كإنقباضة أصابع على شراشِف سريرٍ موحِشٌ بالوحدة
كـ رُكنٍ منزوٍ شَهِد مرارًا إنهزاماتُك أمام البُكاء
صندوق بريد
يُرسِل ولا يستقبِل أبدًا
لوحةٌ فاتِنة .. أمطَرَت عليها السماءُ فانمَحَت ملامِحُها
تهدُّج نبرة تكادُ تنفَرِط دمعاتُها صُراخًا ونواحًا صامتًا !
أكون .. أمامك
أكون .. بك !
أمضي بعوالِم تخطّى عُمق الوحلُ فيها الأفئدة
أمضي .. رغم وجودِك .. موحَلة حتى حاجِباي !
ترى الكون بعينيك
وتُخبِرُني كم نظرتي ضيقة
حبيبي .. عيناك تُشبِهُني كثيرًا
أنا فقط أزيد عليك أنني أنثى .. أكثر حِدّةً و تقلُّبًا !
يتعرَّق كفي .. المُتشبِّثٌ بهاتف صوتك كغريقٍ مُعلَّقٌ بلوح خشب .. قد يُنقِذ وقد ينغرس شوكهُ في يدي
يتعرَّق قلبي خوفًا كلما إشتدت النبرة
.. كلما إمتلأ داخلي .. بسببك .. بكلام قادر بكل بساطة على أن يُدميك ولكن رحمة الله تمنحك منه القليل فقط
أعلم ..
أعلم أنني أُصيبك بكدمات عصيّة على الشفاء
ولكن ..
هل تعلم أنك تملأ جسدي بالندوب ؟
وتملأني بالتطرُّف ؟
وتُبعدني أميالًا عن كوني شخصًا سويّا ؟
.. هل تعلم أن عيناي قد إمتلأت بليلٍ دامسٍ حول الغد ؟
هل تعلم أنني صرتُ أخاف أكثر عن يوم كنت وحدي لا أرى سوى العدم.. ؟
هل تتخيل أنني أفقِد شهيّتي للحياة أحيانًا كثيرة .. رغم وجودك الشهي بهذا العالم الكئيب ؟
وما فائدتك إن كنت لن أنالك ؟ وما فائدة الفائدة والأُمنيات ؟
حبيبي ..
أُخبرك أنني أعلم .. وأوقن .. مدى صعوبة مُجاراتي في كثير من الأمور .. إن لم يكُن أغلبُها
ولكنك أخبرتني مرارًا أنني فائقة .. رائعة .. إلخ ..
ولم أصدُقك القول حينها ولن أفعل
لأنني قبل أن أعترف بفرادتي .. أعرف عيوبي وذلّاتي
لذا لا ترسُمني كامِلة وتُحاسبُني على هذا الأساس !
كم أود إضرام النيران في هذا الكوكب عندما أشكوك لك .. فتُجيبُني : " أنا هكذا "
تبًا لهذه الـ "هكذا" خاصّتُك .. وتبًا لحُبٍ حين الحاجة لا يُعوَّلُ عليه !
بلا عطاء .. لن تنال شيئًا
لستُ من أولئك القديسين المانحين بلا شروط
بالعكس .. أريد زادًا يقويني على الحياة ..
أريد جناحين .. لكي أطير وأقطف لك السحاب والنجمات
_ ها أنا ذا أخُبِرُك الحكاية من جديد .. وكأن ما قد مضى من بوح ومُعايشة حد الإلتحام صار إلتباس ومحض لا شيء ! _
"كُنِّي أكُنْك"
كما قرأت الآن مُصادفة إمعانًا لسُخرية القدر منّا
كما قرأت الآن مُصادفة إمعانًا لسُخرية القدر منّا
كن نبعًا .. لأكون لك حياة
غير ذلك .. لا لومٌ عليّ !