30‏/04‏/2012

مُغــتَـرِب









شىء من المطر البارد .. تخلل معطفه الخفيف

رفع ياقته ليحمى عنقه من صرير البرد المفاجئ الذى حلّ دون مقدمات
.. كما هى الحال دوماً فى هذا البلد الشتوى


أخبر ساقاه أن تمضى به إلى حيث تريد .. وهو لن يمانع إختيارها أياً كان
فسارت إلى حيث لا يعلم

يفكر فيما إذا كان قراره صحيحاً من البداية
يتذكر والده كيف كان يربيه على أهمية أن يكون مثقفاً طالباً للعلم
كان يريده أن يكون أكثرهم تفوقاً بين زملائه
لم يرضى أبداً أن يكون أقل من الأول على فصله
كان يريده أن يكون .. ويريد .. ويُريد


مضى بجوار بعض المحال التجارية الفارهة .. وبعض المطاعم الهندية والصينية .. بل واللبنانية

تدّعى هذه المدينة الباردة بتبجُّح أنها تستطيع ضم العالم بأكمله بين طياتها
وتتجمل فى ذلك بتوفير بعض نهكاتهم
حمقاء هى إن ظنت أنها بذلك قد تحتوينا حقاً
خاصةً نحن ... العرب

يسير على مهل
يتأمل كل شىء كأنه لأول مرة يتجول فى لندن وشوارعها
وتنسى قدماه أنه أمضى هنا ما يتخطى العامين
ولكنه ما زال لا يحفظ شوارعها .. ولِم يفعل؟ .. هى ليست له

هو الأن فى فترة تحضير رسالة الدكتوراه خاصته

عاجزٌ تماماً عن إكمالها
يشعر بأنه ورط نفسه فى مجالٍ لا يشبهه

يشعر بأنه لم يعد هو
وكيف ينهى الدكتوراه وهو لا يعرف نفسه

ألم يكفِ والده إنهائه لماجيستير الهندسة بإمتياز بعد عناء وجُهد جبّارين فى شىء لا يهواه فى تماماً
ولكنه أصر عليه أن يكمل رحلته حتى الدكتوراه .. لينام مرتاحاً فى قبره

يواسى نفسه بأنه يفعل ذلك مرضاةً له
هو الذى كان يشتد غضبه إن خالفه الرأى أو إشتد عليه معارضةً .. حتى يُصاب بالإعياء ويرقد فى الفراش عدة أيام بسبب إرتفاع ضغط دمه الحاد .. ومرض القلب والسكرى

يتنهد تنهيدة عميقة
لا تزفر شيئًا من توتره ويأسه وإحساسه بالقهر
القهر الذى لم يستطع الفكاك منه إلا بإلقاء نفسه فى الغربة التى لم يدر عنها شيئًا حتى نال من حريقها جانب
شعر حينها أنه سيتحرر
ولكن الأمر كان أكثر ثِقَلاً مما تخيَّل

لماذا تصرّ هذه المدينة على نشع البرد فى عظامه .. هو الذى شبّ جسده على شمسٌ أخرى
لا تخجل من الظهور كخاصة هنا

هنا بلاد لا تخجل شيئًا .. ولكن شمسها تستحى من الخروج

هذه هى عادة الغرب القاسى دوماً .. علينا نحن بالذات العرب
يأخذ أوطاناً بنيناها ليمنحنا جنسية " مُغترب" وجواز سفرٍ الحزين

  .. 
بجانب طبعاً ليالٍ مؤرقة لا حصر لها من الوحدة والمحاولات الجوفاء فى إدِّعاء الألفة
والإنجذاب إلى أى شىء يحمل ريح الوطن .. ولو كان طبق من الفول أو صحن تبّولة

يصمت قليلاً عن إتهاماته الغاضبة .. وتذمره من كل شىء
يعلم أن هذا لن يولِّد إلا دمعاً حاراً يمزق الحلق
يمضى مُنكسراً بإختياراته .. يأبى البكاء



بدأ ظهره يؤلمه فعلاً من فرط البرد 
ومن فرط التفكير فيما كان له ولم يعد كذلك
وفيما ورَّط نفسه فيه

قيد كبير ظن أنه سيُعتَق منه بالسَفَر .. فصار قيداً أكبر وأثقل بكثير مما تخيَّل يكبل معصمه
عليه أن يعود الأن .. لقد تَعِب

أوقف التاكسى الأسود المشهورة به هذه المدينة المتأنقة
وقال :
" Edgware Road, Please "

ينظر له السائق فى المِرآة ليرى إذ ما كان عربيًّا
بجانب إسم هذه المنطقة بالتحديد .. و ملامحه القمحية المشبعة بشمس الطفولة والمنشأ .. لم يعد هناك مجال للشك

يلوى السائق شفتيه فى تذمر ويشغِّل العداد

...
وبعد لحظات طويلة كاد يغفو فيها من دفء التاكسى  يصل لوجهته
.. ينفح السائق الأجرة ويخبره أن يحتفظ بالباقى ..
هذا ليس من عادته .. ولكنه أراد فقط أن يكسر شوكة هذا المتغطرس ونظراته الحادة

يعود لشارع يحمل الكثير من ملامح العرب هنا .. و نكهاتهم بالطبع
يقرر أن يدخِّن بعض الأرجيلة وهو يشرب كوب شاى النعنع خاصته أثناءتصفحه لجريدة مصرية مر عليها يومان
بعض الوجوه المألوفة .. والكلمات القريبة من الذاكرة .. والنِكات والنقد السياسى للوطن
يعود جريان دمه بسلاسه .. بعد أن ذابت قطع الجليد التى شابته

يدخل بيته المأجور ذو الأثاث القليل
يدخله فقط لينام

وَحشة البيت الفراغ .. فى البلاد الفارغة .. هى الأسوأ على الإطلاق

ينام مُحيكاً بعض الأمال التى ينوى إرتدائها على روحه العجفاء فى الصباح
عليه أن يكمل ما بدأه .. فقد شارفت المُهلة المحددة لتقديم رسالته على الإنتهاء بعد بضعة أشهر

ينام .. ويحلم

~                " رحلتنا من القاهرة لبيروت ستستغرق ساعتان تقريباً "           ~
 ~     " هنا من قمرة الكابتن ..
أتمنى لكم رحلةً سعيدة "      ~

27‏/04‏/2012

وقــتٌ طالت غـيبـتـه





تقفز عن قمة الجليد .. لغيرها
الإرتفاع يسحبها لأعلى .. لأعلى .. لأعلى
فتغرق أكثر ..... حيث البرد الشديد

قضمات السقيع تتمكن من جزء كبير من قلبها
  ومن أصابع يدها اليمنى أيضاً .. فلا تقدر على نقر رقمه
على الأقل هكذا تدّعى !

لا تتذكر علام تتصبّر منذ شهران
ولكن يبدو وأنه لم يكن شيئًا دافئًاً كفاية ليملأها كل هذه الفترة الطويلة بلا تذمُّر
التذمر الذى يتمكن منها فجأة على حين غرة
فتشعر بقلبها يتضور جوعاً .. و سِقمًا !

لا تصدقوا تلك النصائح البلاستيكية عن الإكتفاء الذاتى المُمكِن
وعن نظراتك للشمس ولوجه مرأتك التى قد تغنيك عن إطعام روحك بمن تحب
أو قد تغنيك حتى عن الحُــب

وكأن الحُب نوعاً معينًا من حبوب الإفطار التى قد تستبدلها بسهولة بأى صابون إستحمام برائحة البانجو
ولن تلحظ أى فارق فى النكهة والملمس

إن إستغنيت عن البشر وحاجتك فى ربط ذاتك بهم
ستكون كشخصية هذا الطبيب العبقرى
House
تعزل نفسك داخل قوقعة زائفة .. ترتضيها فى حد ذاتها رغم إهترائها من الالم .. بأنها تكفيك

أنا لست بهذه الرزانة .. ولست بهذا البرود والإكتفاء
ولست طبيبة ولا أدعى هاوس !


_ أقصد .. هى
صاحبة القصة
مالى أنا وهذا الكلام ! _


حتى المشاغل والواجبات المتراكمة التى يجب إتمامها .. تؤجّل إلى حين ميسرة
وميسرة بعيدة .. تحلّ حين ترضى علينا السماء والبحر  فيمنحانا فرصة التزوُّد بما يلائم رحلة طويلة من الغياب والأُلفة
لهذه الجدران الأربعة الفارغة إلا مِنّا ومما نحمل بين طياتنا


رياحٌ هنا ... ومطر هناك فى الأعلى على وشك الهطول ليقلب فناء حدائق الكون بالطين
و مأزقاً يحيك نفسه ليلِّم بنا حين تشتد وطأه الحنين ...... فتجد نفسك نائماً على حافة الفراش بلا سبب

:  لا يوجد أحد بجانبك لتنامين هكذا ،، ستقعي !

 : ومن قال بأنى أنام هكذا لأن أحداً هناك بقربى ؟؟
انا أنام على حافة الفراش لأنى غاضبة عليه ولا أريد مخاطبته !

 : من هذا الذى لا تريدين مخاطبته ؟؟

: الفراش أيها الغبى !

أصمت ودعنى أدَّعى النوم يانوم !


وفى صباح الشىء التالى
لوناً أخضر يوقظك

خير اللهم إجعله خير !

 صحو معافًا من الالم .. رغم قرار النوم الموجوع على حافة الفراش هرباً من كمٍ هائل من الألم الغير مُباح أن تبوح به !

لعله خير .. هى حتماً هبة من الرب لروحك المسكينة .. تخفف عنك بعضاً من بعضك

تتمطى .. وتتثائب .. وتتأمل كل شىء بعين تدّعى أنها لم تعانِ من الأرق بسببك .. بل وتغفر لك
فنجان القهوة يقرر كذلك أن يسترضيك ..
فيرسم وجهه متبسِّمًا غنياً بروح البُن الطاهرة .. ويمنح نفسه قرباناً لشفتاك مقابل متعتك اللحظية به
فنجان القهوة مُخلص دائماً
حسبما تكون.. يكون

بسكويت الشوفان متزينا بحبات السُكْر .. يكون درعك الحُلو عن أى مرارة تنوى أن تصيبك فى مقتل اليوم

طيور  شرفتك البريَّة التى غالباً ما تنهكك بفضلاتها فى كل مكان وتعيق إستجمامك واستمتاعك العفوى الخالي من أى ترتيب وتنظيف .. تعفيك من ذاتها اليوم
حتى فضلات الطيور .. ؟

الحمد لله
روحاً خفيفة تُشعِرك برضاً غريب من الكون عليك .. فترُدُّ السلام عليها .. والرضا

يحين الليل .. كعادته لا يتأخر ولا ينسى هداياه الثقيلة لك
ولا موعد يخطه الوقت فى صفحاتك أنت خاصةً دوناً عن كل بؤساء الكون

سقم ...
وملل...
و كَيلٌ قد مرَّ على طَفحِهِ عُصور !!

ونصيحتى لك حينها أن..

تمضى فى سكون .. ترتدى منطادك وتقفز من النافذة صارخاً بـ :
أُفٍ لكم

وأنت تعنى فى قرارة نفسك
أُفٍ للــ إنشغالات.. والعمل.. والوقت.. والبُعد.. والجيران المزعجين
والموسيقى الجنائزية التى تزيدك وجعاً
وللمال .. وللمادية وكون كل شىء بثمن


أف لشعر القطط الملتصق بأصابع مالكيها

واُف لأصفر سبونج بوب !



إرقد فى سلام ..


25‏/04‏/2012

مغامرة عابثة






أغلق باب غرفتى بقوة ... و ألقى وسادتى ودميتى على الأرض فى حماس مفتعل
أريد أن أتحمس !!  أريد أن أتحمس !!

أُشغِّل أغنية  حكايتــى / لأدم على
تبعث فى روحى شئ من الخِفة والإيجابية بطريقة ممتعة


البارحة قررت عمل أول كولاج لى .. ولم تثمر المحاولة عن عمل يَقرب ولو إنشاً من الجمال !
أصابنى الإحباط
رغم اننى اقتبست جُملتها من انشودة رائعة لــ بن عربى " أدينُ بدينِ الحُب "
إلا أن فرقة بن عربى بريئة منها برائة الذئب من دم إبن يعقوب

أشعر حين أتأمل اللوحة بالإزدحام والإنزعاج من دفع القصاصات والألوان دفعاً

تخبرنى أمى كم هى .. قبيحة
أتضايق واستشيط غضباً
فى الواقع أنا أتفق معها .. ولكنى اتضايق فحسب





لا تجعلوا أحداً يراها :$ شششـ !



اقرر أن اعمل على شئ جديد مصاحبةً رتم الأغنية التى تضج بغرفتى روحاً

أرسم شيئاً جديداً على حائط غرفتى
إستلهمته من إحدى القصاصات التى وجدتها فى مدونة انا كفاطمة
عيناً تفترش عبارةً لــ محمود درويش

" وجدنا غريبين يوماً .. ونبقى رفيقين دوماً "

.....
فى الواقع حين بدأت " أُوجَد " .. وجدتنى لك
لذا تطرقت بتصرف على الجملة فكتبتها

خلقنا غريبين يوماً ..... ونبقى رفيقين دوماً




سعيدة إلى حدٍ ما بنتيجة الثانية

والأن يكفى هذا لليوم ^_^

23‏/04‏/2012

برودة أطراف




نقرٌ خفيف ... رتيب لدرجة أنك قد تفقد سماعه وملاحظته بين ضوضاء الحياة
نقرُ هناك ... يمارس هوايته .. يُبقِي لياليها مؤرقة ...
ولا شئ جديد

هو جالِسٌ على سطح البناية التى يَسكُنها
مرتفعةٌ هى ... تُطِلُ على الحياة

تشبهها
ولكنها ليست مثلها

هى لا تبكيه كما تفعل هى ....

هى ..... وهو ... كلاً منهما بعيد عن بعضه
بعيد عن الأخر
و وحيد

تربط ستارة شرفتها بمنديله
تمسح على رأسها مُصبِّحةً كأنها هو

هو مازال يجلس على سطح البناية التى يسكنها
يدخن الهواء
ويداعب جرحه الذى لا يندمل

هى تبكى
عادة مقدسة فى صباحات الليال المؤرقة
تبكيه ... وتبكيها
وتشرع فى صنع قهوتها المالحة

هو لا يدرى ما خطبها
هى تظن أنه لا يعرف
..... فى الواقع هو لا يعرف شيئاً على الإطلاق
لا يعرف سوى أن يلف الهواء تبغاً .. ويدخن حتى الثمالة


ترتدى قناعها .. وعبائة النسيان وتخرج من منزلها
تمضى .....
سيارتها تمر على الكثير مما نال من رؤيته
تعزى نفسها بأنه ينفث نفس الهواء الذى يملؤها الأن

تبكى ... للمرة الرابعة أو العاشرة لليـــوم
وهو هناك ... يقبع كحجر على سطح بنايته
يدخن الهواء

تقضى مَصَالِحها
تُعيدُ من ضبط وضعيه القناع على وجهها حتى لا يلمح أحد ملامحها المُنكسرة لألف قطعة
تعيد من إحكام عبائتها
وتمضى .....

تنتظر .....
ثم تستجمع قواها وتقرر ألا تنتظر
وحين تقرر ذلك .. تنتظر نتيجة عدم إنتظارها
فتنتظر !

هو هناك يقبع كحجر جرانيت على سطح بنايته
يدخن الهواء ويقرض أظافره

تعود ... فتتوه بين ثنايا ذاكرتها
تنزع القناع .. وتخلع العبائة
وتبكى

لقد أصبح الجرح عارياً الأن
وهى قد سئمت حقاً
لا تقوى على هذا الهراء
إنتظارها ملّ .. فرحــل عنها
كسرت ورائه قُلة من جرانيت

تطلق شعرها الأهوج .. ليعوِّض رصانتها التى تمقتها
تتمنى ان تفعل شيئاً متهوراً
لم لا تستطيع أن تحزم حقائبها وترحل ؟

تطلق شعرها الأهوج ... وتجلس ساكنة لا تقو على فعل مايتخطى ذلك

لا يبال هو
فهو يدخن الهواء تبغاً .. ويقرض أظافره .. ويربت على جروحه التى إندملت

يتذكرها
هى المنسية الموجودة كنقرٍ رتيب قد تنساه فى خِضَّم ضوضاء حياتك
يقول :
" سأهاتفها لاحقاً "

لا يدرى أن الإنتظار قد ملّ .. ورحل عنها

تخرج من شرفتها
تجلس على درابزين الحزن
تشعر خصالها المنسية بالراحة والهواء الذى نفثه .. فيهتاج ويتطاير
تُشعل ورقةً بإسمه .. وتطلقها للريح

وهو جالس هناك على سطح بنايته كحجر جرانيت
ولكنه دخن هذه المرة رماد إسمه المحروق
فمات مخنوقاً
مات قبل أن يهاتفها كما خطط

فقط
مات !

تشعر بالبرد .. فتنزل عن الدرابزين الحزين
وتغلق شرفتها .. والستار

22‏/04‏/2012

سوريــا بدّا حريـــــة !




نحنا صامدين
مابدنا مساعدة لا من أميركا ولا غيرها
صامدين نحنا لأخر نفس جواتنا
بنحارب .. ونحمل السيف
 لأن الوطن مابيهون .. بنحارب بشار كيف ما سال الدم أكتر عــ أراضينا
بنحارب بعون الله ... والشهادة أسمى أمانينا


ما بدنا إشى من العرب ... العرب نسيونا

بس بيضلّون يتابعوا هــ العرب أيدول
فوضنا أمورنا لــ الله

الله معنا
كل يلى بدنا ياه ... بلادنـــا حُرّة

سوريّـــا بدا حــريـــّــة
ونحنا رح نحقق هيدا عن قريــب إن شالله

________
__


تدوينة اللهجة المختلفة ضمن فعاليات اللغة العربية للإستخدام اليومى

21‏/04‏/2012

تذكرة ذهاب وعودة




أذكر سعادتى الغامرة حين أدخل من بواباته الزجاجية الأنيقة
أصوات النداء على الرحلات المقلعة أو المؤجلة
المطاعم ومتاجر الهدايا الرائعة التى قد تلهينى عن الرحلة نفسها التى على وشك أن تمر بى وأمُرُّ بها

أذكر الوجوه المختلفة والتى تحمل كل علامات التجارب الشعورية الممكنة

هذا يبدو عليه أنه عائد للوطن .. وهذا حزين وأسِف على أنه مضطر للرحيل
هى مُرتبكة .. ستقابلة هنا بعد عام كامل من الإشتياق والحرمان
وهو هنا .... ينتظر أن يرى طفله لأول مرة

هذه السيدة العجوز تنير المكان ببياض وجهها وردائها
هى ذاهبة لرؤية بيت الله الحرام بالتأكيد

تشعر بأنك دخلت ألبوم صور للعديد من العائلات
حتماً سترى تضارب ومفارقات .. ولكنها فى النهاية تشكل كولاجً ممتعاً

إحساس أن أكون فى هذه المساحة من الدنيا .. المُطلة على عوالم أخرى ببساطة .. مُربك وممتِع فى آنٍ واحد

أذكر بكائى كطفلة حين كان يغادرنا والدى ليغلق ستار الغربة صورته عنّا
وأذكر سعادتى التى لا توصَف حين تُسرع والدتى الخطو بى حتى نبحث عن وجهه بين المُنتَظِرين

ولأن تجربة الطيران لم تتكرر خارج نطاق الذهاب والإياب لرؤية والدى فقط
فأنا أربطها بطريقة مبالغ فيها بلقياه أو مفارقته
وأؤكد لكم ... شعور الفراق كان يلازمنى بحشرجة البكاء فى حلقى حتى يحين موعد اللقاء ولم الشمل التالى

رغم أنى أحب فكرة السفر وأتمنى أن أحظى بها الأن كثيراً

إلا إن مفارقة الأهل هى كابوس فى حدِّ ذاته لا أقوى عليه

المطارات هى عوالم ينطبق عليها وصف الــ
Bittersweet

تحمل فى ذاتها شتَّان من الأحاسيس
سعادة أو حزن
حُلم على وشك التحقق .. أو حلم تحطم دفعك للرحيل


______________

مشاركتى عن المطارات ضمن رحلة التدوين : اللغة العربية للإستخدام اليومى

20‏/04‏/2012

كــــاتـِـبــــة





كنت على عجلة من أمرى
إرتديت خواتمى الكثيرة
ولففت شالى الأرجوانى حول عنقى والحجاب
أنتظر اليــوم منذ اول هذا العام

أخذت حقيبتى الممتلئة وجريت إلى الباب
ثم كالمعتاد عدت لأخذ مفاتيح سيارتى التى أستمر فى نسيانها

قيادتى ليست بالسريعة فى المعتاد، ولكنى يومها أردت أن أصل فى وقت قياسى
لا أريد أن أتأخر عليهم
بعد العديد من الإشارات وبعد بعض الحوادث المُحتملة وصلت أخيراً

وصلت المكتبة فبدأوا يتلفتون مبتسمين ويراقبون إقترابى
رحب بى مدير المكتبة بحرارة .. وكذلك الحضور

كم شعرت بالسخونة تجتاح وجنتىّ وهو ينطق إسمى بعد تعريــف " الــكاتبــة "

بعد بضع رشفات من كوب الماء البارد لأرطب بها إرتباكى
رغم أن هذه ليست حفل التوقيع الأولى لى ولكن مايزال الحضور مُربكاً

ناقشت فكرة كتابى ، والعراقيل التى واجهتنى قبل أن يخرج للنور
ورحلتى من الكتاب الأول والثانى _ اللذان لم يلاقيا هذا القدر من النجاح _ حتى كتابى الحالى / الثالث و نسبة مبيعاته العالية

تحدثت وثحدثت، منتشية بثمرة النجاح بين يدى
متحمسة لفكرة أن مجهود السنوات الماضية لم يضع هباء

بعض الأسئلة عن تفاصيل العمل وعن رأيى فى أمور عدّة جاوبتها بمتعة كبيرة

ثم جائت نهاية الأمسية
وجائت اللحظة

إقتربت منى فتاة على إستحياء قائلة :
" روايتك الهمتنى حقاً ...
أتمنى ان أصير مثلك يوماً ما
هل يمكن ان توقعى لى الكتاب ؟ "
________________________________

تدوينتى عن المهنة التى أتمناها ضمن حدث التدوين الإبريلى اللغة العربية للإستخدام اليومى 

18‏/04‏/2012

مـَحـبــَّــة منتــصف الليــــل



كانت الساعة الثالثة صباحاً عندما رن الهاتف لأول مرة ولكنه توقف، وما أن وضعت رأسي
 من جديد لأنام حتى سمعت بعض الطرق على باب غرفتى


غريب هذا النقر المتأخر .. إن كانت أمى فلما لم تدخل ؟
هى تعلم أنى نائمة

قمت أجرُّ نفسى، وما زال شريط أحلامى يُعرَض داخل جفونى المُغمضين

فتحت الباب
ظلامٌ دامس
لا أرى إن كان هناك أحداً أمامى الأن
ضغطت مكبس النور وأنا أجز على أسنانى من الغيظ
لا أحد
غرفة والداى مغلقة
وكذلك إخوتى

قفزت من مكانى مذعورة حين شعرت بهذا الفِراء الناعم يتمسَّح فى قدمى

أوه !

" Gucci "

إذن أنتِ السبب وراء هذا النقر
حملتها فى حضنى
وسحبت نفسى وإياها إلى الفراش

بعقلٍ يقظ قليلاً الأن، تحققت من المكالمة المفقودة

إنها منك

وهناك رسالة أيضاً
" أفتقدك " :

إبتسمت
بـ شفتاى وقلبى

ليس الأمر سيئاً لهذا الحدّ إن إستفقت _ حتى وإن كان فى ساعةٍ متأخرة من الليل _ على نقر من يفتقدك

سواء إن كان حبيباً، أو قطة


________________

أول سطر هو بداية ثابتة وكل مدوِّن يكمل القصة من بناة خياله
ضمن مشاركاتى فى المغامرة التدوينية : اللغة العربية للإستخدام اليومى

17‏/04‏/2012

أحلام طفلة كبيــرة



ذاكرة الطفولة عندى ممحيّة بطريقة مؤلمة
لا أذكر الكثير من الأشياء
أذكر فقط أنى كنت منطوية جداً
وسفرى الدائم للسعودية ورجوعى للوطن وقت إمتحانات نهاية العام فقط
لم يساعد كل هذا فى بناء صداقات لى

كان حلمى أن أصير شخصاً مشهوراً ولم أحدد ماذا تحديداً حينها
أظن بأننى أردت أن أعوض فكرة كونى وحيدة
بجمهورٍ كاسح يصفق لى :))

وحين بدأت أفكارى تهدأ من شعاثتها
كانت الفكرة هى أن أصبح
عازفة كمنجة :)

أُبهِر معجبينى بخفقان الوتر تحت أناملى
هذا كان حلمى منذ أول خطوة تَخَيُّل ناضج لفتاة العاشرة

وصراحةً .. مازلت حتى الان أتمنى ذلك :)
بجانب طبعاً حلم الأديبة الرحَّالة دارسة علم النفس والفلسفة
والحاصلة على ليسانس أداب لاتينى جامعة القاهرة بعد إنهاء دراسة الإعلام الجارية حالياً
بإذن الله ^_^

صـديــقة من نوع أخر

الصورة بقلم الفنانة صديقتى العزيزة :)   مُـنــىَ مـمــدوح


تُجلِسُنى على فِراشها، وتُحضِر كل ألعابى وتضعهم بين يدى
ثم تنام بجانبى والنور مُضاء كى أستمتع بحضنها حتى وإن كنت ألعب

هى ببساطةٍ ليست بسيطة مُطلقاً
أمى

صديقتى ..
إبنتى
وأحياناً خصمى الذى أستمتع بإختلافى معه فى الرأى

مادام الأمر لم يتجاوز التهديد بتصويب شيئاً ما مؤلماً ناحيتى :))

____

اللهم بارك لى فى والداى واغفر لهما وارحمهما كما ربيانى صغيراً
سأكون مدعاةً لفخرِك يوماً ما ليس ببعيد ماما

إن شاء الله :)


________

مشاركتى عن الأم ضمن فعاليات التدوين
اللغة العربية للإستخدام اليومى

16‏/04‏/2012

عـشـــرة أشيــــاء


1


بدأ الأمر حين تلقيت ورود فى عيد ميلادى
حزنت كثيرا وأنا أرى باقتى العزيزة تذبل وتسقط ورقة منها تلو الأخرى على مكتبى
وبالطبع لن تقدر حبات الندى والماء البارد على أن يبقياها نضرة إلى الأبد

أزلت الورود من المزهرية وقصصتها عن عودها
وتركتها ساكنة فى مكانها حتى يبست تماما
وإكتشفت شىء مهم
الزهور اليابسة لها جمال من نوع أخر يكاد يوازى جمال الورود الطازجة
وها انا أزين بها غرفتى حتى الأن

______

2



أوراق الكروشّيه الملونة لها إستعمالات عدّه
أحيانا أُغلف بها بعض دفاترى وأرسم عليها .. أو أشكلها فى صورة ورود وفيونكات للزينة

______

3


دبابيس الورق المعدنية
+ ستيكر أو زهرة أو قصاصة ورقية ملونة
=
علامة التوقف فى الكتاب ولا احلى :)

______

4

طلاء الأظافر يكون مفيداً جداً للتلوين أو لصق الأشياء الرقيقة كالبرونز مثلاً :):)

______

5

حائط غرفتى ليس هناك فقط ليفصل بين عالمى وعالم صبية الضجيج المجاورين لى
خُلق أيضاً لأرسم عليه
تحذير : لا تحاول أن تطلق العنان لنفسك بخصوص هذا الأمر
قد تكون مخدوعاً فى نفسك وتشوه الحائط المسكين :D
كما حدث معى تماماً :$
______

6

حُلى القلادات وإكسسوارات العُنُق أحياناً أفككها وأزين بها
أو أصنع منها خواتم وأساور

______

7




شرائط الهدايا المُلونة يربطنى بها عشق أزلى
لها عدة إستخدامات رائعة تبدأ من شرائط للشعر
وحتى الشارات ولفتات للزينة أو لِضَمِّ الستائر

وهى تسبب حالة من الجنون الغير مبرر إذا لاعبت بها قطتك

____

8

كحال الكثيرين .. الأكواب تُستخدم لحفظ الأقلام :)

_____

9

لدى ولع غريب بتجميع الأصداف
تكون جميلة لتزيين الحوض وزوايا حوض الإستحمام




_______

10


دبابيس الحجاب ذات الأشكال الجميلة
أزين بها حقائبى :)

_____________________


التدوينة الأولى المشاركة فى حدث الكتابة اللغة العربية للإستخدام اليومى

اللغة العربية للاستخدام اليومي


أحبتى المدونين .. حدث كتابى جديد يبدأ
مممم هو بدأ فعلاً :)) ولكن لم أعلم بأمره سوى اليوم
نشرته مدونة أنا كفاطِمة وتلاها فى ذلك عدة مدونات

فكرته لذيذة جداً وممتعة أتمنى تشاركونا
وبالنسبة للأيام اللى فاتتنا هايتم التعويض عنها حتى نواكب التسلسل التدوينى كما إقترحت عزيزتى
داليــا رحاب

مافيش حاجة تمنع المشاركة فى حدث ممتع كهذا
فى إنتظار المشاركات :)

قِــلَّة حيـــلة .. حقيـبــة !



الحُزن شىء قاس، ونبيل !
لا يُحِب أن يتم تجاهله أو أن يُختَذَل

مثلنا تماماً

يضيق ذرعاً من الروتين ويُصابُ بالملل، فينتقى إساليباً جديدة لـ يلهو بها
أساليب توقع فى جُحرِهِ زبائن سُذَّج كل لحظة


هل فكرت من قبل أن تكون حقيبة ؟
تَحمِلُ ما تَحمِل
تحوى أشياء مهمة، أو حتى فُتات خبزٍ جاف
لا يهم
إن كان مالِكك فتاةً مُترفة أو فتى رياضى لا يَجِّف عَرَقه
المهم أن تمضى فى كونك حقيبة
لا تتذمر
لا تشتكى
فقط تقوم بما عليك فعله
تختضن الأشياء
لا أكثر.

صورة مُصغرة من الإستِعباد وفِقدان قيمة الحياة
أليس كذلك .. ؟

 .....

فليكن !

لا تُصاب الحقائب بالحُزن على الأقل

مممــ ...
عسى فقط أن يحفظنا الله من فقدان أزرارنا !

أوف !!

لا فائدة كما يبدو

قد يصيبنى الحزن حتى وإن كنت حقيبة على أزرارى المفقودة

ماذا لو كُنّا حُزناً فى حدِّ ذاتنا ؟!

وجدتها :) !

15‏/04‏/2012

كَــرمِل الـــرُوح





غَمَس فُرشَاتِه فِى الزَيت المُعَكَّر بشوقٍ طال عُمرِه عن الزَيتون

تردَّد .. أى لونٍ يحرر على هذا الوجه اليابس للحياة / على هذه الصفحة البيضاء من فَرخِهِ الفارغ والبيضاء من أى نَبضة حُبٍّ

لم يسبق أن شعر بحضورٍ غائب هكذا يطغى على روحه كما فى هذه اللحظة

مط شفتاه
ومسح بكُمِّه المُتَّسِخ العَرَق البارِد عن جَبهَتِه

إنساق وراء هذا الغِيَاب الجذَّاب مَشدُوهاً
شىءٍ دَفين لا يعترف بمدى الكون المُروَّض على خرائط جامِدة من أى رُوح

أكثر درجات الوَهَج الرَوحِى جمُوحاً .. تَحرراً
لطَّخَت يديه فى معصيةٍ فَذَّة
وإنهالت على لوحته تفتك بِصَمتِها وبإستحيائها

تُمزِّق الماضى والمستقبل بنَهَم
وتحصُر الكون فى حاضِرٍ لا ينتهى ولع القلوب منه

بأنفاسٍ عالية متلاحقة .. تجرى وراء بِساط اللون وتفشل .. أنهى لَوحَتِه

ثم بدأت غَمرةٍ لهاث فُرشاته يهدأ
ويهدأ معه الزخم الضبابى من الغُرفة الملئ

رأى وجهها يَغرُب فى لوحته المُتعبة عن الكون بأسرِهِ
وينغَمِسُ فى طَيَّاتِ العُمُق
فتُشرِقُ عليه وحدهُ .. هو الذى إنتقى أسفل الكون ليسكُن

يبتَسِم فى رِضا السُكارى
يُرسِل لها رسالةً يَعلَمُ أنها لن تصل

" ألَم يأن بعد زَمَن شروقِكِ على جُرحى يا كَرمِل الروح ؟ "

أدار مُشَغِّل موسيقاه ... وإنتقى

" Elvis Presley _ Return To Sender "

  وأمضَى اللَيل يتأمَّل تَميمَتُه

13‏/04‏/2012

مـُشـمِـسـاً أكـثـر



كان هناك ملكاً يُراقِـب البَشَر وهم سُعاة كعادته
وبينما هو متكئًا على وِسادته شعر بالنُعاس

فَفكَّر أن يأخُذ قيلولة الغروب
ولكن قبل أن يغمض عيناه ويلتَحِـف السماء
سمع ضحكات أنثوية عذبة لفتت إنتباهه
نظر لأسفل
فشاهد فتاةً جميلة تأكل بعضاً من السَحاب

تفاجأ

فنفخ برفق فى السماء الأقرب للأرض لينقَشِع الغيم قليلاً ويرى بوضوح

إبتسم
لقد كان تأكل حلوى قطنية لا أكثر

إنسَحَب لفِراشه السَماوى بعد أن جعل اليوم مشمساً أكثر من المُعتاد دون أن يَلحَظ
و ذلك بسبب ضِحكة فتاة

10‏/04‏/2012

لِماذا ... ؟




هناك أنينٌ ما حزين أسفل فِراشى

رغم أننا كُنَّا صَبَاحاً مُنذُ قَليل .. إلا أن الليل إِجتَاح السماء والأرض والأشياء فجأة


لا أدرى
لقد كُنتُ أقرأ رِوايةً لَطِيفة إلى حدٍ ما
وقد فَتَحتُ شُرفَتى على مِصرَعَيها  لِأَتَنَعَّم بِجوِّ جَمِيل بَعدَ عِدَّة أيامٍ جحيمية

إلا إنه كما يبدو .. ليس الجو فقط من يستطيع أن يكون جحيماً


أنين عالٍ
...
يزداد .. ويَرتَفِعُ معه لُهَاث أنفاسِه

أتسلل بهدوء على أطراف أصابعى
أنحنى قليلاً
ثم أرفع المِلآة لأُفاجئ هذا الشئ الغريب الذى دخل بدون إستئذان ليبكى أسفل فراشى

صدمة !
ثُم لحظاتٍ منسية لا أتذكرها الأن

والمشهد ... :

  فتاة ...
تُشبِهُنى كثيراً

إنها ..

إنها ...
..... 

إنها أنا !!!

ترتدى رداءً أسود وتَسدِل شَعرها الحزين على كتفيها
لدىّ شعرٌ مُموَّج .. كيف صار أملَساً هكذا

بيد أنها سَمِعت عقلى .. فجاوبت :
" من كثرة البُكاء صمتاً أيتها البلهاء "

إرتعبت
..
فتراجعت
...
فإصطَدَمتُ بِمكتبى

..
فتراجعت
..
ونظرت
...
فرأيت

أنا أُخرَى !

تجلس هادئة مكانى وتَقرأ روايتى الجيدة إلى حدٍ ما

هى أنا !
بشعرٍ أموج أكثر من المُعتاد

أنا الهانئة هناك تلك لم تسمعنى
فلم ترد على تساؤلاتى

من هى ؟

ربَّتت أنا السوداء شكلاً وروحاً على كتفى وقالت :
لا تبتئسى ، هى أنتِ السعيدة
وأنا أنتِ الحزينة

إرتَجَفتُ خَوفاً
كيف يكون ذلك ممكناً

إبتَسَمَت لفمي المُسبَهِلّ

كدت أنطق إلا أنها بادرتنى بالإجابة :
" أما أنتِ ... فقد أصبحتِ ميتة الأن !  "
....

ماذا ؟!
متى ؟
من ؟
كيف؟
كيـــف؟

ثُمَّ بدأتُ أَتَبَخَّر وأرتَفِع فى الهواء ... وأنا أرى حُجرَتى تختفى رويداً رويداً عن ناظِرى


أنا ذات الشعر المُمَوَّج .. والأخرى الذابلة ذات الشعر الأملس يتعاركان على مكانى فى الحياة
يتقاتلان
يدميان بعضهنّ شراسةً على حياتى
وأنا هنا .. فى الأعلى أشعر بألام كلاً مِنهُنّ

ألَمٌ أخر ... أقــــوى بكثيــــر
فى جانبى الأيمن..
ثم يتصل فيصل لجانبى الأيسر كذلك
أتأوه فى ألمٍ خالِص
فتهتز السماء
يتفشى فى صَرَعٍ محموم و يُصيب رأسى وظهرى وساقى
أنكَسِر إلى عدةً مِنِّي
أصــرُخ بكل ما تبقى فيّ من أشلاءِ حياة

" أزيلوا هذا الوجع عنـــــى ! "
كيف أكون ميتة ومازلت أشعر بالألم !

تنظر الفتاتان إلى أعلى .. أنا وأنا تنظران لِـ أنا المُتأوِّهة

دماءٌ تملأ السُحُب وتَفِيضُ مَطَراً أحمَراً على الأرض وعلى وجهىّ الإثنين

أتمزق .. أصير إرباً تأكُلُها الرياح
وأنا وأنا .. تَنظُرانِ فى برود

لم تعوداً تتشاجران على مكانى فى الحياة
لقد رَحَلتُ وأخذت تذكَرَتىِ المُمَزَّقة معي

بعد لحظات من الصمت البارد والألم المستمر الفاتِكُ بى
تَصرُخ ذات الوجه الصَبِح والشَعرُ المُمَوَّج وهى تَتَعملَق من فرط الغضب والألم البادِيان عليها

لماذا أُمـــى ؟


تَهمِس انا شاحِبةُ الوجه وهى تَذبُل بِبُطءٍ على الأرض

لماذا قتلتينى أُمـــى ؟



بعيني التى مازالت عالقة فى نجمة ما فى الاعلى مازِلتُ أرى

  تَدخُل أُمــى فى هُدوء إلى غُرفَتى
ولا يبدو عليها أى شئ .. وجهها يابس من اى معنىً

تنفُخ فى الفتاتان فيتناثرا رماداً فى الهواء
ثم تنفض يداها بإبتسام مُنتصر

وتُغلق خلفها الباب / باب حُجرتى الفارِغةُ مِنِّى الأن

وتَستَعِّد لِتَحضير العشاء وحدها بلا مُساعَدَتى
لا يبدو أنها مُتَذَمِّرة من ذلك الأن

تُنقِص طبقى من الحُسبان .. وتزيل منديلى عن المائدة

ثُم تأكُل وَحدَها !

08‏/04‏/2012

هذيان لا يَمِتُّ لِذاته .. ولا هدَف مِن وَراَئِه

اللوحة لبيكاسو ولا أستطيع تَذَكُر إسمها الأن
مقلوبة على جانبها الأيسر لأنها تعجبنى هكذا أكثر !




ليس مُدخنى الممنوعات فقط هُم الداعيين للسلام

وعندما يموت قطك لن تتسائل ما إن كان فى النعيم أم الجحيم
فهو يتحول لتراب أيها الغبى !

يُدَخِّن المَارِيجوانا .. فيَرى الشمس حلقة اناناس
يشعر بالعطش وبالحر
لقد أمضى الظهر اللاسع هذا بأكمله فى سيارته ينتظر

يُدَخِّن تبغاً مَحشُّواً ويتمطع .. لا شئ يُعَكِّر صفوه .. فهو مغنىٍ غبى !
يرتدى كنزة رمادية عليها وجه شخصية كرتونية وقلنسوة سوداء
يخال نفسه وسيماً حين يبدو غير مُكتَرٍث
فى الواقع .. يبدو كذلك !

يده المليئة بالأساور والخواتم .. تنزف
ويبدو وأنه لم يلاحظ ذلك حتى

يُفَكِر :
الكل سواء
لا يستطيع أحد أن يَفرِض على الأخرين شيئاً
ولا يستطيع الناس الحكم على بعضهم مهما كانت أفعالهم شاذه أو غير مقبولة من وجهة نظر الجميع
الكل سواء !


ينفث الدخان فى إستسلام تام

يذكر الرجل الأسيوى العفن الذى إبتاع منه الماريجوانا
وكيف تقزز من فكرة أنه يأكل اللحم نيئاً

يقرر عدم الحكم على الرجل .. لا يحق له الحكم


يدير سيارته
ويمضى
لديه حفلاً موسيقياً الليلة عليه أن يستعد لها

يلاحظ الدم على مقوده .. فيرى جُرحَه
يشبه عين جدته
للأسف قد ماتت مختنقة برائحة الغاز
نسيته كالعادة فماتت .. بهذه البساطة !


يحتاج بعض المال الليلة .. لا يستطيع إنتظار مابعد الحفلة وتقسيم الأرباح
يشترى ماريجوانا بما تبقى فى جيبه
ويدخنها
يرتدى لباسه البوهيمى
تى شيرت به كل الألوان وكوفية كاكية اللون بِــ لون البنطال

ويبدأ فى ترتيل الأغنية
فيتمال الجمهور كالمنومين مغناطيسياً يرددون ورائه

" لون واحداً .. حلماً واحداً "
كلنا سواء

____

رصاصة تخترق قلبه حين يبلغ الأربعين
لم يدفع ثمن تبغة الثمين
فمات منتشياً ومديوناً

لا أحد مقتنع فى الواقع أن الجميع سواء

لسنا واحد أيها الأحمق
نحن أعداء بعضنا
ننتظر ذلة قدم حتى نفتك بالأخرين
مُت بأمثالك ومُثُلَك اللعينة التى لا تعنى شيئاً
أنت نفسك لا تؤمن بها .. أيها المُدمِن

تباً لك !!

07‏/04‏/2012

رونـــقٌ حَــــىّ




خفيف .. كبيتٍ مبنى من حروف

قريب من القلب كـ عين الحبيب فى لقاء مابعد السفر الطويل

يشتهى أن يكون ملموساً .. فيلمس امناملك ليتأكد من مكانه فى الوجود .. وينام فى كفيك وفى رحمك وعلى وسادتك المحشوة بالأحلام

يتبَسَّم كل صباح .. ومساء .. ويضحك خالصاً فيما بينهما
يشبه الاحلام .. ناعم وسلس .. يداعب مشاعرك بحنكة ممتعة لكليكما

لا شىء يؤرقه سوى وشكية إنتهاء اللون فى فرشاته .. فيمضى إلى حدائق الكون ليستزيد
ثم يقضى العمر يرسم معشوقته على كل جدارٍ وُجِد وعلى السماء والبحار والورود

احيانا يصيبه العطب .. حين يشعر بالحزن .. فيتحول لونه كارهاً لشيئاً من اللاشئ
يضمحِلّ .. ويشوب نفسه .. ويمضى فى طريق مُعتِمٍ بلا لون كـ لون البكاء
يتماهى .. وينال الصدأ الحزين منه .. إن كان حزين

يكاد يُجن !
"اين لونى ياتُرى" ؟ يسأل الليل والنهار ملياً
يهرول كالمسكين فى كل ارجاء المكان واللا مكان .. باحثاً عن نفسه ..

عن لونه الرائق الشفيف يتلمَّس السُبُل جميعاً

اسفل شجرة لوز مزهرة بالوردى والابيض .. يجد سنجاباً أكحل العينين جميلاً
يلهو مُنهمكاً فى شيء ما خفي

يحلق إليه فضولاً .. فيختفى الأخر فى جوف الخشب تاركاً وجبته الثرية ..
الكثير من ورق الشجر والبندق ...
 
وجد اللون اخيراً ...

وجد أخضَرَهُ
  ......

 سيأخذ نفحةً منه مُستَسمِحاً اوراق الشجر اليانعة
ليضعها أسفل وسادته كى تظل أبداً
  فــ يواصل الحيــــاة حيّاً


__________

المشاركة الأخيرة فى الحدث الكتابى ألـــوان

05‏/04‏/2012

خـِـــــمارٌ أزرق




كانت تَختَبِىء منه
خلف الصناديق التى ملأت كل أرجاء الدار

الوقت كان قُرب الغُرُوب
والجو المُعتِم الأزرق يُشِعرُك أن هُناك شيئاً ما رَطبٍ مُقَزِّز يَزحَف إلى دَاخِلك

سَمِعَت خُطُواتِه
إرتجفت ..
وإنطَوَت على نَفسِها أكثَر وضمَّت ساقيها بِذراعَيها كأنَّها تَهَرب مِن المُوت

 _ كأنها .. ؟  _

ضجيج .. واشياء تسقط على الأرض
تعلم أنه أتى فقط ليأخذ سلاحاً أو أكثر من صناديقه _ التى تؤرق منامها إن وُجِد

كتمت أنفاسها حتى سمعت صفعة الباب .. ثم تنفست كمن كاد يغرق

  لقد خرج !

هى تعرف أنه الان مع مجموعته الخاصة
سيركبون عربات الجيب مفتوحة السقف وهم يهللون كقبائل بربرية
هى تعلم ذلك
رأت هذه المشاهد كلها من قبل

سينتزعون حُرمَة بيتً أخر اليوم
فقط لعدم قبول رَجُلِه العمل معهم فى إقامه حدود _ أبعد ماتكون عن حدود الله

بلا تجمُّل هى حدود السيف !
لا أكثر !

يَنصّبون أنفسهم قُضاة ديِنٍ وعَدل بالإرغام .. ولكنهم لا يَعرِفون سِوَى الدَمّ والعويل

يرجمون النساء اللاتى يكشفن وجوههن أو يخرُجن وحدهن بلا زوجٍ أو ولد
هراء .. وجهل!
يقتلون من لا يتبعهم .. أو يوافقهم .. أو يدفع إتواة حمياتهم من الذئاب
وهُم الذئاب !

ارواح تُقتلع وتُذرَف هباء كــ ورق الشجر فى الشتاء
كثيرة جداً .. ولا يبال بسقوطها أحد

تَذكُر حين فعل المِثل مع والِدها
تذكر حين نظر إليها كما لو كانت قطعة من اللحم المشوى التى أثارت جوعه أكثر
تذكر أنه من حينها وهى زوجته .. كراهيةً !!
وتذكر عائلتها التى لم يبق منهم احد
..  فقط ليضمن أن أياً منهم لن يأخذها أو يأويها أويحميها منه !


يصرُخ فى رجاله فينهالوا على منزلٍ حقير من الطوب اللبن من كل جانب كالصرعى
يكسرون الباب
ويخرجون كل من شاءت الأقدار الحزينة أن يكون من سُكَّان هذا الدار

يَجُرُّون النِساء من شُعورَهُن .. وكذلك الأطفال
ويعدموهم امام الرجل ليتحسَّر .. ثم يقتلوه ضاحكين ويُضرِمُون فى منزله النيران


هذا جزاء من يخالف كلام وأوامر " فِهرَان " و رجاله
  هو العُرف قد أصبَح !
و هى الحياة الطبيعية جداً فى هذا الجزء من افغانستان

 جزاء من يُخالف القوانين
  أو يُقدم على فعل شئ من المُحرمات التى وضعها " فِهرَان " لِحُكم تلك المنطقة !
دِمَاء .. وإِنتِهَاك .. وإستِعبَاد

  حتى منتصف الليل
يحتفل الرجال بإطباق قبضتهم اليوم أكثر
وقد شعروا بنشوة الدماء
فيدخنون التبغ الملفوف
ثم يعود كل منهم مترنحاً لأمَتُهُ  !


تسمع صوت الباب يُفتح بعنف كالعادة
فترتعد لِما تعرِف أنها مُقبِلةٌ عليه
يضربها لسبب لا تعلمه
وينام

تظل مستيقظة
مرتعشة كريشة وسط الريح
هى لا تبكى .. لا
هى فقط تنتظر
تنتظر شيئاً جديداً سيحدث اليوم
أياً كان جيداً كان أم سيء
هو فقط جديد
ثم أنه ...

لا شىء أسوأ !

ترتدى خمارها الأزرق .. وتحمِل ألمها وتمضى

تتسلل وتهرب مع أول لمسات الصُبح
ولا تعبأ فى الواقع لتبعات هذه الفعلة

لا تعرف لِمَ لَم تُقدِم على هذه الفعلة مبكراً عن الان
قد تكون لم تفعل لأنها تعلم جيداً انه سيجدها اينما حلَّت بخطواتها البائسة الضالة
وسيرديها قتيلة بلا أدنى شفقة أو أسى

قد يكون هربها ذلك مجرد محاولة إنتحار خَجِلة !

نعم!

هى خطوة إنتحار .. تمشيها على إستحياء



مُنتَصَف اليوم التالى
  .. كان خِمارها الأزرق مدرَّجاً بالدماء ..
دمائها ! !



إنتهى!
______
_________________


موضوعى فى حدث الكتابة
ألـــــوان

04‏/04‏/2012

أبــــيــــض




وجه مستدير .. وجسم ممتلئ إلى حدٍ ما

دائماً ما تنهار أمام تلك الأرواح .. خفيفة الخُطى إنسياباً فى القلب .. كل القلوب

أُحبك يافتى البوظة
أشعر بأن وجنتك الممتلئة هى من كل تلك القُبل التى لا تقاومك
فتمتلئ بالكَرَم والحُب

قلبك كبير .. جداً .. وسع البحر
لذلك كان لابد لك أن تكون " كلبوظة " قليلاً لتحمل الدنيا بداخلك

أنت أبيض

.. وصفاً وافياً جداً
ناصع .. صاف .. ناعم .. جميل

كزهور الزنابق الندية فى صباح يوم مشمس مائل للبرودة المنعشة

أنت .. أنت
تجعل من يُصاحبك أبيضاً مثلك
ناصعاً .. ناعماً .. جميلاً

تأكل أيس كريم الفانيلا وتشرب الميلك تشايك وتعزمنى على حلوى المارشميلو
أبيض أبيض كل ما يَخُصَك

تنظر للسماء وتتنفس بعض السحب النقية
ثم تبتسم لى ملء فمك ..
فأكون سعيدة لباقى العُمر

أحبك يافتى البوظة حين تحمل شيئاً من الورق لنلطخهُ سوياً بألوان الكون
فتصمم من بين كل الألوان أن ترسم قططاً بيضاء وملائكة

أنت إبنى منذ وُلِدت .. أذكُر كيف تَعَجَّبت كم أنت صغير وأبيض .. فـ مارست عليك أمومتى .. و نافست أمى فيك وأنا لم أبلغ العاشرة بعد


أُحبك أخى الأصغر القُطنىِّ


_________

من ضمن الكتابات التابعة لحدث التدوين ألــــــــــــوان

02‏/04‏/2012

أشيــــاء كثــيـرة





إن كان الليل المتزايد على شواطئ عيناها يعنى لك السهر وسوء التغذية فقط.. إذن فــ أنت لا تفهم شيئاً سيدى !
الرمادية فى القلب قد تطفوا على وجه الروح أحياناً
لا أكثر

______



يناديها بــأسامٍ عِدة ... يراها دوماً فلا يراها
يلمِسُ وَتَراً .. فَيئن القلب بالحياة دون تَحَفُظ
ويقطع وترٌ أخَر وشُريَان حَيَاة .. فَتَصمُت فى إستسلام المُنتَحِر

______


ألا يوجد شيئاً ورديّاً هنا ؟؟

طبعاً
شفتاى حين تتبسمُ
وقلبى حين يسعد
ونظرة عيناى حين ترضى

قد أمنح الوردية لكل ماهو حولى حتى
أنا أُحب هذا اللون
فقط إن عثرت على فرشاتى ولونى الذى ذاب فى المُحيط
سألوِّن الدنيا ولن أكتفى !
هذا وعد

_________


حين يرقصان سوياً على قطع الحلوى القطنية
تهيم .. ويبدو أنه كذلك هو أيضاً
مممـ .. يبدو كذلك

لا أدرى لِم علينا مواجهة فكرة ذوبان حلوى القطن تحت الخطو الجميل عاجلاً أم أجلاً فى خضم رقصتنا

السعادة مؤلمة لأنك تعرف أن القادم هو حُزن
ولكن إن كنت تبكى .. لا شئ أسوأ قد يأتى .. الواقع الواقع هو الأسوأ
السعادة فى الطريق لابُد
يبدو فقط أن سيارتها إنقلبت فى الطريق فـماتت محروقةً فى البحر
!
كالفِيَلَة .. إنتظر فى مكانك إلى أن يحلُّ الــ
...
أى شيءٍ كان .. لم أعُد أعرف
________


هل تعرف أنك لست جميلاً كما تقول مِرأَتُك ؟
نعم صدقنى !
أنت ترانى فيك .. فتحسب نفسك وسيماً

لا شيء لك بعدى فى الواقع

حقيقةً

لا شيء !

01‏/04‏/2012

مُـــنـظِّـــف بــِـرَائِحَةِ الخَــوخ !



تَسكُب قليلاً من مُنظِّف خشب على مِنضَدَة فِرَاشَها المُجاوِرة
..

رائِع ومُنعِش برائِحةِ الخُوخ
هكذا كُتِب على غِطاءُه

بنصف ضحكة مستهزِءة ،، همست بما تبقى من صوت فيها
.. "  !رائع "

مَسَحت بقميصِهِ تُرابٍ تَكَوَّم
.......
 
لم تشعر بالتحسن بعد


قامت ونثرت مُنَظِّفُها العطرىِّ على كل شئ مُسَطَّح
علّ ذلك يجدى ..
نظَّفت ونظَّفت
أزالَت طَبَقاتٍ مِن البَصَمَاتِ والكَلَام والذِكرَيَات المُتَقَاعِدة
تَراكَم الكثير من الــ لا شئ / مِن الــ تُراب

رائحة المُعطر الــ رائعة لا تَقَوىَ على التَشَبُّثُ فى جَوِ البَيتِ الرَاكِد
فَسَقَطَت عَلى الأرضِ مَغشيَّاً عَلَيها

لا يُجدى التَنّظيف والتزيُّن بِــ خَوخٍ أو حَتَى بــ يَاسَمين أمَامِ الحُزن
لم يزل الغُبَار يُثقِل روحها، و روح المَسكن، والمأوى، والبيت !

مازالت حيّة .. لذلك ستسعى مرةً أُخرى
الضَوءِ الخَافِت كَئِيب .. رومانسِّيَتُهُ لا تَدُوم
تُشعِل كل الأنوار و تُلَمِّعُ كريستالات الثُريَّات بِمُنَظِّفٍ أَخَر
وُشِم عليه كذباً ..
بريق بعبير البنفسج

تفتقد البريق كثيراً ..
هل سيؤذيها إن وضعت قطرة منه على عيناها ؟
المؤكد أنه لن يَسعِفها وإن ألَمَها

الضَوء صَحوُ الأن .. يجعلها تبدو أجمل هكذا
لكن الكريستالات بَخلَت عن مَنحِ قَوسِ قُزَح أو ثناءٍ عابرٍ على جمالٍ عابِر بِدَورِهِ

__________________

صباحٌ ماطَل حتى خَسِر
___

أمضت الليلة المُنصَرِمَة تَبكِى كثيراً
بكاءً مُتجدد مع كُلِ نَبض .. مستمرٌ يَختَلِج كُل شَهقة نَفَس

لم تستعد شيئاً من ذاتها بعد .. وبقايا الروح صَدِئَة مازالت

لا شئ يعجبنى ... ؟
لا شئ جيد لينال أى شئ !

هكذا رَدَّد الصَدَى بِدَاخِلِها


تأرجَحَت بَين ذاتِها وعقلِها وما تبقَّى مِن القَلب .. تعثَّرَت كَثِيراً فكَسَرَت ظِفراً وقَلَب

كان نقراً قاتِماً يَضرِبُ لَحناً هذا الصباح
كان لاذِعاً ثقيلاً .. أيقظها من أرَق لم يَغمِض لَهُ جِفناً
كــ زيتٍ ساخِن تراءى لها .. أوكــ عِطرٍ رجالىّ مُحدَّد تُمَيِّزُهُ عَن بُعد

حين أنصتت
رأته
لحناً يَزِّفُ عَلَى خَجَلٍ .......
خَبَر مَقتَلِهَا غدراً !
خَنَقها الغُبار .. !

لهذا لَم يأتِ الصَبَاح بِسَلاسَةٍ إذَن .. كان حَزيناً لا يُريدُ أن يَحِّلُ يَومٌ جَديدٌ بِهِ
لا يُرِيدُ أن تولَدُ النِهَايَة عَلَى يَديهِ

رغم أنَّها تَحَصَّنَت أمَامَ الغُبَارِ بِزَجَاجَاتِ المُنَظَّفُ العِطرِىّ خاصتها
نفذت الزُجَاجَات ... والمُحاولاتِ .. والتَنَبُّؤاتِ الهَاوِية

أصبَح البَيتُ فارِغاً الأن

لا نبض
لا عبق
لا هى
ولا رحيل ..

رحل الرحيـــل


بقى التُرَابِ وإنتصر !