01‏/04‏/2012

مُـــنـظِّـــف بــِـرَائِحَةِ الخَــوخ !



تَسكُب قليلاً من مُنظِّف خشب على مِنضَدَة فِرَاشَها المُجاوِرة
..

رائِع ومُنعِش برائِحةِ الخُوخ
هكذا كُتِب على غِطاءُه

بنصف ضحكة مستهزِءة ،، همست بما تبقى من صوت فيها
.. "  !رائع "

مَسَحت بقميصِهِ تُرابٍ تَكَوَّم
.......
 
لم تشعر بالتحسن بعد


قامت ونثرت مُنَظِّفُها العطرىِّ على كل شئ مُسَطَّح
علّ ذلك يجدى ..
نظَّفت ونظَّفت
أزالَت طَبَقاتٍ مِن البَصَمَاتِ والكَلَام والذِكرَيَات المُتَقَاعِدة
تَراكَم الكثير من الــ لا شئ / مِن الــ تُراب

رائحة المُعطر الــ رائعة لا تَقَوىَ على التَشَبُّثُ فى جَوِ البَيتِ الرَاكِد
فَسَقَطَت عَلى الأرضِ مَغشيَّاً عَلَيها

لا يُجدى التَنّظيف والتزيُّن بِــ خَوخٍ أو حَتَى بــ يَاسَمين أمَامِ الحُزن
لم يزل الغُبَار يُثقِل روحها، و روح المَسكن، والمأوى، والبيت !

مازالت حيّة .. لذلك ستسعى مرةً أُخرى
الضَوءِ الخَافِت كَئِيب .. رومانسِّيَتُهُ لا تَدُوم
تُشعِل كل الأنوار و تُلَمِّعُ كريستالات الثُريَّات بِمُنَظِّفٍ أَخَر
وُشِم عليه كذباً ..
بريق بعبير البنفسج

تفتقد البريق كثيراً ..
هل سيؤذيها إن وضعت قطرة منه على عيناها ؟
المؤكد أنه لن يَسعِفها وإن ألَمَها

الضَوء صَحوُ الأن .. يجعلها تبدو أجمل هكذا
لكن الكريستالات بَخلَت عن مَنحِ قَوسِ قُزَح أو ثناءٍ عابرٍ على جمالٍ عابِر بِدَورِهِ

__________________

صباحٌ ماطَل حتى خَسِر
___

أمضت الليلة المُنصَرِمَة تَبكِى كثيراً
بكاءً مُتجدد مع كُلِ نَبض .. مستمرٌ يَختَلِج كُل شَهقة نَفَس

لم تستعد شيئاً من ذاتها بعد .. وبقايا الروح صَدِئَة مازالت

لا شئ يعجبنى ... ؟
لا شئ جيد لينال أى شئ !

هكذا رَدَّد الصَدَى بِدَاخِلِها


تأرجَحَت بَين ذاتِها وعقلِها وما تبقَّى مِن القَلب .. تعثَّرَت كَثِيراً فكَسَرَت ظِفراً وقَلَب

كان نقراً قاتِماً يَضرِبُ لَحناً هذا الصباح
كان لاذِعاً ثقيلاً .. أيقظها من أرَق لم يَغمِض لَهُ جِفناً
كــ زيتٍ ساخِن تراءى لها .. أوكــ عِطرٍ رجالىّ مُحدَّد تُمَيِّزُهُ عَن بُعد

حين أنصتت
رأته
لحناً يَزِّفُ عَلَى خَجَلٍ .......
خَبَر مَقتَلِهَا غدراً !
خَنَقها الغُبار .. !

لهذا لَم يأتِ الصَبَاح بِسَلاسَةٍ إذَن .. كان حَزيناً لا يُريدُ أن يَحِّلُ يَومٌ جَديدٌ بِهِ
لا يُرِيدُ أن تولَدُ النِهَايَة عَلَى يَديهِ

رغم أنَّها تَحَصَّنَت أمَامَ الغُبَارِ بِزَجَاجَاتِ المُنَظَّفُ العِطرِىّ خاصتها
نفذت الزُجَاجَات ... والمُحاولاتِ .. والتَنَبُّؤاتِ الهَاوِية

أصبَح البَيتُ فارِغاً الأن

لا نبض
لا عبق
لا هى
ولا رحيل ..

رحل الرحيـــل


بقى التُرَابِ وإنتصر !

هناك 14 تعليقًا:

  1. إيه بقى الروعة دي

    كتاباتك دايما بتدخل القلب

    هاجي هنا تاني وهقرأها برواقة اكتر بجد بجد البوست عجبني جدا

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا عزيزتى :) نورنى مرورك وعساه لا يكون الأخير إن شالله ~

      حذف
  2. مؤلمة جدا
    إنتصر التراب لها معانى كثيرة
    كما ينتصر الحزن و الألم و يأخذ البريق و الحياة
    رائعة لكن مؤلمة جدا

    ردحذف
    الردود
    1. وهو المقصود .. أن يكون لها معانٍ كثيرة ، واقعية !
      الألم يتمكن منا غالباً بلا أدنى مجود منه أو أدنى مقاومة منا

      نورتينى يارضوى :)

      حذف
  3. بقي التراب وانتصر
    كالعاده ودايما بتحصل كده
    تحياتي ليكي ولكلامك التحفه
    اعتقد منتيش محتاجه اي اراء انتي بقيتي عارفه انك رائعه وفوق الخيال كمان

    ردحذف
    الردود
    1. ابداً عمرى ماهكون مش محتاجة أراء وإلا مكنتش طلعت كتاباتى برة الورقة لــ هنا :)
      تسلمياى يانغمة على كلامك الحلو :)
      حبِّك ~

      حذف
  4. الردود
    1. شكرا أحمد .. سعدت لمرورك

      حذف
  5. لا شيء يقوى على ازالة الذكريات العالقة
    رائعة و مؤلمة ي نيللي
    انتِ موهوبة بحق

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا جزيلاً مصطفى :)
      يسعدنى كلامك دوماً صديقى

      حذف
  6. رائعة ..ان كان لنا ان نصف الالم و الحزن بالروعة
    سلمتِ من كل حزن !

    ردحذف
    الردود
    1. سَلِمتى عزيزتى :)
      أشكرك ~

      حذف
  7. اجمل ما فى هذا الموضوع اعجابك برائحة معطر الخشب دا الشدنى ان اقراه اعجبتى بيه لدرجة انك ادخلتيه ف كتاباتك
    تسلم ايدك نيللًتى

    ردحذف
    الردود
    1. هههه شفتى بقى تنظيف أوضتى بيعمل حاجات جميلة إزاى :))
      تسلمى ياحُبى :)

      حذف

همسًا حدِّثُني ..