17‏/09‏/2012

مُتفرّجين !








رصاصةٌ فارِغة .. ترتطم بالأرض

ينسكب نبيذ أحمر على شارشِف ووسائِد بيضاء

تتوقف الموسيقى
وينفتح السِتار


كان المشهد غائمًا أكثر منه مُعتِمًا
ولم يكن هُناك مُمثّلين
كانوا حقيقة وواقِعًا لا مجازًا

صوت نحيب يبدأ فى التسلل من خلف المسرح
يرتفع تدريجيا مع إرتفاع حدة إحمرار الضوء الخافِت فى الأرجاء الفارِغة إلا منه

رجل يجتاح اللا لون خصاله وسمات وجهه .. تجاوز الخمسون شتاءً قارصًا
جالسٌ على ركبتيه ورأسه منحنٍ ..يديه مُسدلة على الأرض بجانبة فى إستسلام فائِض عن المكنون

يشعر المتفرّجون بالإنكسار.. إنكساره .. واضِحًا وواقِعًا
فيُصابون بحُمى تصفيق لا تنتهى

يرفع الرجل رأسه وتتجول عيناه الجامدة قشرتها الثلجية الرقيقة عن البُكاء
يتأمل الحشود المُفعمة بالإنبهار

تنحدر دمعة صمتٍ من عينه اليسرى وتجف فور أن تلمِس وجنته
يُغمى على إمرأة فى الصف الأول
ويضحك الجميع

يغضب
يضمّ قبضتيه
يضغط بهما على الأرض أمام ركبتيه
يحاوِل أن يتغلّب على جاذبية الأسوَد المُظلِمة ويقف .. فتخور قواه قبل أن يتحرّك
فقط قبضته هى جل ما يملك الآن !
قبضته فى وجه المُتفرجين الحمقى الذين لم يفهموا مغزى تلك المسرحية
هم فقط يصفقون !

هناك تعليقان (2):

همسًا حدِّثُني ..