25‏/07‏/2011

المتنبي _ زائرتى كأن بها حياء


ملومكما يجل عن الملام *** ووقع فعاله فوق الكلام
ذراني والفلاة بلا دليل *** ووجهي والهجير بلا لثام
فإني أستريح بذا وهذا *** وأتعب بالإناخة والمقام

أرى الأجداد تغلبها جميعا *** على الأولاد أخلاق اللئام
ومن يجد الطريق إلى المعالي *** فلا يذر المطي بلا سنام
ولم أر في عيوب الناس شيئا *** كنقص القادرين على التمام

وزائرتي كأن بها حياء *** فليس تزور إلا في الظلام
بذلت لها المطارف والحشايا *** فعافتها وباتت في عظامي
يضيق الجلد عن نفسي وعنها *** فتوسعه بأنواع السقام
كأن الصبح يطردها فتجري *** مدامعها بأربعة سجام
أراقب وقتها من غير شوق *** مراقبة المشوق المستهام
ويصدق وعدها والصدق شر *** إذا ألقاك في الكرب العظام
أبنت الدهر عندي كل بنت *** فكيف وصلت أنت من الزحام
جرحت مجرحا لم يبق فيه *** مكان للسيوف ولا السهام
ألا يا ليت شعر يدي أتمسي *** تصرف في عنان أو زمام
فربتما شفيت غليل صدري *** بسير .. أو قناة .. أو ............ حسام
وضاقت خطة فخلصت منها *** خلاص الخمر من نسج الفدام

وفارقت الحبيب بلا وداع *** وودعت البلاد بلا سلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

همسًا حدِّثُني ..