18‏/06‏/2011

لا وقت للوقت .....



غالبا ما تؤول الأمور سريعة الخطى إلى فشل ما .. فشل لا يكون حتمى بالضرورة .. ولكن هناك شئ ما ناقص
رتم سريع تنبض به الحياة رغماً عنها .. او علَّهُ يحاول أن يودى بنبض الحياة ..

كثيراً ما إرتبطت الأحداث السريعة بأزمةٍ ما ..
عدم القدرة على الإستيعاب لتلك الأحداث مثلاً .. وبالتالى تطول فترات التفسير حتى تهبط شرارة الوقعة .. ويقل متابعينها .. فقد إنصرف كلٌّ منهم لمشاغله ورتم متابعته السريع للواقع الذى فقد الواقعية ..

سرعة قد تمحى القدرة على التكهُّن بمجريات الأحداث .. إلا وإن كنت قد تمرّست بالتخبط بمكوكك فى فضائها حتى اصبح قريبها شبه واضح فى عتمتك ..
وحتى إن تكهن الناس بما سوف يحدث , أو ما هو التالى المنطقى للحالى .. فإن الإستعداد لترويض سير الأمور قد يكون مستحيلا ..

لا قصد مطلقاً من هذا الكلام أن الهدف هو التبصير أو رؤية المستقبل .. ولكن ألا نشعر الأن .. جميعاً .. أن الوقت يدفعنا ويقودنا , ومن المفترض أننا نحن من نستهلكه وليس هو ..

مايحدث الأن هو أننا نسير شبه مغيبين مع تيار جارف نحو هاويه نعتقد اننا متوقعين لأبعادها..

الوقت يقطعنا .. وقد شارف أن ينفذ منه البشر

يشبه المشهد .. بإسلوب أبلغ .. ما عبر عنه  درويش قائلاً  :


هذا هو الوقت، لا وقت للوقت


    .............
وما حال الحياة الأن بين جنبات الوقت المتعجّل دائماً سوى أن كل روح مننا قد خلت من روحها فى زحمة السير .. ويتردد فى المدى حال أجسادنا التى أصبحت هى الوحيدة التى تمثلنا الأن .. وهى تقول  :
أمشى ... أُهرولّ .. أركض ... أصعد .. أنزل ... أصرخ .. أنبح .. أعوى .. أنادى .. أولّولّ .. أُسرع .. أُبطئ .. أهوي .. أخفُّ .. اجفُّ .. أسيرُ .. أطيرٌ .. أرى .. لا أرى .. أتعثرُّ .. أصفرُّ .. أخضرُّ .. أزرقُّ.. أنشقُّ .. أجهشُّ .. أعطش .. أتعب .. أسغب .. أسقطُ .. أنهضُ .. أركضُ .. أنسى .. أرى .. لا أرى .. أتذكر .. أسمعُ .. أبصرُ .. أهذى .. أهلوسُ .. أهمسُ .. أصرخ .. لا أستطيع .. ائِّنُ .. أجنُّ .. أضلُّ .. أقلّ .. وأكَثَر .. أسقُطُ .. أعلو .. وأهبِطُ
  أُدمَى .. و يُدمَى علىّ ... !


كم نحتاج الأن لإستراحة قصيرة يتوقف فيها العالم عن الدوران .. فينتظر حتى نستوعب ماذا يحدث وماذا نفعل وماذا نصير ؟؟
نحتاج بطئا حميدا .. بطئا يجعلنا نتشرّب على مهل إنجازاتنا .. ويجعلنا نتذوق لحظاتنا الجميلة إن وجدت ..
بطئا يجعلنا نخرج بعد أن تلتئم جروحنا وألامنا إلى أُمور ستعيد رسم سياطها علينا .. وإن لم توجد .. ولكن هذه المرة مع فرصة للشفاء الكامل من سابقاتها ..

كانت كلمات مريد البرغوثى وافية حين قال :
البطء الساحر .. نحتاجه ..
البطء العزيز .. الذى يجعل شعور الراحة والسكينة يتغلل على مهل فينا ..
فهذه الأحاسيس لا تتشكل دفعة واحدة ولا بطريقة مباغتة ..
البطء الذى يوصلنا إلى تلقائية تعوّد الجديد ..
إلى إعتباره طبيعة الأمور و أصلها الأول ,, وهذا يتطلب أن نعيشه .. هذا البطء الساحر .. بكثافة وبكثرة وعلى مهل ..*

ولكن

إنه الرتم السريع سيد الموقف في هذه الآونة  .

____________________________

هناك 4 تعليقات:

  1. Welcome back :))
    حلوة أوووى كالعادة طبعا

    ردحذف
  2. شكرا ياروودى :):)

    ردحذف
  3. كم نحتاج الأن لإستراحة قصيرة يتوقف فيها العالم عن الدوران .. فينتظر حتى نستوعب ماذا يحدث وماذا نفعل وماذا نصير ؟؟ نحتاج بطئا حميدا .. بطئا يجعلنا نتشرّب على مهل إنجازاتنا .. ويجعلنا نتذوق لحظاتنا الجميلة إن وجدت ..

    موضوع حياتى ده ... فى وقته تماما
    :) liiiiiiiike

    ردحذف
  4. شكرا نسمة :D
    سعيدة لمرورك :)

    ردحذف

همسًا حدِّثُني ..