16‏/01‏/2014

لا تبكي على الأرز المحروق !






حين يدفعها إحتراق الأرز .. إلى الإنخراط في وصلة بكاء هستيرية .. عليها أن تعلم أنها ليست بخير !

ولّى زمن لم تكن فيه عيناها مُرهقة
.. مُتعبة ..
من فرط السهاد أو النحيب !
ومع ذلك فهي ترى أنها بخير ..وأنه ليس هناك أي مدعى منطقيّ لتظن غير ذلك

صحيح انها لوهلة راودتها حجارة فرجينيا وولف ..
ولكن لا بأس .. فهي اعتدات أن تجد نفسها مولعة بنهايات الأدباء
.. خاصة التراجيدية منها !

صحيح أنه صار بعيدًا رغم قربه ..
ولحظات التسليم التام لمجريات الأمور التي تقشع الخوف عنها باتت نادرة الحدوث
.. ولكنها بخير ..
قليل من الحزن لن يضير !

صحيح أن جلوسها في الشمس لم يعد يجدي كما في السابق
ولا مقاطع التنمية البشرية .. ولا الموسيقى الجيدة !
.. ولكن لا بأس تلك الأمور تحدث !

صحيح أنها لم تعد تلجأ لملاذها الإفتراضي ..
حين تتخيل كيف سيكون بيتهما، وكيف ستغمره بنور الشمس والحب ورائحة الطعام..
وكيف ستكون ردة فعلها تجاه ابنها حين يفاجئها يومًا برغبته في السفر .. كما فعلت هي قبله
..
صارت تخاف أن تنغمر في تلك المشاهد .. والأحلام والتفاصيل
لكي تخفف الوطء قليلا عن نفسها إذا ما أصابتها عجلة المصائب الدائرة بسرعة 260كم/س في البلاد !
لا قدر الله !
..

كل ذلك طبيعي .. هي تواكب المشهد ليس إلا
.. وتشحذ حزنها إستعدادًا لأي شيء !

هي بخير .. بخير تمام
لكنها مازالت تبكي بعد مرور ساعات على إحتراق الأرز
.. لا أكثر !

هناك تعليق واحد:

همسًا حدِّثُني ..