يا صغيري .. أنا لستُ بـ خرّاصة أو غجرية..
ولست طاعنة في العُمر كما قد يُخيّلُ لك..
هذه التجاعيد .. جنسيتي !
هي وطنك المرسوم في ملامحي ..
.. كما لم ولن تراه في خرائطكم المدرسيّة
ولست طاعنة في العُمر كما قد يُخيّلُ لك..
هذه التجاعيد .. جنسيتي !
هي وطنك المرسوم في ملامحي ..
.. كما لم ولن تراه في خرائطكم المدرسيّة
هي محطاتٍ مررنا بها قبل أن تأذن لك السماء بالبكاء .. أو الإكتفاء
.. والإدعاء !
هي عتبات
.. مازلنا لم نتخط عتباتها بعد !
لو ترى يا صغيري
.. الذكريات
لو تشتم الزخم
لو تتذوق مرار سُكَّر الحكاية
لفهمت ما أعنيه...
لو سمعت تكبيرات الجموع
و الضحكات..
والأغنيات
وفرحة المتزوجون الجُدد
و وطنية الذين ضاقوا ذرعا بالقضايا الفارغة
وصمودُ أُمٍ فقدت فلذه كبدها
لو رأيت العرق
والبكاء
والدعاء
و الإبتهال
والمُعتصم
الذي شقّت صرخاته الوليدة سماء الميدان
مُعلنة عن مُعتصم جديد
لو رأيت الله في الوجوه الآمنة
لو تخضّب جبينك بالسجود والأمل
وشاركت جارك في خيمته
لو كنت هناك..
ورأيت .. وحييت ..وبكيت
وتحنّت يداك بالدماء الصامدة
لما انطفأت أنوار الميدان في عينيك
لما صمتت منصاتها عن خيالك
لما توقفت عن ترديد الأذكار خلف شيخها!
يا صغيري
ليست الحكاية حكايةُ مكانٍ أو زمان
بل هو نبضٌ للتو عرف معنى الأمان
ياصغيري
ليس تلك التي حول عيناي .. تجاعيد كِبَر
بل هي الذكرى
النابضة أبدًا ماحيينا !