17‏/12‏/2013

في إنتظار فصل آخر




برد
وزخم حكي طال حبسه أمدا
حتى جف وصار كآثار المطر

برد
يطال المشهد والقلوب
من قبل أن يحلّ فصله

برد وبرد
مع كل إشتعالة قلبٍ أو حرق جثة
أو انفطار جديد

نحن نعرف
صرنا نعرف كل شيء
وبقدر الجهالة المتفشّية
وبقدر الأسرار والخفايا القبيحة
وبقدر ما يحاولون دفنه
نحن نعرف !


نعرف مدى القبح، وإين وصل، ومن أصاب، ولماذا طل !
نعرف ماذا نجهل ! ونعرف جيدا، عن ظهر قلب، ملامح من قَتَل !
..

على هامش الهوامش كلها
على كادر مُلطَّخ بالارض الموحلة
صار المزاج جنائزيا
من فرط تواجد الأسباب المثيرة لذلك بلا انقطاع
والحظ العثِر الذي استشف الحالة ..
أرسل لي لائحة من الموسيقى الهائمة
لتُحمي الوطء
..

السماء
غائمة
..
الشمس
شاحبة
وُجِلة
ما أن تلوح .. تختفي على عجل

..
وأطرافي
نسيت منذ متى طالها هذا البرد
..أفتقد الصباح !

وتُلِحّ عليّ حاجة مريرة في السفر
إلى مكانٍ خالٍ من الناس والأحداث .. والوقت

لا تصله كابلات الأقمار الصناعية
أو شبكات الإتصال

يتوقف فيه الزمن
فلا أعود من هُدنته لأُفجّع بمزيد من المجازر
ولا أُصدَم بإتخاذ الطُغاة لمزيد من القرارات العاهرة!

هُدنة
وسط الحرب
لا أطلب أن يختفي إثرها الظلم .. لن أُبالِغ
ولكن هُدنة بدون المزيد من الأسى
..
..

آخ!!
..
لولا تلك الحلقة الصفراء حول إصبعي
وشمس اسمها على قلبي
لتجمدت كمدا منذ أزل !

06‏/12‏/2013

من باب إثبات الوجود..


قامة كـ محمود درويش ..
قالت أنه في حضرة الدم .. يخجل الحبر ويتراجع !
فما بالكم بمن بالكاد يملك زمام بضع كلمات
..
صمت !

وما بالكم بمشهد يملك من الفداحة ما يفوق سفك الدم
كالرقص على بركه المتجددة مثلا
او تمجيد سافكيه
.. وشرعنة السادية المطلقة من اجل " حفظ الأمن العام" لدولة إفتراضية
والقضاء على إرهاب مُفترض بإنتهاج (أوسخ) درجات الإرهاب
مزيد من الصمت !
...

إطارات المشهد .. مُهشّمة
ملوثة بلطخ أحمر تحول لدرجة داكنة من الخزي
وأغلب الناس يدّعون العمىَ
.. يضعون أصابعهم في أذانهم .. وأنوفهم .. وهم يشاهدون لميس وعكاشة

إنحنى الشباب وأصابه الشيب ..
من فرط الإرتباك المصاحب لقراءة شريط العاجل
لم يعد لوقع الأخبار التي تفيد بإنهمار المزيد من الدم وقعها
وبات من الطبيعي أن مكان الشباب .. وكل الرافضين للأحداث .. خلف القضبان
وإن كانت فتاة .. وإن كان طفل .ز وإن كان قعيد !

العهر هو الوظيفة الأسمى هذه الأيام..
سريالة متوحشة تفتك ببلادنا
فكيف يكون الكلام سوى بكاءً

دعنا من النواح قليلا .. رغم أنه لو طال أمدا لن يفي حق المَصَاب رثاءً
ولكن بربكم
حتى الفرحة المنتظرة منذ أعوام
جاءت مُنكّهة بكآبة المشهد
منقوصة ضلع من أضلع تمامها المقدس
"ويح قلبي كم يستحي منه الفرح"

ثم تماما للحالة (التعبانة)  .. حل الشتاء متأخرا .. مترددا
متناسيا أن برده صاب أطرافنا وقلوبنا .. وطوى الآلاف منا .. منذ أشهر
..
"بدي طيييييير والسما هون ما بتسع جناحاتي"

..