10‏/04‏/2012

لِماذا ... ؟




هناك أنينٌ ما حزين أسفل فِراشى

رغم أننا كُنَّا صَبَاحاً مُنذُ قَليل .. إلا أن الليل إِجتَاح السماء والأرض والأشياء فجأة


لا أدرى
لقد كُنتُ أقرأ رِوايةً لَطِيفة إلى حدٍ ما
وقد فَتَحتُ شُرفَتى على مِصرَعَيها  لِأَتَنَعَّم بِجوِّ جَمِيل بَعدَ عِدَّة أيامٍ جحيمية

إلا إنه كما يبدو .. ليس الجو فقط من يستطيع أن يكون جحيماً


أنين عالٍ
...
يزداد .. ويَرتَفِعُ معه لُهَاث أنفاسِه

أتسلل بهدوء على أطراف أصابعى
أنحنى قليلاً
ثم أرفع المِلآة لأُفاجئ هذا الشئ الغريب الذى دخل بدون إستئذان ليبكى أسفل فراشى

صدمة !
ثُم لحظاتٍ منسية لا أتذكرها الأن

والمشهد ... :

  فتاة ...
تُشبِهُنى كثيراً

إنها ..

إنها ...
..... 

إنها أنا !!!

ترتدى رداءً أسود وتَسدِل شَعرها الحزين على كتفيها
لدىّ شعرٌ مُموَّج .. كيف صار أملَساً هكذا

بيد أنها سَمِعت عقلى .. فجاوبت :
" من كثرة البُكاء صمتاً أيتها البلهاء "

إرتعبت
..
فتراجعت
...
فإصطَدَمتُ بِمكتبى

..
فتراجعت
..
ونظرت
...
فرأيت

أنا أُخرَى !

تجلس هادئة مكانى وتَقرأ روايتى الجيدة إلى حدٍ ما

هى أنا !
بشعرٍ أموج أكثر من المُعتاد

أنا الهانئة هناك تلك لم تسمعنى
فلم ترد على تساؤلاتى

من هى ؟

ربَّتت أنا السوداء شكلاً وروحاً على كتفى وقالت :
لا تبتئسى ، هى أنتِ السعيدة
وأنا أنتِ الحزينة

إرتَجَفتُ خَوفاً
كيف يكون ذلك ممكناً

إبتَسَمَت لفمي المُسبَهِلّ

كدت أنطق إلا أنها بادرتنى بالإجابة :
" أما أنتِ ... فقد أصبحتِ ميتة الأن !  "
....

ماذا ؟!
متى ؟
من ؟
كيف؟
كيـــف؟

ثُمَّ بدأتُ أَتَبَخَّر وأرتَفِع فى الهواء ... وأنا أرى حُجرَتى تختفى رويداً رويداً عن ناظِرى


أنا ذات الشعر المُمَوَّج .. والأخرى الذابلة ذات الشعر الأملس يتعاركان على مكانى فى الحياة
يتقاتلان
يدميان بعضهنّ شراسةً على حياتى
وأنا هنا .. فى الأعلى أشعر بألام كلاً مِنهُنّ

ألَمٌ أخر ... أقــــوى بكثيــــر
فى جانبى الأيمن..
ثم يتصل فيصل لجانبى الأيسر كذلك
أتأوه فى ألمٍ خالِص
فتهتز السماء
يتفشى فى صَرَعٍ محموم و يُصيب رأسى وظهرى وساقى
أنكَسِر إلى عدةً مِنِّي
أصــرُخ بكل ما تبقى فيّ من أشلاءِ حياة

" أزيلوا هذا الوجع عنـــــى ! "
كيف أكون ميتة ومازلت أشعر بالألم !

تنظر الفتاتان إلى أعلى .. أنا وأنا تنظران لِـ أنا المُتأوِّهة

دماءٌ تملأ السُحُب وتَفِيضُ مَطَراً أحمَراً على الأرض وعلى وجهىّ الإثنين

أتمزق .. أصير إرباً تأكُلُها الرياح
وأنا وأنا .. تَنظُرانِ فى برود

لم تعوداً تتشاجران على مكانى فى الحياة
لقد رَحَلتُ وأخذت تذكَرَتىِ المُمَزَّقة معي

بعد لحظات من الصمت البارد والألم المستمر الفاتِكُ بى
تَصرُخ ذات الوجه الصَبِح والشَعرُ المُمَوَّج وهى تَتَعملَق من فرط الغضب والألم البادِيان عليها

لماذا أُمـــى ؟


تَهمِس انا شاحِبةُ الوجه وهى تَذبُل بِبُطءٍ على الأرض

لماذا قتلتينى أُمـــى ؟



بعيني التى مازالت عالقة فى نجمة ما فى الاعلى مازِلتُ أرى

  تَدخُل أُمــى فى هُدوء إلى غُرفَتى
ولا يبدو عليها أى شئ .. وجهها يابس من اى معنىً

تنفُخ فى الفتاتان فيتناثرا رماداً فى الهواء
ثم تنفض يداها بإبتسام مُنتصر

وتُغلق خلفها الباب / باب حُجرتى الفارِغةُ مِنِّى الأن

وتَستَعِّد لِتَحضير العشاء وحدها بلا مُساعَدَتى
لا يبدو أنها مُتَذَمِّرة من ذلك الأن

تُنقِص طبقى من الحُسبان .. وتزيل منديلى عن المائدة

ثُم تأكُل وَحدَها !

هناك 4 تعليقات:

  1. طنط ما صدقت تخلص منك تقريبا كنتى بتاكلى كتير يا نينو :D

    حلوة اووى وجعتنى اووى فى الازل باحساس الحزن والفرح لما يبقى جوانا


    تنظر الفتاتان إلى أعلى .. أنا وأنا تنظران لِـ أنا المُتأوِّهة


    عجبتنى اووى

    وضحكتنى الام اووى اووى :)

    ردحذف
  2. جميل اوى ان من الالم ينتج كتابات رائعة مثلك ويعز عليا ايلامك يابنتى بنتى انتى بنتى فاكهتى وحلوى فهذه الحياة وبسمة املى التى ضاعت منى ولم احققها فى نفسى ورأيتها فيكى
    بس ألمك دا ليس له اساس من الصحة
    وانا لا احيا على موتك يابنتى بس عاحبنى جدا غيرتك وحبك عليا بس صعبان عليا وجعك اوى وعندما قرأتها فور كتابتها بالأمس اجهشت بالبكااااااااااء لألمك
    انتى بنتى بنتى بنتى بنتى

    ردحذف
  3. اه منك يا نيللي ...
    بحب كلماتك اوي :)

    ردحذف
  4. مؤلمة أووووووى يا نيللى
    بس ده لا يمنع انها تحفة
    و كلماتك حلوووة جدا !

    ردحذف

همسًا حدِّثُني ..