18‏/08‏/2012

شىء من حياة



قبل أن تنفذ اللحظات ... قبل أن تتبخر
قبل أن يختفى كل شىء
كانا

وكانت حرب
حرب ضربت حوائط البيت
ضربت قلوب جل ما كان يشغلها هو : متى سأحتضن هذا الكف وأنا نائم ؟

حربٍ نثرت الرماد واللون الأحمر على كل شىء
ولطخت أثواب الفتيات بالوجع والتمريض والدمع
فكنّ جنود كذلك
يحملن الضِمادات

 وكان البلد .. الذى عجّ يوما بأصواتِ باعةً جائلين
ومعارِك على أُجرة تاكسى
وطريق مفروش بالزهر تحت أقدام المتخرّجين حديثاً

كان بلد
و صار .. دمعة وإسما
صار .. نهراً متهالِكا
ذابت فيه رصاصات لا تحصى .. فأحالت لونه للرمادى الداكن بلون الحزن
وأرهقته دمعات الأحبة على الراحلين
فإنكمش .. وصار حلماً لما قد مضى

قبل أن يختفى كل شىء
كانا

وكانت السماء زرقاءٍ عليهما
كانت الشُرفة لا تُغلق
وكان عن أسفلها لا يرحل
وكانت إبتسامةٍ خجلى تُحلِّق كل يوم بين قلبيهما

اليوم
إختفى كل شىء
وبقى الوجع فقط
وشىء من حياة

هناك تعليقان (2):


  1. اليوم
    إختفى كل شىء
    وبقى الوجع فقط
    وشىء من حياة

    جميلة بطعم الواقع المؤلم
    تحياتى لاحساسك

    ردحذف

همسًا حدِّثُني ..