22‏/07‏/2014

عن إنهاك الـ بينُ بَين




إلى .. أنت
الذي كان يومًا قريبا
قاب إيماءةٍ .. وتنهيدة


ألا تشعر أن ارتطامات الحياة تكتسب مناعة.. لتقاوم بدورها مقاومتنا لها ؟

  بتنا كل ليلة .. نهرم مقدار شيب عقدين من العُمر
 .. من فرط الارتطامات المُباغتة
وبتّ كلما سقطت .. وادميت تحامُلي على الأشياء/ونفسي .. اشتاق أُنسك أكثر
وألعن الثورات الفاشلة والأنظمة المُستبدة وسايكس بيكو!

بقدر إيماني بقوة تتولد فيّ كلما شارفت على الارتطام بالهاوية
 .. إلا أنني دائما ما أراني واهنة
أشعرني واهنة
هذا الإنهاك الدائم .. وقسط النوم الذي مهما بلغ لا يغني .. ونظرة عيوني الجامدة من النبض 
وأوجاع العظام التي تنقرني كلما بكيت/نويت البكاء/ابتلعت البكاء


  "حبيبي القوية" 
.. هل أنا قوية بالفعل ام أنه حكم العادة في المقاومة والمعافرة.. أم هي طريقتك في مؤازرتي
هل تراني قوية كفاية .. لكي تُغفل تاء الثانيث حُبا .. فأكون في قوة الرجال على التحامُل
.. أم هي غفلة منك منحها شرودي ابعادًا أخرى!

فقدنا الكثير ..يا ضعفي.. الكثير الذي ذبل فينا مع كلِ حزن قرع أبوابنا
وصار لنا على كل قارعة طريق .. ذكرى سقوط أو ارتقاء
أو هروب تشبُّثا بنزع حرياتنا في رمقها الآخير


قرأت مقولة .. يدّعي صاحبها أنه إن استسلمت لنفسك .. ستجد السلام
 لا يسعني التعليق عليها سوى بالضحك .. الضحك بمرارة علقم في فمي
 ألا يسعه أن يرى .. أننا إن استسلمنا الآن .. فقدنا كل شيء!

حروب الأرض كافة .. اندلعت لكي تحرم الإنسان من هذا الإستلام
هذا الاستسلام الفطري فينا للحرية .. هو سبب أرق حاملي السلاح
وسبب ذرفنا الكثير والكثير منا .. على مذابح الوطن المعطوب.. المريض بالأمل والفُصام
ولنيل ذاك لاستسلام الآمن مجددا .. علينا أن نخوض الحرب لخاتمتها .. وننتصر!

ترى!!
لم استطع أن اتمالك نفسي ولو لدقائق لأحكيك مايؤرقني دون التطرق للمشهد الأكبر
المشهد الذي بات قتمه يثير الحرج اذا ما قررت الاقلاع بخيالي بعض الشيء إلى عالم آكثر حميمية

هذه اللحظات الفصامية .. والانسلاخ عن الواقع ..
 بات محرجا حينما ينهال عليك من كل جانب حكايات من رحلوا وهم يحققونه

رحل الذي كان مدمنا على الأمل والحلم الأجمل .
لكي يبني لك أمنًا كافيا تستطع فيك رؤية تلك الآمال مبنية بالفعل على الأرض
 وليس فقط في ردهات مُخيلتك !

رأيت .. مجددا!
لم يعد يسعني سوى الصمت .. يا قوتي
الصمت من فرط مايكابدني من الحكي
من زخم ما ينتابني من ثِقَل إذا ما هيأت الأفكار الأولية للحكي

أردت أن أقول فقط .. أنني قوية بالفعل .. وأفضل حالا من كثيرين .. ومن نفسي ذاتها في وقت سابق
إلا إنني مُنهكة كالعدم .. 
منهكة من هذه القوة التي لا حيلة لنا حيالها
وتعبت من هذه الأرض الرطبة التي تحملني .. لا هي في قوة الانهماك والفناء التام في الحرب
ولا هو الأمن التام للسلم

البين بين متعب للغاية .. يا انت الغائب.. 
يا الوحيد في غربتك .. كغربتي في وطني

هناك 3 تعليقات:

همسًا حدِّثُني ..