24‏/02‏/2013

مُثلّجات المستكة وماموث مُنقَرِض




هكذا هي الأجواء دائمًا في الشتاء
يفوح من شوارع لندن المبتلة رائحة الكآبة والبذخ الكاذب

أمضي سيرا على الجسر رغم قطرات الندى المتبقّية من عاصفة ليلة البارحة
وبينما أتدثّر بمعطفي إتقاء لسعات البرد .. أُفكِّر
..
أكان منطقيًا بعد هذه المشاجرة أن اطلب الطلاق .. ؟
لم يكن الشجار بهذا الإحتدام كما المعتاد
ولكنني شعرت يومها أنني لا أطيق كلمة أخرى بيننا
صحيح أنني أمضي نهاراتٍ مروِّعة في تناول الإفطار وحدي
وكذلك في الفراش، وفي غالب روتينيات اليوم
ولكن هناك حريّة ما تدغدغ .. مرّ زمن طويل جدا على آخر مرة شعرتُ فيها بها

يستوقفني متسوِّل يدّعي أنه تشارلي تشابلن ويقطع حبل أفكاري
أشعر بشجن مُفاجيء من وجهه المُغطى باللون الأبيض وشاربه المستعار
لِمَ اختار هكذا شخصية تراجيدية ليسأل الناس بها عن بضع سنتات لن توفّر له ثمن كوب قهوة حتى !
أشعر بالتقزز وأرمق الرجل نظرة حنق تركته يفرك رأسه لا يدري ما سببها


كم أشعر بالوحدة
أكان قرارا صائبا ما فعلت .. ؟
وإن كان .. لِمَ لا أشعر بأنني أفضل ؟
لا الوحدة تؤنسني ولا هو يملأني ! لهذا أنا معلقة هُنا بين ضدّين لم يكتملا

أعود إلى المنزل
ولا أقول " حبيبي، لقد عدت"
ليس هناك أحد سوى هذا القط السمين الذي قام بكسل الكون كله يرمقني بنظرةً ناعسة ثم عاد ليكمل حلمه السخيف
هل تحلم القطط ؟ .. لا أعرف .. ربما سأقضي أمسيتي اليوم في تصفح جوجل بحثا عن هذا الأمر

أفتح البراد .. أنتقي من وسط علب المثلجات نكهة المستكة
ألتهمها وأنا أشاهد فيلما وثائقيا عن إنقراض فيَلة الماموث .. ثم أبكي بحرقة
..

هناك تعليقان (2):

  1. اسلوب دا بيفكرنى بأسلوب القصص المترجمة

    حلوة بيكى

    ردحذف
  2. جميلة يا ( نيللي )هذا كعادتك .
    وشكل الشتا بيكون فيه كلام كتير .
    ومواقف اكتر . احساس انقى واصفى . كما هي قطرات الندى تماما .
    رقيقة هي الكامات . خفيفة سهل وبسيطة .
    تحكي عن يوما عايشتية . لحظات مررتي بها ولكن بالطريقة المميزة التي تصل بكل من يقرأها الى ان يتخيلها .
    وموقف ذاك الرجل الذي لم افهمة انا كما انتي لم تفهمية .
    ابتسمت للحظات الى ان اكتشفت انك ذهبتي وتركتية خلفك يفرك في فروة رأسة متسائلا كما نحن الآن .
    وتلك القطة صاحبة تلك الاحلام . وذاك السؤال الوارد الواجب : هل للقطط حلم ؟
    حتى تلك اللحظة ، لحظة الدخول وعدم قول ما تحبية ( انا وصلت يا حبيبي ) اتمنى ان يوفقك الله قريبا لتحققيها . وهذا الاحساس بالوحدة وعدم اكتمالها فهناك تلك القطة .
    ختاما بقرارك بقضاء يومك بحثا عن سؤال ورد في مخيلتك وهل للقطة حلم ؟

    بالفعل مبدعة . احب قراءة ما تكتبية .
    تشكراتي . كامل احترامي وتقديري . لكي دعواتي وتحياتي .

    ردحذف

همسًا حدِّثُني ..