06‏/07‏/2011

... والحـــسّابـــــة بتــــــحسِــب !



استيقظ من النوم فى أمان الله .. وهناك من رحل للسماء فى نفس اللحظة
أتناول فطورى فى امان الله  كذلك .. علّ الله يديمه على كل البقاع .. وفى نواحى من كينيا وإثيوبيا وجيبوتى والصومال ماتت فتاة واسرة وجيرانهم  ..  يموتون لأنهم لا يجدون قطرة الماء


ألقى نظرة على الجرائد اليومية فلا أبالى بأرقام متزايدة لمن يرحلون من سهو حُكّامهم عن حقوق الإنسان فى الحياة

أسير إلى غرفة الجلوس .. ومع نفس دقة الساعة رصاص يخترق جسد 7 من عربٍ قُتلوا بتهمة الهتاف لحرية سوريا .. !


أضغط زر التلفزيون .. فيضغط  مرتزقة على الزناد فى وجه 14 من أحفاد المختار


أغيِّر المحطة فيسقط 4 يمنيين أُباه يريدون أن يطمئنوا على مستقبل أطفالهم فى هذا الجزء المفترض كنصيبهم من العالم .. !


أشاهد إعلاناً غبيّاً عن مسحوق غسيل .. وعند نهايته تكون نهاية أكثر من 35 حياة عراقية ..! .. مازال ينال منهم التشتت والإرهاب اللعين والقنابل الخائنة .. !


أغلِق التلفزيون من أصله .. فتُغلَق عيون من يقفون بواسل فى وجه جرذان أحد المختلّين عقلياً يدعى قذّافى .. !

أٌحضِّر الغذاء .. وفى نفس اللحظة  يموت إثنان من النيتو فى أفغانستان لا أعرف تحت أى مسمى وُجِدوا هناك أصلاً .. !
أُشِعل النار على الطعام .. فيصل عدد ملائكة سوريا لليوم فقط إلى 14 .. !

ينضُج الطعام  فأُطفئ النار .. وفى ناحية أخرى تُفتح النيران على 2 من أبطال العزيزة غزة على يد بعض الأنجاس .. !

أجلس لأقرأ قليلاً .. فأتذكر ما لا يُنسى من إفراجات لفسدة مُفسِدين الأرض والشعب المصرى هذا الصباح .. !
وبلا أى تقدير منّى بأنهم مظلومين قد إتُّهِموا زوراً وأننى أنا من أفسدت وأهدرت وسرقت خير بلادى .. !

أجلس فترة ليست بقليلة على النت .. فيكون الخبر الأساسى بعد السابق أن إحدى سفن أُسطـــول الحرية باليونان قد تم منع إبحارها من قبل الحكومة المباركة هناك .. وأن الأخرى قد أبحرت بسلام من فرنسا .. تحاول كسر قبضة نجسة وتقدم مساعدة دون أى ربح لها أو فوائد .. على العكس تماما .. !

أشاهد بعض الأغانى الهادفة الغير فارغة المضمون .. سبحان من أظهرها الأن بعد عمرٍ طال من الإسفاف الذوقى حسبته يعود لنا حقاً .. !
 وفى نفس اللحظة يكون متولّيين زمام بلادنا يجمعون تبرعات قد تدخل جعبتنا يوماً ما بصورة ما .. فى حين يتركون بداخلنا فوضى مباركية تلهوا وتعبث بنا !

أشعر بإرتفاع فى ضغط الدم بعد مشادّة مع أخى .. فيحدث إنفجاران فى أفغانستان و يروح سداً _ كالعادة المعتادة _ عدد لا بأس به من الأرقام .. ويضرب زلزال ثانى _ أو ثالِث لا أذكُر _ اليابان المنكوبة والمحسودة كما يبدو لى  .. !


أعيد ترتيب غرفتى .. وتعيد الشرطة والمجلس العسكرى ممارسات العادلى الحمقاء .. وبغباء رائع تشحد للمليونية المقبلة عليها .. !
وإخوة الشهداء ينتظرون الأن فى المحاكم العسكرية مصيرهم لجريمة التعبير عن الرأى والإعتراض والمطالبة بالقصاص .... يا للفسق والفجور .. !


أشعر بالعجز .. والشلل .. والكساح .. والتخلف .. والغباء .. فأذهب لأتعبدّ عبادة الظالم بينما الظالم مستيقظ أبداً .. !

و أستيقظ الأن لأبدأ فى العد اللا منتهى ... أحيا ونحيا جميعاً  سهواً .. أو معرفة بالأمر لم تعد تفرق ... فقد إعتدنا على الراحلين .. و لم يعودوا يمثلون سوى أرقام متزايدة لا تكل ...

الراحلون يتوالون تِباعاً .. فى كل ثانية الأن .. .. فقر ومجاعة وجفاف وخيانة وظلم وحرب وإرهاب وعنف وكل أنواع الكوارث .. .. والحسّابة بتحسب ... إلى الأبد

__________

تم نشر هذه التدوينة فى مجلة كلمتنا العدد السادس بعد الثورة
عدد رقم 138 لــ شهر أغسطس 2011

هناك 8 تعليقات:

  1. حاجه توجع بجد
    كل لحظه بتموت ناس كتير
    لسبب واحد
    انهم مش عايزين غير الحريه وانهم يعيشوا حياه كريمه ويطمنوا على مستقبلهم
    طلب طبيعى ومشروع جدا
    بس دلوقتى باللى بيحصل ده
    واضح انه فى نظر حكام كتير
    بقى طلب غير مشروع بالمره

    تسلم ايدك بجد على البوست ده

    ردحذف
  2. تسلمى حبيبتى .. سعيدة لمرورك :)

    ردحذف
  3. من أروع الحاجات اللى شوفتها لدرجة أنى قريتها كام مرة ..
    بجد فى كل ثانية ناس بتموت , سواء بسبب الظلم أو الفقر
    أو لمجرد أنهم طلبوا الحرية ..
    استمرى كده يا نيللى =)

    ردحذف
  4. حسام يحيى7/09/2011 2:36 م

    عبقرية !

    ردحذف

همسًا حدِّثُني ..