الجزء من المعادلة

يطمئن قلبي..
وأهدأ
وأودِعك له

فقط...
إطمئن واحتسب
وأكمل خطاك الواثقة

وقبل هذا...
اقترب!

24‏/08‏/2013

إلى الحيّ..



لن أقول كان
ولن أصيغ عباراتي بالماضي في حضرتك
فأنت باقٍ
حيّ
ما بقى على الأرض بشر
ما بقى في السماوات عدل

رافعًا يدك
رأيتك للمرة الأولى
بـ شارات النصر تهتف
بعزم الصمود وثباته
لا تهاب
لم تهاب
لن تهاب

جمعنا ميدان
وخيمة
وزجاجة عصير في أحد الإفطارات

حكيت لي
رغم صداقتنا اليافعة
عنها
وعن الاسم الذي تودّ أن تنجبه منها
وعن حال البلاد الذي سيتنعم فيه أولادك
كنت ابتسم مجاملا
كنت أراك مشرقا عن الحد الذي تسعه سماء هذا الوطن

وقد كان
فقد هابوا نورك
ارتعبوا من تكبيراتك التي كسرت نباح رصاصاتهم

خافوك
وأذلّتهم حريتك
قتلتهم نظراتك قبل أن تطالك بندقياتهم

 
اوصيتني
بكلمة واحدة
رأيتها في وجهك
أن استمر

تخضّبت الأرض بك
تطهرت يدي بدمائك
  آمنت
وأسلمت من جديد
حين رأيت الله في ثغرك المبتسم


باقون على العهد يا رفيق
فأنى لي العيش الآن ووطني تنقصه .. الحرية
والصديق

04‏/08‏/2013

حتى تكتمل قصتنا .. والوطن..



تُرى
هل لو كانت بلادنا لنا .. على طبق من ذهب
بلا حروب
بلا دماء
بلا دمع

واكتفينا بالدعاء لنا
لا بالنصرة
لا بفرج
لا بأن يخرجنا الله من الكربة
لا بأن يكفكف الله وجعنا
لا بأن يرحم الله الشهيد .. ويصبر أهله
ويلحقنا به على خير

هل كنا
بأن ندعي لنا في كل هذا الوقت بدلا ؟
وأن يديم الله حبنا في رخاء أوطاننا ؟

هل كان حالنا ليختلف حينها ؟

هل كانت قلوبنا تتسع لمزيد ؟

هل كنت لأشعر بمزيد من الخِفّة والتفاؤل ؟
هل كان الراحلون ليبقوا الآن .. ويحضروا زفافنا ؟

كيف نمضي بحبنا ونحن منهكين إلى هذا الحد ؟
كيف نعافر ؟
و نستعيد حرارة الوصل ؟
ونفرح بالقرب ؟
وكل ما يدور بأذهاننا الآن هو الإكتفاء بمعرفة أن كلانا بخير ولم يزل حيا
ولم تقتله رصاصات الجبناء بعد ؟!

يا عزيزي لقد شبنا
حين ترى شعري لأول مرة لن تراه فاحما كما وصفته لك
وقد تجد بضع كسراتٍ حول عيني من البكاء والسهر

وأنا لن ألتفت لإنحنائة ظهرك
وسأدّعي بأنني لم ألحظها
وسأخبرك بأنك أكثر جاذبية بالشعر الرمادي !

ياعزيزي
لا تفكِّر .. كما فعلت انا
بان العقد الثاني .. والثالث من العُمر هو أزهي سنوات الشباب .. والإنطلاق
كي لا يخيب ظنُّك

فنحن مازلنا بعد .. نحاول ان يُسمع صوتنا
مازلنا بعد .. نريد ان نحيا
 نريد ان لا نُقتل أو نُعذَّب أو يتم اهانتنا بسبب كلماتنا
مازلنا نخطو أول أبجديات الحياة والخطو حرًا

لن أضمّ وجهك بين كفّي مرة دون أن أفكِّر بأنني أذرفك للوطن كي لا تُـقَـتَّــل الأجيال القادمة بسبب تقاعسنا
لن أحبك حد السُكْر .. كي لا ننسى .. فيلعننا الأحفاد بأننا كنّا هواة في رسم حرّياتهم كما نلعن نحن آبائنا !

سيكون كل شيء منقوصا
وإن كان حُبنا.. الفتيل
وإن كانت صورة أبنائنا.. الفتيل
وإن كانت شيبتنا معا بعد عمر طويل مزدهر.. هي الفتيل

لن يكتمل أي شيء بلا وطنٍ
يئوي الأحلام ويحافظ عليها الا تُهشَّم على اول صخرة قمع تلقاها


كل شيء لن يكتمل
حتى يكتمل الوطن
..

22‏/07‏/2013

ارسل لنا كفافنا ...



حين تكبُر
وتتعلم
ويتسع عقلك ليستوعب جنبات أخرى أكثر قُبحا في الحياة
ثم تروِّض هذا الجزء المُصاب بالهلع في عقلك تجاه الأمور
وتهدأ
وتطمئن لطرفك الإصطناعي الشعوري الجديد
وتتعايش كما يجب

ثم...
تُطالَب بأن تكون "كأن شيئا لم يكن" فيك من وجع
كأنك لم تقابل أرقا مزمنا ...
لم تبكِ نفسك حتى النوم مرارا
لم تتخبط وتدمي جسدك من فرط التيه .. والهيام بلا هُدى
لم تعانِ

وإن عانيت
داوي جُرحك الآن
وعُد وديعا
مطمئنا
سالما
معافً تماما من ندوبك
لأنه يريد أن يستعيدك الآن

عبث
هزل
إرتباك ...
وأبعد!
......
...

أحملِق مرارا في صورته
أتملّى وجهه
علّه بعد أن عاد .. يعود

أناديه
وإن إقترب أفِرّ هاربة
مرتعبة منه .. ومني الجديدة !

كلما بسطت يدي
اهتاجت مضاداتي المناعية عليّ
وبّختني
وإن إستدعى الأمر .. حبستني في أحلك غرف عقلي ظُلمةً
وجلدتني ... !

...
بعد عناء
تمكنت من بناء الجدار
لأتقوى به
أستظل به بعد أن فاق وجع الروح مدى السماء
وفور أن إستأنست وجودي في العراء
اُنادىَ
وأُطلَب
ويُبكىَ رحيلي .. وتُستَهجَن قوّتي

لماذا الآن .. ؟
..
وجاء الجواب ناقصا
هشّا
غير مكتمل

...
وأنا أمقت أنصاف الحالات
.. والإنتظار
وصرت أكثر تطلُّبا / خوفا .. ورغبةً في مزيدٍ يئوي
.. يُعتَمَد عليه كفافا دائما
لا ينقطع !

18‏/07‏/2013

عن الخبز والأنوثة !






القدرة على أن تصنع بمزيج متواضع من " لبن ودقيق وبيضتان " خبزة لذيذة
هي من أسمى مراتب الخَلق التي منحها الله لبني البشر
بعد الإنجاب !

لا استفهام إذن عن كيف كانت سيدات الريف في الزمن السحيق
واللاتي لم يكنّ يعرفن عن أنوثة هذا العصر الهشّة شيئا .. كنّ حواء في أبهي صورها
يكفيها فخرا أنها صنعت لأهل البيت .. فتيل الربيع العربي ومغزاه

الخبز
وما أدراك ما الخبز في أوطاننا !


تأكد عزيزي .. أنه لولا رضا الأنثى عنك
لما ابتدعت كل تلك الحلوى المخبوزة المسكرة لتهاديك بها في عيد مولدك
أي نعم سترى أنها تأكلها ..
و غالبا وحدها!
ولكن هذا لا يزيدها إلا كمالا في المشهد

صانعة الدوناتس  .. وآكلتها !
..


لا أن تملِّسي شعرك
.. لا أن تموجيه
العطور
الحُليّ
أحمر الشفاه

بلا .. مخبوزة من صنع يداكِ
لا تكتمل الأنوثة !

02‏/07‏/2013

حمام ساخن للسلام عالمي




ثم دع الهراءات المتراكمة تنزل مع رغوة غسول شعرك
وبالماء الساخن .. وخَدَر اطرافك من الحرارة
تبرأ شيئا فشيئا من وجع ندوبك الغائرة

..
إلعن
وكسِّر
وهشٍّم
في خيالك .. كل العوامل والأسباب
واستجمع الشجاعة الكاملة .. والكره الكافي
لتقتل كل الشخصيات السياسية التي تنخر في وطنك المنتشي بحريته المفاجئة !
وكل الشخصيات الهلامية التي طرأت على حياتك ثم اختفت لأي سبب كان

مكِّن نفسك من كل الحلول
واخلق المعاهدات والوسائط الأمثل لدرء الأزمات
ثم حقق السلام العالمي الذي تحلم به !!

 هنا فقط عليك أن تدرك كليا .. وبكل حواسك المسترخية
.. أن الإحباط والخزلان قد بلغا منك عتيّا ..
 

ولكن لك كامل الحق في التبسُّم .. وتسريب حالة من الرضا الغير مبرر لقلبك  ..  فقد أخذت حماما ساخنا فعّال
على أن تستعد نفسيا على خسران كل ما حققت من انتصارات
ما أن يبرد بخار حمّامك عن تلك المرآة التي تحملق فيها الآن بأسىً وأمل بالغين

وما أن يستعيد جسدك حرارته السمجة
.. كسماجة الأحداث .. والأيام المتتالية !

01‏/07‏/2013

لا شيئيات حتمية ..




أتعلم شيئا ؟
كانت المشكلة في إهدائك الذي طلبت أن تكتبه لي على الكتاب
الكتاب الذي كان اول هداياك لي
الإهداء الذي جاء بصيغةٍ ماضية
" إهداء إلى التي أحببت ... "
ومن هنا جاءت اللعنة
وداهمتنا حتى فتكت بنا ! وبكل ما كان !

تراودني الفكرة تماما .. في اللحظات الأكثر نسيانا
ماذا لو كنت كتبتها بصيغة المضارع ؟ أين كنا الآن ؟
..
أو علّها كانت نهاية حتمية في كل الأحوال !
..

..
الرسمة التي بدأتها .. بعبثية أشكالها الهندسية  .. ليست بخير
.. مربعاتها تتحرك
وتشكِّل مثلثات مدببة تُخيفني !
حتى أن ألوانها الباهتة تتحرك كما لو كانت تتنفس ..

أتعلم
لقد تخطيتك تماما
بدات ألتقط الصور وأضحك اللحظات .. وأبكي الأموات لا أبكيك
كان أتفه ما فعلت يوما هو الحزن
ترى ؟

قابلت من حمل اسمك!
وتعودت على ذكر الاسم دون أن ينقبض قلبي بلا سبب واضح
ووعد بتعليمي فن الأرابيسك
ولكنه أختفى كذلك !

الحياة تأكلنا
والموسيقى ليست صاخبة كفاية لتغطي الضجيج
وأنا متعبة .. انام كثيرا
وأسهر كثيرا

وزئبقيتي مرتفعة تجاة الأشياء والأشخاصوحاجتي للشمس أصبحت مرضية
واشتهى الحلوى غالب الوقت مؤخرا

ولكني تجاوزتك.. أكاد أجزم وأبصم
لدرجة بدأت تخيفني في الواقع !

لكنها تدغدغ ....... وأنا لم أتوقع ذلك !

21‏/06‏/2013

رواية جديدة ...


ثم اقطف لي قصيدتين عن القمر ..
وصغ بهما خاتما يلفّ إصبعي
يرمز لأبدية خفيفة .. شفيفة .. ملئى بالأمل

لا توقف همسات الليل
لا توقف التربيت
فأنا ليلا .. احتاج قلبا يلفّني
ينفض ظلامات المساء عن خاصرتي
لا يبتعد

سأسكب لك كأس ماء
ونشاهد غروب شمس وشروقها .. متتابعين
وبموسيقى قلبينا .. وروح الله
نضمد قلبينا
نداويهما تماما

ونبدأ سويا
من أول أعتاب العمر
...

أتأمل وجهك .. والتفاصيل
فلا اجد سوى ملامح حلمي الذي حسبت انتهى
تبتسم لي ..
وتتنهّد

17‏/06‏/2013

عايزة ...




عايزة أحكي من غير ما أبوح
من غير ماخش في تفاصيل وأسئلة وتوضيح
ومن غير مالاقي مافيش حد بيسمع

عايزة ابكي من غير دموع
من غير حزن
من غير ما حس بالقهر فايض مني

عايزة أضحك
من غير ماحس بذنب ناحية كل حاجة بقت غلط وانتهت غلط

عايزة اتنفس بقلبي
مش حركة ميكانيكية لا إرادية
واحس بالحياة نابضة فيا بجد

عايزة الشمس تفضل طول الوقت لمساني
من غير ماتغرب لحظة واحدة عن روحي
ولو غربت عن الكون
تطلع من جوايا .. مني
تشرق .. وتساع دفا لكل البشر

عايزة أنسى كل حاجة فاتت
عايزة أقدر افتكر كل حاجة فاتت من غير ماقلبي يتوجع

عايزة أجرب
وأفشل عادي
من غير ماحسها نهاية العالم
من غير ما أخسر جزء مني في كل خسارة

عايزة أكسبني
أصاحبني
أعمل الحاجة اللي تفرحني على المدى البعيد
عايزاني جنبي

عايزة أبطّل أكره كل حاجة مابحبهاش
عايزة يبقى عندي احساس عادي .. لا هو اقصى شرق ولا اقصى غرب
عايزة ماتمسكش بحاجات فانية

عايزة أروح الجنة
عايزة ربنا يحبني وينور وشي زي الناس الملائكية اللي بشوفها

عايزة ابقى قوية
حتى في ضعفي

عايزة أبقى ايجابية ومافقدش عزيمتي ابدا
عايزة أبقى أقوى من الإحباط والإكتئاب

عايزة أخلّي كل حد يعرفني يتعلم حاجة
يضحك من قلبه بسببي
أنوّر له جزء من طريقه في الدنيا
..

عايزة أسمع الكلام دة كله.. أنفّذه .. واحطّه حلقة في وداني !!!

09‏/06‏/2013

نهاية


ثم أنه ... ليس الرصاص فقط
أوالسقوط من على برج شاهق
أوالإختناق من حريق نشب في البيت
أو الغرق
أو سرطان ينهش عظامك قبل لحمك

ليست تلك وحدها أسباب الوفاة

لديك الفراق مثلا!

08‏/06‏/2013

عطرٌ ثقيل






يُغشِي عيناي الزخم
زخم حُلمٍ جَمَع كُل أضغاث الحياة

فاق بحالاتِه إدراكي
حتى صحوت كمن للتو انقشعت عنه إغمائه الموتي
... المُتشبّثين بالحياة

لا اسم لي هُناك .. ولا أرى وجهي
فقط وجه كل من نقر يوما بابي .. وكل من لم يسعفه دعاء أمه لـ مسّ أعتباتي

بقرابين روحي .. أمضي
في ردهاتٍ متداخلة .. مُظلمةٌ أركانها
...

أُسقِط من دون قصد قلادة تحمل تعريفا مختصرا عنه
وأنني خاصته إذ ما ضللت يوما الطريق

.. وأفقِد رمش ..
وكتاب
.. كان أول هدية أهدانيها في ذكرى مولدي

..
لا أعي ماذا يجب
كل ما أراه هو ندمٌ جليّ أنني لم أنتبه !

..

أبكي
أبكي
وأبحث في طريق الماضي
وفي الأمس
..

فلا أجد .. سوى أرض تبتعد شيئا فشيئا عن قدمي
وإسم لا يحبني
ووجه مزركش بالحزن يرتدي عطرا ثقيلا على القلب والهواء

..

أتوسّد الأنقاض .. علّني أهدأ
.. فيصير صمتي جنائزيا ينتظر لحظات اشتياقٍ ليعلن إندلاعه!
..
أتصبب عرقا
أرتجف
وأمسح رماد عن جبيني بظهر كفّي
تراب فراق مُفاجيء  .. أو علّه مؤقت
.. مُعدٌّ له منذ اللقاء الأول
والكلمة الأولى
والإعتراف الأول .. والخفقة الأبدية الأولى

وأنام
لألقى حلم أكثر واقعية من غدي !

02‏/06‏/2013

بقايا...



هل سبق لك أن بلغت ذروة الحزن .. حتى شعرت أن أناملك لا تمتّ لك بـ صِلة ؟
هل لامست قدماك قاع أكبر محيط أغرقت فيه مخاوفك ...؟
وإن فعلت .. هل شعرت من فرط الإنكسار والوحدة
بالسلام والهدوء التام كم لو كنت .. وأخيرا .. تقابل ملاك الموت في أبهى حلّة له ؟

...
بدأت أرتاب في مدى صِدق حواسي ومشاعري
أما بالنسبة لعقلي .. فقد أبحر هذا القارب منذ زمن !
..
لا شيء يبدو منطقيا
والأصوات في الداخل بدأت تتعارك حول آخر قطعة يفوح منها المِنطق

إن كنت من هؤلاء .... منتبهي الإيمان دائما
لتضرعت وابتهلت وتمنيت لو أُدفَن بين صفحات القُرآن لأطمئن

ولو كنت من غير العابئين بشيء
للففت سيجارتي ماريجوانا وتناولت بضع زجاجاتٍ من أرخص أنواع الكحول وبصقت على المارّين بجانبي!

ولكني أضعف من هذا وأجبن من ذاك

فالبقايا التي أملك والمتمثلة في كُلي..... انزويَت في ركن من شرفةٍ مظلمة
ووضعت خصلة من شعري بين أسناني وانهمَرت في العويل !

ما الخطأ هنا ؟
حاولت أن أطفو فوق رأسي لأنظر من زاوية جديدة
ولكن لم أستطع إدارة الدفّة جيدا كما يبدوا .. ووجدتني سُحِبت مع التيار
ووقعت في مصرف عملاق من الدوار !

حاولت ان أدّعي الموضوعية وتقمّصت دور الآخر لأراني
فلم أجد شيئا جديدا غير الترهّات المنمّقة وبقاياي القبيحة المُتمثلة في كُلّي !

هل أخطأنا ؟
بالتأكيد
هل أنا نادمة ؟
بالتأكيد
على أي شيء تحديدا ؟
لست متأكدة!

مرآتي التي كنت أسألها عما يدور بخلدي .. تهشّمت تماما في عراكنا الآخير
ولم أعد أرى أي إجابة في صورتها التي آلت إلى قُبح مُشوه يدّعي أنه لوحة أرابيسك ليداري خيبته !

كيف يمكن أن يتشرّبك شخص إلى هذا الحد
سؤال مُعلّق !

هل أتمنى أمنية الراقدين على فراش الرحيل ؟
نعم .. كفّوا عن إضاعة وقتي بسخافات حول أمنيات فارغة لن تتحقق .. ودعوني أرحل !

هل يمكن أن أُفكِر في شيء آخر الآن ؟
...
مذاقه !!

29‏/05‏/2013


انا متسامحة تماما مع فكرة إني ماكتبتش أي حاجة جديدة هنا من حوالي إسبوعين !

فُتّكم بعافية

17‏/05‏/2013

أنا بيت


بـ كل أضدادي
وأفكاري
أنا زحمة الحواري
بـ بيوت مش مسكونة

بيوت على بابها معوّذتين
   وكف أحمر .. بقى اسود من الهَجر

بكل نعكشة روحي
أنا في ذاتي ... بيوت منسية

قماش على الكراسي والشبابيك
وكل الأقفال مصديّة

نهار أوليل .. مش فارق
نكهة التُراب مغطية
.. ملامح اليوم

ماعادش فارِق مين يستخبّى بين حيطاني
أو ينقش اسم حبيبته على جدراني

أنا زحمة البيوت
بأفكاري
وروحي هايمة على ألف باب
مليش حدود
وبوحدتي .. متأنسة

15‏/05‏/2013

دائرة مُكتمِلة







ثم حلّ على قلبِها كضوء
في عمامته البيضاء بغير سوء

لم تكن قد تغنّت بـ وِرد قرآنها بعد
ولكن السلام هبط من نافذة روحه على قلبها مُباشرةً
فـ رتّلا معا
في مِصحَفٍ واحد

ثم تتوالى
بعض مشاهد مُسرعة وأخرى لا
بعض صور باهتة وأخرى لا
بعض لحظات جليّة .. وأخرى منسية
لم يبق منها .. كزخم في الذاكرة .. سوى غمامٍ ورائحة

...
وظل
يحلّ على قلبها كضوء
في جلبابه الأبيض بغير سوء

 حتى أن الـ رَّوْحُ أسدل جفنيها
ولم يبق إلا الضوء والثغر المُبتسم يقظا حاضِرًا
لنبضين يكادا يتطابقان

وقدم في حجم جوزة .. تَركُـل
كنبض جديد

08‏/05‏/2013

لـتُضيــئني ..




و حين أَفَلْتُ
.. وانغلقت أوراقي عليّ ما أن طالتني أنامل الحزن
لم تكن أنت بالجوار .. لتُضيئني
ولا اكترثت حقا لتطرد نحلات الهواجس عني
وبقيت في القاع .. بصُحبة نفسي ..  رهن طنين النحلات المُستمر

أتعلم شيئا ..؟
  الذنب يطالني
وينسكب من كل ذرة في كياني ووجودي
لأنني في المقام الأول .. تركت حقائبي مُشرعة على كل ما تضعه أنت فيها
لأنني في المقام الأول .. أهديتُك كفّي  وأحمالُه .. وأغمضت عيناي وسط الطريق

ولأنك المُعتاد على الترحال
كعود بامبو أو ريحان .. ما أن تغرِس مشاعرك على حالٍ ما .. تغط في النوم !

أما انا
فأُعاني من الأرق
والخيال الزائد
حتى أنني تخيلتُنا تقابلنا في عصر آخر
وهتفنا معا ضد الاستعمار "ياعزيز يا عزيز كُبّة تاخد الإنجليز" !! ترى ؟
و تخيلتنا في عصرٍ مُحايد
ننام على آريكة غرفة معيشتنا رأسًا على عقب .. نرسم خيالات نورس بظلال أصابعنا


ولكن سحقا لخيالاتٍ
ترتطم على صخور واقع كان أقصى ما فيه :
" نعم لقد اكتفيت من الحديث معكِ الآن "

يا إلهي .. الحالة حقًا تعبانة ياليلى*
والكوكب .. ثم قلبي .. أصبحا مكب للترهات
!!

24‏/04‏/2013

هرمنا .. حرفيا !



مازلنا نحبو
لم تنبت لنا أرجل يافعة بعد
وتتصيدنا الهواجس
.. ونكهات الأشياء العتيقة.. اللاذعة على الذاكرة
.. والفلاش باك والديجافو .. كما لو كنا اهراماتٍ مكدسة بالموميائات !

هرمنا
ليس بنيّة قائلها التونسي الجليل
بل بلسان قلب شائب أصبح منسدلا على شرايينه حتى انقطعت أنفاسه !
هرمنا .. قبل الأوان

سيخرج لنا أحد ورديّو الرؤوس
ليخبرك أنها الخبرات / التجارب / العثرات / المشاهد التي تملأ عقلك .. لكي تصير شخص أفضل .. أقرب للسعادة والمبتغى
لتكون شخصيتك الصلبة القوية التي ستعتمد عليها لتبني حياتك وحياة من سيتشبثوا بك يوما
قد يُصيبوا في جزء من صورتهم المُختلقة
ولكن سرعان ما ستخور تماما حتى تفترش الأرض كالغبار بعد أول وأخف ارتطام!

ما أن تسمع سارينة إسعاف تذكرك بأيام الثورة الأولي حين مات من مات ورحل من رحل وأصبح يسبّك الآن من كان حينها
يتقاسمك كسرة الخبز

ستهتز حين تسمع لكنة شامية في المواصلات العامة / الجامعة / البناية التي تسكنها
وستنمزج كل تلك اللكنات الجديدة على بلادك لتمثل صورة بانورامية للحرب بمختلف صورها !

ستتصدع .. شربة واحدة .. حين ترى هدف كرة قدم على التلفاز
أو تيشيرت أحمر أو إسم مدينة كان ذكرها قديما يعني إجازة صيف على شاطيء و مكان تجاري إقتصادي جدا !

سينغرس خنجر بقلبك كلما شاهدت فتاة جامعية بحقيبة ظهر إبتسامتها مشرقة
أو إختصارا .. حين تتعثر أو تتعرف على فتاة تدعى جهاد

ستمر عليك أغنية عَنت لك شيء يوما
إسم شخص كان
مكان رأيت فيه مشهد لن يُنسى

عبارات .. كلمات .. مشاهد ومذاق ورائحة .. حتى الوجوه والصباحات
ستنطبع عليها شخصية أيام كانت وكان فيها ما كان !

و كل مرة ستبتهج فيها
وتشعر بالسلام العميق
والإنسلاخ التام عن الوجه الأكبر/الأقبح للواقع وفداحته
وبالسعادة .. المجردة في عِظَم بساطتها
ستتذكر خيانات الفرحة السابقة
وانتظر آتٍ دائما ما يحل في موعده
 !! الموعد الأبعد عن التوقع

...
كل ما في الأمر في الواقع أنه لا راحة إلا في الجنة فعلا !!

لذا لنكف عن الدجل والمراوغة والتشبّث بحبلٍ لن يصل بنا إلا إلى هاوية أمرّ
ولننهي ما جئنا لنفعله على هذا المكان الذي آل إلى رماديةٍ لا حد لكآبتها بأفعالنا
ونرحل سريعا .. غير ثِقال غير آسفين !

22‏/04‏/2013

المِلح وحده ..




ذاك الشفيف
كدمعةٍ تتغني بقصائد الراحلين

ذاك الضباب البعيد
كمعطفٍ يلُفّ قلب يرتجف

وليل منسكب
في عين لم تغف منذ قرن وعامين

والملح
الملح وحده .. يُضمِد
.....
في زحام وصخب .. نُطوىَ
ونسقط بلا دويٌ في غياهب زهرة لوتس لم تنبت بعد
...
والزهر لا يحب الملح
والملح وحده يُضمد
...

لم تعُد قلادات الغجر تُرهِب الأحلام السيئة
وصاحبة الـ "أبيَّن زين أبيَّن " إعتزلت
.. وتلاشت بين صدفاتها

والملح .. الملح وحده يُضمِد
حين تتساقط حروف الكلام المؤجل .. وتذرف بحرا من حبر
يجف فور أن يخُط حرفا

وتجف الأذرع .. وتتساقط في فصل نسيان لا يبق فيه شيءٌ من تربيت..
..
لا يبق تربيت
والتربيت وحده يُضمِد
..
وكرمة العنب
وعلية بيت الجد
والدرج السفلي ذو المفتاح
وعينها ..........
كل شيء فَقدَ لذة اكتشافه
................
فقد نامت القصائد
وفقدت الأصوات غايتها من فرط البوح والكتمان
...
قيل سؤال .. وبقي مُعلّقا على سحاباتٍ فارغة


ما اسم هذا الشيء في شِعرية اللاشيء ؟
ما اسم أن نتلاشي من فرط الكثافة
وأن نتماهي
ونذوب
 ونمطر على أسوار البرد أجسادنا قرابين علّ ربيع يأت
...
لكنه الملح..
..
والملح وحده يضمد
...

10‏/04‏/2013

محاولة إسترخاء فاشلة


ولأن التأمُّل والتفكُّر يُطمئنان
قررت المحاولة ..

أغلقت بابي عليّ
ووضعت هاتفي على وضعية الصامت

فتحت الشُرفة لتتسلل ضوضاء الطيور والشجر فتمحي بهدوئها ثرثرات عقلي

..

جلسة معتدلة مُريحة
ثم...
1
2
3
شهيـــــق
.....
...
زفيــــــر
....
شهيـــــق
......
زفيـــــر

لا تفكري في شيء
شهيــــق
.. زفيــــر
...
يلا سلااااام
... شهـــيق
..زفيــــــر
هدوووووء
ما أجمل هذا الهدوء
عليّ أن أفعل هذا الأمر كل فترة
خاصةً وأنني مرتبكة نفسيا في الآونة الآخيرة

..شهيق
زفير

ومشروعي الجامعيّ خرب تماما وعلينا إعادة تصويره
.. هل يجب أن أتصل بزهراء لأسئلها عن مقترحاتها ليوم السبت ؟
....
تبّا عليّ بمهاتفة صديقتي لتعزيتها في عمّها ؟
.. هل أرسلت المطلوب للجمعية ؟

شهيق زفير شهيق زفير !!
آخّ! فيديو زوايا التصوير لم أنتهي من منتجته بعد
ترى هل يمكنني أن استخدم برنامج الموفي ميكر دون أن يلحظ الدكتور؟؟
...
عليّ أن أتسلَّم معطفي من المغسلة
 أشعر بالحر وقدماي باردة !
.. شهيق .. زفير ..شهيق !!
..
وجه قطنا الجديد " ميخا" يذكِّرني بلاعبي المصارعة الصينيين العمالقة
..
شهيق .. زفير !
ترى هل اتصل عليّ أحد ؟
يبدو وأنني جالسة هنا منذ مايقارب الساعة أو ماشابه ؟
حتما هناك شخص يتصل .. الآن
هل يجب أن أذهب لأرى الهاتف ؟
..
شهيق زفير شهيق زفير شهيق وفير !!

اللعنة على التأمل والإسترخاء وسنينهم!
هقوم أعمل لي حاجة أكلها !

06‏/04‏/2013

جهاد



وجهك لا يفارقني
ولا تفارقني التخيُّلات إذا ما كنت قد منحتك مثلما منحتني
ولا يتركني التأنيب والندم ....

كانت إبتسامتكِ مُشعِّة
بكل ما تحتويه الكلمة من معنى
وكنت أتعامل معكِ .. بحكم السن .. على أنني أكبرها
رغم أنكِ أكبر صغيرة رأيت !

لم أخبرك من قبل كم أحبك ..
في الواقع لم أدرِ أنني أحبك بهذا القدر  إلا حين رأيت يوم الإثنين الماض عبارة : " جهاد موسى ؟ إنتِ بجد موتتي؟ "

إنتُزِع قلبي من محجره !
...
أتعلمين أنني أتوق لحضنك حتى تهدهديني كما لو كنتِ أمي؟
أراكِ أمًا يا جهاد
وأراني غاية في الضآلة والتفاهة
...

جهاد ..
أبكي دما أنني لم أخبركِ برأيي في آخر ما كتبتيه رغم الإشارة التي كنتِ تختصينني بها في كل كتاباتك
أبكي دما يا جهاد
لا أدرى لِمَ كنتِ ترينني بهذه الأهمية ؟!
ألا ترين كم أنا صغيرة بجوارك ؟؟؟؟
لِمَ كان سيهمك رأيي بهذا القدر ؟
من أنا ؟
أنا الغبية التي لم تجد بضع دقائق لتقرأ ما كتبتِ وأشرتي لي به !!
والتي ضنّت ببعض التعليقات التي كانت لتزيد عدد بسماتك في هذه الدنيا !!
والتي استعجلت الرحيل حين إلتقتك مصادفة بمعرض الكتاب !!
...
جهاد..
سلامٌ عليكِ يافتاة
سامحيني
..

05‏/04‏/2013

عن الهشاشة....



لك أن تتخيل مدى رداءة الفكرة !
أن تصحوا كل يوم على وجه جديد من وجوهك المتعددة

بقلب وَجِل .. أستيقظ ويديّ على قلبي
هل يكون مِزاجي اليوم كافِرٌ أم مؤمن ؟
لا مقوِّمات
ولا قوانين تُعدِّل الدفة إذا ما احتاجت التعديل
الإعتماد كله على مدى تشرُّبي لأشعة الشمس اليوم السابق
ومدى كثافة وجه كوب القهوة الذي أصنعه فقط لإكتمال المشهد الكليشيه لتعديل المزاج
..
تقول بعض الدراسات ..  والتي تمنعني مزاجيتي الكسولة عن التحقق من مدى صحتها .. أن للشمس على الأنثى أثر
وانا أقول.. الأحلام هامة جدا
....
الأضغاث .. والفوضى العارمة
والوجوه الراحلة المُطلة للتحية .. والموسيقى الغير مسموعة والظاهرة الأثر
الوجوه
الوجوه مرعبة !
...
..
حتى وإن إحتجبت عن الكوكب لوهلة
لن تفرّ من أحلامك
ومن صوت نهر فرجينيا وولف حين احتضنها
آه يافرجينيا كم أود........
..
......
أتعلمين أنكِ هشّة من فرط الجمال لا التعب النفسي
أخبرني أحدهم أن الهشاشة من علامات الجمال .. وأن تظهر عروقك من أسفل جلدك الشفيف الناصع
وأن يظهر بعض التعب على ملامحك...

قد يكون لهذا السبب لا أضع المساحيق
أستمتع بجلدي البخيل في تغطيتي .. وفي وجهي المُتعب ذائما بقدر ما ألعنه
___
_
..

كيف يُمكن ألا أكون مُتأثِرة ..؟
خِصال الشخصية ..مهما أخبروك.. متأثرة إن لم يكن بالعوامل الواقعة عليها .. تكون بالشخصيات المُحيطة
وأنا اود لو أكون شئيا جديدا تخطى ملامح الأشياء والأشخاص والكون
كائن فضائي ربما
كائن جديد

سأشبه كمنجة !!
.. لها عيون رمادية وسيقان
وشاربيّ قطة كانت تموء من فرط الشغف بالقفز عن أسطح البنايات الشاهقة !
وسيكو جلدي عبارة عن ألوان طيف .. وربما بعض الصدف وزهور الصبار
سأكون جميلة
وأجمل ..

بـ قبحي
و أضدادي المبعثرة كالنمش على وجنتيّ
وسأشبه موسيقى فيلم Seven Pounds !

لا شيئيات أخرى ....



عن الزخم.. والغبار..
.. والهوى .... المُتلاشي بين طيات التبسُّم والإرتجاف

أفقد أطراف الحديث
وأفقد ذاتي بين ردهات أفعوانية أنا صممت جدرانها بداخلي
كلما خطوت .. وكلما رأيت .. وكلما تنفست

وكلما أغمضت جفنا
.. انسابت مشاهد الأبيض والأسود حتى احتلت مكان الدمع
ورتلّت جنيّة الدوار .. مقطوعتها عليّ
إلى أن تنساب الخصائل الندية على الجبين

أتدثَّر بموسيقاها الخفيّة .. فتزيد حميّة الشجن
ويلوح الوجه البعيد .. اليابس من كل شيء
.. والمنهمر بين يدي كقطعة ثلج منفرطة إذا ما سكن

إخلع عباءة الإدعاء عنك
ونم على رُكبتيّ حتى الحلم
علّني بهدهدتك .. أطمئن
.....
....
..
حد الثمالة .. افتقد
افتقد الهواء
وكوني ابوح كلما ملأني الكلام
وافتقد الوجوه الصديقة
والعاشِقة
والآخرى التي تتأملني في صمت
..
أفتقد

26‏/03‏/2013

أين الحلوى أيها الكوكب القميء !


بين دفتي كتاب أوراقه بيضاء
أحملني .. وأنسكب

لا جديد اليوم سوى موجه تُراب أحمت الكآبة الهائمة في جو غرفتي

بصمت اللامبالة .. بصمت الإهتمام المبالغ
قابلت وجوه .. وابتسمت .. صعدت درج.. تحدثت .. كتبت .. شربت سبريسو .. سمعت .. نزلت درج

يوم فارغ من كل المعاني
أو
أنا الفارغة وهكذا قابلته

لِمَ لَم أُقابل اليوم قرينتي ؟؟
لِم لَم يضربني نيزك مثلا ؟  أو تختطفني الكائنات الفضائية ؟
ملل بعدد ذرات التراب التي دخلت بعيني اليوم !


كان ارتفاع نبرتك في الحديث كفيلا لأبكي وأنفرط على أرض نفسيتي الملساء بالبرود
أريد هدية !
مفاجئة عيد ميلاد
كعكة زفاف
لقاء في مقهي ناءٍ

شيء ما يجب أن يحدث من الكوكب ليرضيني عنه
أنا في أقصى حالات الإنحدار المعنوي وأريد حلوى !!

22‏/03‏/2013

حرب الشوارع والكب كيك



أشاهد حرب شوارع على التلفاز
وامضي أمسيتي أتناول المقبّلات..

لا شيء يُعكِّر صفوي تماما .. صوت الدوي ولهيب نيران الحرب لا يصلان إلي
بينما أنا جالسة هنا بين طيات الغطاء في سريري الدافيء

أستمع لموسيقى صاخبة راقصة
وأشتهي أن أصنع بعض الـ "كب كيك" بنكهة الفانيلا والتوت!

تتوالي شرائط حمراء "عاجلة" على الشاشة أمامي
لا أبالي .. فكما قلت لكم "لا شيء يُعكِّر صفوي تماما"

كلمةٌ تسللت إلى عيني سهوا .. "مصابين"
إذن هناك من أُصيب ..... ترى من سالت دماه
لا أحاول التفكير مليّا في الأمر .. فأنا أستمع لموسيقى صاخبة ولا أعبأ سوى بـ هل يا ترى أينبغي لي أن أضع بيضة أم بيضتان في عجين الكب كيك... ؟

لا أراديا وبحكم العادة .. أنظر إلى هاتفي لأتأكد من عدم وجود مكالمات فاتتني وسط هذا الصخب النابع من حاسوبي والماليء غرفتي وأذناي

لم يتصل بي منذ الصباح ..
مممم...
أتحاشي القلق ....
وأتحاشي الضوء الأصفر المنبعث من شاشة التلفاز الصامتة والناجم عن حريق في مكان ما بعيد عن الـ هنا!

لم يتصل ... مصابين ... حريق في مكان ما
إشتباكات .. لم يتصل ...... تبا لهذه حكومة وهكذا معارضة
.. مصابين ... لم يتصل

أقفز عن سريري
وأنهمك في صناعة الـ"كب كيك"

هكذا أُبقي عقلي بعيدا عن القلق والمشهد...
أشعل الفرن ليدفأ بينما أنتهي من خلط المكونات

"ترى لمَ لم يهاتفني" ... منشغل بعمله .. نعم.. ليس للأوضاع علاقة بالأمر

أخلط الزبدة مع السكر حتى تصبح كريمية تماما.. كتلك الموسيقى الـJazz
أضيف بيضتان وفانيليا وأستمر في الخفق

هل عليّ أن أتصل لأتأكد أنه بخير .. أم أنتظر  قليلا ..؟
أمسح بيدي البيضاء من الطحين على عنقي وأزفر زفرة طويلة ممتلئة بأفكار تُربِك المعدة
لا شيء يستدعي الإرتباك .. إهدئي وركزي لى هذه الكب كيك
...أنخل الطحين و الباكينج باودر و بيكربونات الصودا و الملح
... كان مكتوب في الشريط الاحمر أن عدد المصابين في تزايد .. هلى عليّ أن أقلق ؟! ... لا .. هو بخير بإذن الله
أضع مزيج البودرة رويدا على المزيج السائل وأُقلِّب برفق
أصب الخليط في قوالب الكب كيك بملعقة الأيس كريم
وأدندن مع هذه الأغنية .. أعرف بعض من كلماتها

مسحة قرفة على كل واحدة .. ثم أضع القالب في الفرن وأخلع مريلة المطبخ التي أهداني إياها بعد آخر مشاجرة بيننا كمصالحة كوميدية بعض الشيء.....

حتما لهؤلاء المصابين زوجات/والدات .. يطبخن لهم في البيت الآن ولا يدرين ما حلّ بهم ....!
وبما أن يداي خالية من العمل الآن والكب كيك في الفرن لتُطهى
أنهمك في التفكير والتخيُّل .. ويركمج عقلي على موجاتٍ عاتية من التفكير السوداوي التشريحي للأمور

.. أستفيق على صوت منبه الفرن أن الكب كيكس اصبحت جاهزة
.. أفتح الفرن وأرى النتاج.. بيرررفكت الحمدلله
.. أضع الكريما الزهرية على كل واحدة وأضع التوت الاحمر والأسود كذلك
وما أنتهي من آخر قطعة .. أسمع صوت باب البيت ينفتح
...ثم...
"حبيبتي لقد عدت..."
أبتسم ساكنة في مكاني ...
"لن تتخيلي ماذا رأيت اليوم "

.. بإبتسامتي آخذ واحدة من الكب كيك لأقابله بها في الرواق
أقول متنفِّسة الصعداء ...

" لقد عدت بالفعل....
صنعت لك هذه .. "


20‏/03‏/2013

ماما جابتلي هدية عيد الأم


من باب إنه لولا رزقها الله إيانا لما صارت أما
تهادينا كلما سنحت لها الفرصة
وسبحان الله تكون أجمل مناسبة/هدية على قلبي ! :)


لا أريد أن ألجأ إلى لغة كليشيه وأُردد كلمات مثل " هي الأمن والأمان " وما إلى ذلك
ولكن لا أدري لماذا .. تنتابني سعادة الكون كله عندما أعود إلى المنزل ومعي شيء لها دون مناسبة
وقع المفاجئة يكون أضعافا مضاعفة من السعادة حينها


بغض النظر عن الصراع الشبه يومي بيننا على توافه الأمور وعظيمها
وبغض النظر كذلك عن دور الأم الذي نتناوب عليه أنا وهي تجاه بعضنا
تجمعنا علاقة قد تكون أقرب لأختين عنها علاقة أم وإبنة


المهم وبهذه المناسبة أرسل لها من هنا .. منبر كتابتي المتواضع .. سلاما وقبلة في الهواء
ووصية أتمنى أن تتذكرها دائما :
" ماتنسيش تغسلي البلوفر عشان بقاله إسبوع في باسكت الغسيل " !

09‏/03‏/2013

بصحبة كليوباترا



لقد أصبَحنا مُختَرَقين !
باتت كل حواسنا تشتهي البوح
بتنا نختنق إن صرنا وحيدين
وننزعج من فرط الإنكشاف
ونبتهج حين يمسّنا الآخر

لم يعد هناك خصوصيات تُذكَر
باتت كل الحوائط إفتراضية
ذابت كل الحدود تدريجيا
صرنا كمسخٍ يلهو
يعبث غير عابيء بتلك الروح الهشّة
التي مهما ساء لها الـ "أنا" فينا
تنزوي .. تنطوي .. وتتحامل على نفسها إلى أن تذوي وتتلاشى

الأمر مُرهِق في الواقع
أشعر أنني مُستعبدة بكل شيء في هذا العصر !

تبا لكل شيء
لِمَ لَم أولد في عصرٍ أمضي فيه يومي أتدلل بصحبة كليوباترا ما بين قراءةٍ وتجمُّل

04‏/03‏/2013

يا نبعي العذب ..


كم كنت أنتظرك .. !

لم يكن يبدو في ثورتي الأخيرة تلك أي افتقاد
على العكس .. قد يكون لاح فيها غضب لامنطقي ومهتاج .. حتى أنه قد يُفسَّر بكراهية ربما

الأمر أنني لا أستطيع تمالُك نفسي عندما ينفذ كفاف قلبي منك

كنت ظمأى
لأقسى حد تتخيله
مرتبكة .. ولا أملك زمام عقلي  .. !

أتعلم شيئا
أنت تستحوذ عليّ تماما .. وتملك زمامي أكثر مني !
وهذا أمر بقدر ما هو .. شاعري ربما .. إلا أنه مُخيف
لأنه يرمي بحمل التفرُّغ والإنصات والإستيعاب الدائم والغير مشروط على كاهلك طوال الوقت

لا تخف
ستقدر
" أنا " صعبة المراس تكون وديعة في كفّك
وشيئا فشيئا سأروِّض هوّسي .. بك .. منك
حتى نصل على الاقل لدرجة طبيعية ومنطقية في الإمتلاك ! :)
كي أستطيع التحامل على نفسي إذا ما شغلتنا الأيام والظروف قليلا
.. وأَخَذتك خارج جناحي/أخذتني خارج جناحيك
...
..


يا نبعي العذب الدافيء
.. لا تنضب رجاء
تمالكني معي
وابق هاهنا .. في هذا الخافِق المرتَجِف .. للأبد

02‏/03‏/2013

صديقي درويش .. أنا خائفة


أشعر بالخجل يادرويش
أشعر بالخجل والذنب مما تئول إليه أفكاري هذه الأيام

لو علمها أحدهم
لانفطر قلبه

هل أنا مخطئة يادرويش ؟
كوني أريد تقمُّص كل السيناريوهات ؟ تحسُّبًا ؟

أي نعم لا أستطيع سحب نفسي ثانية لحالتي الطبيعية بسهولة بعد التعايش لوهلة مع القصة الجديدة
ولكن ..من يدري .. الأمور تتغير في لمح البصر
وقد تكون كل المُسلّمّات التي نراها الآن ... محض ضباب لا أكثر

يا إلهي .. هل تظن أنها ضباب .. ؟
يا رب سلِّم !

تنتابني حالة من الشجن منذ ثلاثة أيام تقريبا
تُحمىَ في لحظات الصخب القسوى .. أو الوحدة القسوى
وغالبا ما أكون تحت رحمة الثانية

أتعلم ما الذي يُذيب ضلوعي خوفا .. ؟
انني مُذنبة
مُخطئة
وخائفة من الله
خائفة من مكره
من أن يأتي انتقامه في هذا الأمر الذي تمنيت أشدّ ما تمنيت

كم أنا خائفة منك يا الله
حتى انني خائفة أن يكون الأمر في نطاق تحمُّلي ما إن حدث
فلا تعود دعواتي بأن " لا تحمَِّلُنا ما لا طاقة لنا به " تقيني شر حدوثه

سئمت من أطرافي الباردة يا درويش
ياصديقي الوحيد.....

01‏/03‏/2013

إلى صديقي .. درويش



أتعلم يا درويش
.. أحيانا من فرط التصبُّر على النواقص أشعر بأن رغباتي في البشر تخدّرت
لا أريد شيئا سوى كفايتهم .. ومساحتي عنهم

أتدري ماذا ايضًا .. ؟
دائما ماتبهرني تلك المشاهد السينمائية الصاخبة .. عندما يصاحبها موسيقى هادئة
تشبه الواقع إلى حدٍ بعيد يادرويش
صاخب .. وحدها نظرتنا له هي الهادئة أحيانا .. إرهاقًا

درويش
أتحب القرفة ..؟ .. والقطط .. ؟
هل توترك أقدامك الباردة صيف شتاء مثلي ؟

أعاني من الموودية الشديدة لدرجة أنني أعاملني بقسوة أحيانا
وأمِلّ من صُحبتي أحيانا أيضا !

  يملأني الشجن كما لو كنت مِصفاةً غارقة في البحر
.. يدخلها الماء والحزن من كل جانب
أنا مكتئبة اليوم يادرويش .. كما هو واضِح من رسالتي !
أشعر بالملل والبرود تجاه كل شيء وكل شخص
كما لو أنه لا شيء يستحقني
ولا أنا أستحق

هل يمكنك أن ترتِّل لي سورة النور  يادرويش.. لكي أطمئن ؟
هل يمكنك أن تكون مُتاح دائما لترهاتي ..؟ لتهدهدني ؟ لتستمع لي ؟ وتمتليء بي ؟
ثم تتمالكني معي ؟
أدري بأنني أطالبك بالكثير كونك صديق خيالي
ولكن أنتظر طلباتي في رسالتك المقبلة

أحتاج فيل ومنطاد أيضًا
ضعهم في علبة هدايا أنيقة .. مرفقة بـ اسطوانة موسيقي

واهدني إياها في عيد الحب الذي لا أومن به لأن الأيام كلها لابد وأن تكون حب
ولكننا نضطر له لأن أيامنا ليست كلها حب !!
ولا أحد يعبأ يادرويش أو يهتم من الأساس في كل الحالات !!

والأمر مبالغ فيه حقا !
وأنا سئمت

ألقاك في رسالة الأخرى
عليّ أن أذهب الآن .. لأبكي أوأكسر شيء !

ظلام زهري اللون ربما



تلك اللحظة التي يخالجني فيها شعور أنني .. حَجَر في قعر بئر
لا تواتيني إلا في آقسى أعتاب الأرق

الأرق الدامس الذي لا أدري .. بعد تقليس جرعات القهوة .. لمَ لايزال يحلّ زائرا رُغما

يتردد على بالي سؤال : " لِما خُلِق الظلام أسود ؟ "
وعلى ذاكرتي مشهد فرجينيا وولف وهي تملأ جيوبها بالحجارة وتنزل النهر

ألم تخف من السواد .. ؟

السواد الذي لطالما إرتديته وتلفحت به لفترة لا بأس بها من عمري
أنا الآن أمقته ولا أستطيع النوم غارقة فيه هكذا !

أريد أن أغمض عيني بأجفانٍ يملأها اللون الابيض
.. او الزهري ربما
أريد لون ما هُنا !

فليطلخ أحدكم هذا النعاس ببعض الحياة
 .. علّني أنام !

24‏/02‏/2013

الحمدلله


إكتشفت فوبياي
لا لا ليس تلك من الأماكن الضيقة المُغلقة
وليس الأخرى من الإزدحام والتدافع
ولا الخاصة بالأماكن المرتفعة
ولا فوبيا الفَقَد

فوبياي هي الوجع
الوجع في حد ذاته وصفاته
الألم الجسدي
...
أحاول قدر الإمكان تأدية فريضة الظهر في المسجد
ولم يخيب يوما صليته هناك إلا وتبع الصلاة صلاة جنازة
هالني منظر السيدات الباكيات
هالني الجزع والأعين المُغيّبة بالصدمة وعدم التصديق
حتى أن الوجوه الساكنة من أهالي المتوفي كانت أكثر تخويفا من الاخرى المُفرِطة في بوحِها
وجه ساكن يسبق العاصِفة

الموتى كُثُر .. جدا
كل لحظة وكل ثانية
وكل حرف كتبته هنا الآن .. مع كل نقرة سقط أناس
شعرت بالصِغر .. وبالتعملُق في آن
الموت .. لا شيء يخطو بعده

ليس هذا هو الموضوع الذي أتيت هنا لأجله 
الموضوع هو أنني اليوم بعد أن عدت بفكرة الموت المترددة بعقلي
أصابني وجع لا أظن أنني عانيت ما هو اسوأ منه .. حتى اليوم على الأقل
تصببت عرقا من فرط الألم .. وكنت أرتجف بردا
الوجع إستغرق ما يُقارب الساعةفي تزايد مستمر
يداي بدأت تتخدر لا أدري لمَ
وشعرت كما لو أن رأسي تمّ رجّه ومفعول الصودا التي تود الغنفجار لأعلى بدأ يغشي عيناي
..
أخبرتني والدتي وهي تعطيني حبّة المُسكِّن الثانية وكوب المشروب الدافيء الذي لم أرتشف منه شيئا أنه "مُصراني" هو ما يسبب هذا الألم .. بجانب الأنيميا الحادة فاض كيل جسدي منّي تقريبا
.. وأنا لا أعرف ما هو المصران من الأساس !!

المهم
 الغرض من كتابة هذه الثرثرة هو أنني الآن أشعر بلذّة التنعُّم بالراحة والصحة بعد أن سرى مفعول المُسكِّن في جسدي تماما
هي تذكِرة .. لي قبل أن تكون لأي أحد .. أن الصحة نعمة لا يُعلى عليها!
لا تنسوا أنه بجلوسكم هكذا أصحاء بدون ألم .. من أعظم نعم الله علينا

الحمدلله على نعمة الصحة
اللهم اعفنا من الألم
اللهم باعد بيني وبين الألم .. لأني أخافه !

مُثلّجات المستكة وماموث مُنقَرِض




هكذا هي الأجواء دائمًا في الشتاء
يفوح من شوارع لندن المبتلة رائحة الكآبة والبذخ الكاذب

أمضي سيرا على الجسر رغم قطرات الندى المتبقّية من عاصفة ليلة البارحة
وبينما أتدثّر بمعطفي إتقاء لسعات البرد .. أُفكِّر
..
أكان منطقيًا بعد هذه المشاجرة أن اطلب الطلاق .. ؟
لم يكن الشجار بهذا الإحتدام كما المعتاد
ولكنني شعرت يومها أنني لا أطيق كلمة أخرى بيننا
صحيح أنني أمضي نهاراتٍ مروِّعة في تناول الإفطار وحدي
وكذلك في الفراش، وفي غالب روتينيات اليوم
ولكن هناك حريّة ما تدغدغ .. مرّ زمن طويل جدا على آخر مرة شعرتُ فيها بها

يستوقفني متسوِّل يدّعي أنه تشارلي تشابلن ويقطع حبل أفكاري
أشعر بشجن مُفاجيء من وجهه المُغطى باللون الأبيض وشاربه المستعار
لِمَ اختار هكذا شخصية تراجيدية ليسأل الناس بها عن بضع سنتات لن توفّر له ثمن كوب قهوة حتى !
أشعر بالتقزز وأرمق الرجل نظرة حنق تركته يفرك رأسه لا يدري ما سببها


كم أشعر بالوحدة
أكان قرارا صائبا ما فعلت .. ؟
وإن كان .. لِمَ لا أشعر بأنني أفضل ؟
لا الوحدة تؤنسني ولا هو يملأني ! لهذا أنا معلقة هُنا بين ضدّين لم يكتملا

أعود إلى المنزل
ولا أقول " حبيبي، لقد عدت"
ليس هناك أحد سوى هذا القط السمين الذي قام بكسل الكون كله يرمقني بنظرةً ناعسة ثم عاد ليكمل حلمه السخيف
هل تحلم القطط ؟ .. لا أعرف .. ربما سأقضي أمسيتي اليوم في تصفح جوجل بحثا عن هذا الأمر

أفتح البراد .. أنتقي من وسط علب المثلجات نكهة المستكة
ألتهمها وأنا أشاهد فيلما وثائقيا عن إنقراض فيَلة الماموث .. ثم أبكي بحرقة
..

19‏/02‏/2013

أنـا



أنا البنت اللي لما بتشوف زوجات الشهدا بتتكسف من نفسها

نفسها تكون حاجات كتير لدرجة إنها أحيانا .. مابتكونش أي حاجة

بتغنّي لسيناترا وإلفيس .. وبتحاول تتعلم ترتيل القرءان زي شيخ السديس أو سعود الشريم

بتحب الألوان والشمس .. وبتحب تكون لوحدها أغلب الوقت

نفسها في بيت الزوجية يمكن أكتر من فكرة الزوجية نفسها

نفسها في بنت وولد تطلعهم عباقرة .. وبيهم تربي نفسها من جديد

بقالها أكتر من سنة تقريبا معتزلة المناقشات السياسية تماما
بل إنها مش بتتفرج على أخبار غير كل كام يوم مرة على الطاير كدة

بتحب الرسم .. والأكل .. والتمشية .. والقطط.. والمخدات المنفوشة
والكتابة في حد ذاتها .. والقراءة .. وأغلفة الكتب المتصممة بمزاج
ومسلسل هاوس .. وقناة فتافيت وناشيونال جيوجرافيك لما تحب تفصِل
وقناة فرانس 24 لما تحب تحس إنها شايفة العالم كله

بس غالبا يعني بتحب تفصَّل الواقع على مزاجها .. عشان كدة بتحب الأفلام
وخاصة الأفلام اللي أغلبها سكوت .. ونظرات ..

بتكره الممثلين والمغنيين وحياة المشاهير .. والناس اللحوحة.. والحشرات وشعر القطط اللي بيلزق في كل حتة.. وصوابعها لما بتسقع .. وآخر كوباية الشاي بلبن .. وإنها تتفهم غلط .. والإبتسامة اللي بتكون بالعافية من باب اللباقة والذوق .. وإنها تبقى مُكلفة بتنفيذ حاجة هي مش مقتنعة بجدواها أو أهميتها .. وإلغاء المخططات .. والأمهات الشريرة ..والرجوع في الكلام
والعشم في الناس ..والصوت العالي رغم إنه أحيانا صوتها بيعلى !!

وبس كدة لـ دلوقت
..

اتفرجوا على الفيلم دة بقى !!

18‏/02‏/2013

عن الفقاقيع .. وميتتي .. وأشياء أخرى




أحيانا أخشى التنفُّس
 خوفا على ربيع قلبي من التبدّد في الهواء

لا يدري الهواء كم هو مُرهِقٌ إستدعاء هذه الحالة من الصفاء والتسامح التام والرضا عن الكوكب بكل أفعاله الخيّرة والدنيئة
.. ناهيك عن الإحتفاظ بهكذا حالة غير واقعية لأطول فترةٍ ممكنة!

تنتابني مؤخرا حالة غريبة من أحلام اليقظة.. أتخيل حادث وفاتي تفصيلا حتى أنني أكاد اتصبب عرقا توترا من فرط تقمُّص الفكرة

غالبا ماتكون ميتتي حوادث سير..
 أري السيارات المسرعة مخيفة بقدر يجعلها قاتلتي غالب الأحيان

تخيلتني لمرة فقط .. أموت غرقا
كان شعورا باردا .. رائعا في الواقع
شعرت بالإنسيابية المطلقة كما لو انني تحررت من جاذبية الأرض والسماء في آنٍ واحد .. كنت هائمة خفيفة .. بيضاء ..

السقوط من عِلٍّ مُريع
لا اريد التحدث عن الموضوع

أما المرض.. فهو الأرقّ
يُهيِّئنا جميعا لما هو مُقبِل

ما الذي أتى بالكلام لهذا المُنحنى الكئيب
كنت أتكلم عن مشاعر الربيع السعيدة وما إلى ذلك من فقاقيع مزاجية ملونة .. اه ... صحيح كدت أنسى ..
أقرأ هذه الأيام كتابٌ رائِع بعنوان "دروس الحياة" للكاتبة ليزلي جارنر يتحدث عن النقاط التي بلاها شخصيتك لن تقوى على صد أي إشاراتٍ سلبية منبثة ممن حولك بل بالعكس ،، ستستمر أنت في تلويث الكوكب بعادِم الرمادية الخانِق الذي يفوح من روحك الضعيفة

أنصحكم بقراءته
ولكن عليكم أولا أن تكونوا في حالةٍ نفسية رائِقة للتقبلوا الكلام وتستوعبوه، وإلا فإنكم ستشعرون بأنه كتاب لوجاريتمات عن المحاليل الكيميائية والنظريات الحسابية الغير مُكتملة !

إستمتعوا

13‏/02‏/2013

محمد محرز

محمد محرز وابنته ندى


لماذا نبكي الشهداء ونحن نعلم أنهم في مُنزل خير من الـ هنا ؟

لماذا يؤرقنا الرحيل بهذا الشكل ؟

لماذا يكون الفراق موجعا هكذا ؟

ألأننا لم نختبر ما يفوقه وجعا ؟

أوليس وجع الوجود موازي لوجع الرحيل بل وأظنه قد يفوق ؟

كيف تكون الحياة بكل فتنتها ودنيويتها ملونة في أعيننا عن الموت ؟

أليس الموت نورا وتحرُّر في ذاته عن أي آخر ؟

أليس الموت هو اليقين الوحيد الذي وُجِد ؟

أليست حتميته هي داعي كل هذا العناء ؟

لماذا نبكي ؟ لماذا نتألم ؟ هل نحن بهذا القدر أغبياء سطحيين ؟

أم لأننا مُفرطي الرِقة والتأثُّر ؟

هل هي قلة الإيمان .. ؟ أم مجرد فطرةٌ بشرية ساذجة ..؟


أتألم !

أكاد أنزف وجعا على شهيد لم أعرف عنه أكثر من اسما ثلاثيا

و طفلة للتو خطت أولى خطواتها تحمل عنوانه كنية .. ابنة شهيد


قد يكون لقصة رحيله أثرا يفوق ما نستوعب

يتخطى قدرة مشاعرنا الضيقة للتحمُّل

بالتأكيد ! فكيف يترك زوجة تخطّه شعرا من فرط العشق ؟

وابنة كانت قرّة عينه وخارطة وجوده؟

يترك أمه ؟ أصدقاء ؟ يترك وطنا يحاول تمالك خطاه من التعثُّر

لآخر يلملم أشلاء شعبه ويعيد لضمها في صورة "ثورة مستمرة" ألهمه الله أنها وجهته للـ آن ؟

ألأنه قامة نادرا ما نرى لها مثيل في حياتنا اليومية الرتيبة التافهة؟

هل نحن صغار إلى هذا الحد ؟ أم هو طول قامته بعمله ورضا الرحمن عنه ؟


رحمك الله ياشهيد وصبّر ذويك ..

ومُتأمليك عجبًا وإعجابًا وغِبطة


ربح البيع يا شهيد

يا ابن وطني شهيدا بـ حَلَب

.. ربح البيع !