05‏/10‏/2012

موعِدٌ لم يكتمل



ألا يغمرك صوت بيللي هوليداي بالشتاء والمطر ؟
ألا يحملك صوتها فى أغنية "أنا حمقاء لأحبك" بمشهد من الذاكرة كالديـﭽاﭭو لـ مقعدك الوثير وأنت غارق به أمام مدفأتك وقد أوشك حطبها على أن يخمُد  وأوشك مشروبك الساخن على أن ينفذ منتظرا الصباح القصير أن يحُلّ؟

المطر لا يهدأ
تماما كمشهد الـ ديـﭽاﭭو القديم
البرودة تتسلل لقلبي شيئًا فشيئًا كما لأطرافي المنكمشة

المقهى فارغ إلا مني ومن النادل وصوت بيللي هوليداى الحزين
بأغنية مختلفة هذه المرّة
.. " كل شيء أو لا شيء على الإطلاق" ..
بالفعل !
..

قهوتي الباردة
بشرتي الباردة
إنتظاري البارد
ومعطفي المُعلَّق على ذراع مقعدي مُعلنا إعترافه بـ أدبيات الأماكن المُغلقة
وبأنه لم يحن بعد موعد رحيلي عن المكان

لا ألتفت لساعة الحائط المقابلة بلونها الزيتي القاتم
لا أريد أن أعرف الوقت فتزداد خيبتي
ولكن قِلّة أضواء السيارات المارة خارج الزجاج المضلّع بقطرات المطر المستمر فى الإنهمار تنبئني بأن الوقت قد تجاوز منتصف الليل ومنتصف العُمر ومنتصف القلب بإنتظاراتٍ فارغة متتالية

ينتهي فنجاني .. وصبر النادل  الذي يأتي ليعتذر عن إنتهاء فترة دوام المقهى منذ ما يقارب الساعة
أرفع رأسي المنسدل على صوت هوليداي وأخبره أنني دقائق وأنصرف
أنظر للزجاج من جديد
من أبله كفاية لينتظر .. حتى إنتهاء دوام المقهى .. آبلهٌ آخر يقرر ألا يظهر ؟

عدت للبيت بخيبةٍ مُعتادة ومعطف كإسفنجة ممتليء بالماء
ولمحة في ذهنى تتردد ..لا أدري لما الآن خاصة .. عن مظهر أنفك  المثير للحُب حين تضحك

هناك تعليق واحد:

همسًا حدِّثُني ..