إكتشفت فوبياي
لا لا ليس تلك من الأماكن الضيقة المُغلقة
وليس الأخرى من الإزدحام والتدافع
ولا الخاصة بالأماكن المرتفعة
ولا فوبيا الفَقَد
فوبياي هي الوجع
الوجع في حد ذاته وصفاته
الألم الجسدي
...
أحاول قدر الإمكان تأدية فريضة الظهر في المسجد
ولم يخيب يوما صليته هناك إلا وتبع الصلاة صلاة جنازة
هالني منظر السيدات الباكيات
هالني الجزع والأعين المُغيّبة بالصدمة وعدم التصديق
حتى أن الوجوه الساكنة من أهالي المتوفي كانت أكثر تخويفا من الاخرى المُفرِطة في بوحِها
وجه ساكن يسبق العاصِفة
الموتى كُثُر .. جدا
كل لحظة وكل ثانية
وكل حرف كتبته هنا الآن .. مع كل نقرة سقط أناس
شعرت بالصِغر .. وبالتعملُق في آن
الموت .. لا شيء يخطو بعده
ليس هذا هو الموضوع الذي أتيت هنا لأجله
الموضوع هو أنني اليوم بعد أن عدت بفكرة الموت المترددة بعقلي
أصابني وجع لا أظن أنني عانيت ما هو اسوأ منه .. حتى اليوم على الأقل
تصببت عرقا من فرط الألم .. وكنت أرتجف بردا
الوجع إستغرق ما يُقارب الساعةفي تزايد مستمر
يداي بدأت تتخدر لا أدري لمَ
وشعرت كما لو أن رأسي تمّ رجّه ومفعول الصودا التي تود الغنفجار لأعلى بدأ يغشي عيناي
..
أخبرتني والدتي وهي تعطيني حبّة المُسكِّن الثانية وكوب المشروب الدافيء الذي لم أرتشف منه شيئا أنه "مُصراني" هو ما يسبب هذا الألم .. بجانب الأنيميا الحادة فاض كيل جسدي منّي تقريبا
.. وأنا لا أعرف ما هو المصران من الأساس !!
المهم
الغرض من كتابة هذه الثرثرة هو أنني الآن أشعر بلذّة التنعُّم بالراحة والصحة بعد أن سرى مفعول المُسكِّن في جسدي تماما
هي تذكِرة .. لي قبل أن تكون لأي أحد .. أن الصحة نعمة لا يُعلى عليها!
لا تنسوا أنه بجلوسكم هكذا أصحاء بدون ألم .. من أعظم نعم الله علينا
الحمدلله على نعمة الصحة
اللهم اعفنا من الألم
اللهم باعد بيني وبين الألم .. لأني أخافه !