إعتدت أن أسمع ذلك الزمر المزعج .. والمحبب لقلبى حينها .. من تحت شبّاك منزلنا القديم
الأن لدينا منزل جديد أكبر .. وأنا أُخرى أكبر
أصبح لى شبّاك خاص .. أسمع منه نداء بائع حلوى أخر على إنفراد
أكياسه الملونة كانت تبعث سعادة غير مبررة إلى قلبى
وذوبان حلواه فى فمى .. كان يوصل تلك السعادة بتأنّى إلى قلبى
أتذكر عندما أردت أن أكبر سريعاً .. لأبتاع بكل راتبى من هذا الرجل الطيب ..
الأن .. بــ أنا الجديدة .. لم يعد يعنى لى هذا الرجل وزمره
سوى تهشيم لصدفة السكون التى رسمتها حولى .. وأحاول بكُل ما اوتيت أن أبقى بداخلها
قد أكون تغيرت كثيراً .. ولكنه هو أيضا قد تغير
أصبح رجلاً أخر زمارته أكثر إزعاجاً بلحية بيضاء ..
حتى أكياسه .. تغيرت .. أصبحت تشبه لحيته إلى حدٍ بعيد
ذابت ألوان أكياسه مع الزمن .. كما ذاب حبّى له
أشتاق لمذاق فمى عندما كنت أصغر .. عندما كان هذا القطن الملوّن السُكَّرىّ هو لحظات تُذكر من السعادة .. !
الأن تغيرت نكهة الأشياء .. والناس
كم أرغب الأن فى أن يرحل هذا الرجل من شارعنا .. و إلى الأبد
لم أعد أريد حلوى .. لقد كبرت على أن يشعرنى غزل بنات بالسعادة
لا أشتاق لغزل البنات الذى لطالما ذاب فى يدى قبل فمى
فقط أريد أن أتكوّر فى الفراش ..
وأنام .. !
بعيداً عن هذا الصوت المزعج !