21‏/10‏/2011

سعادة .. تثير البكاء



فتاة ساحرة الجمال .. وشاب وسيم
تشاجرا فى محل قماش على أخر قطعة من الساتان السُكرىّ

مصادفةً قُدّر لهم العمل فى نفس شركة الديكور .. ورغم الأشهر .. تذّكرا بعضِهِما

إختلفا كثيراً فى العمل .. وسببا الغضب والمشاكل لبعض مراراً

يوما بعد يوم .. بجانب مشاغباتهم اليومية المعتادة .. بدأ كلاً منهما يشعر بإنجذاب غريب للأخر ..

بدأ يلاحظ مدى رقتها و ذكائها  ,, وشيئاً فشيئاً ذاب تماما فى روحها

لاحظت هى جمال شخصيته .. وتحمله للمسؤلية ..  وغيرته عليها ..
.. تعجبت لذلك فى البداية ولكن سرعان ما بدأت تفتعل المواقف والنقاشات معه لتراها .. حتى تُرضى غرورها به

كل مدا .. رفع الغطاء عن إعجابه .. وهى لم تفعل غير ذلك أيضاً

يوماً ما .. أثناء مناقشتهما الحادة حول اللون الأنسب لستائر الطابق الجديد .. إرتفعت نبراتهم .. فسكت كل منهما تماما فى نفس اللحظة ..

فجأة تشنّج كما لو كان قد فاض كيله ..
" أُحِبُّكِ " .. ثم تنهّد إرتياحاً و إستعداداً لرضِّها الشبه متوقّع ..
لقد كان يعلم جيداً
ولكنه لم يتخيل أن ردها سيكون قبلة رقيقة تطبعها على وجنته ..

وهكذا .. بعد عدّة أشهر
تزوّجا .. وعاشا فى بيتهم الجديد ذو الستائر الوردية والرمادية .. كذوق كليهما
و أنجبا أطفالاً من كل الالوان .. و يفوقونهم وسامةً

تمت !!

________________

لما يجب أن تكون نهاية كتلك مدعاة لسعادة القارئ ؟؟
ما المُفّرِح فى قصة أناس فى كمال عرائس الباربى يحظون بحياة ليس فيها مشاكل تُذكر.. إن كان نفاذ الساتان السُكَّرىّ مشكلة .. وتكون النهاية حلوة كقطعة جاتو

لماذا قد يسعدنى أن هناك بشريون من لحمٍ ودم .. مثلى تماماً .. نالوا كل وردية الحياة ... بينما أجد انا كلما بحثت..  لونا حامضاً و باهتاً

لماذا لم يكن فى مدينتهم حرباً أهلية مثلاً ؟؟ وكان كلٍ منهما مُنتمى لتيّارٍ مختلف ؟

لماذا لم ترفض الأم هذا العريس مُدّعى الوسامة لأنه يذكّرها بتجربة قديمة مؤلمة كادت لتكمل لولا وجود هذا الرجل زوجها .. المستلقى أمام التلفاز ليل نهار .. فى الحياة ؟

ليس شيئا مفرحا أن تجد أناس ينالون بسلاسة المهلبيّة كل الفُرَص و الإبتسام
ونحن الذين نحتاج شيئاً إيجابياً واحداً فقط كل دهر .. لنستمر بصدر مفتوح فى الدنيا.. لا يمر علينا يوم بدون منغِّصات ؟!!

ألا تصيب تلك القصص .. ذات السعادة الماسخة..  شجناً غير مبرر لأحد غيرى فى هذا العالم  ؟؟؟

هناك 3 تعليقات:

  1. حسام يحيى10/22/2011 5:36 م

    مُبدعة بجد

    ردحذف
  2. جميييييييلة و معاكى حق و الله :)
    بس الواحد بيفرح لما بيشوف السعادة بتحقق حتى لو فى قصة خيالية .. بالذات لو هو مش قادر يحقق السعادة دى
    أبدعتى يا حبى :)

    ردحذف
  3. تسلمى روووودى

    ردحذف

همسًا حدِّثُني ..