07‏/10‏/2011

تـــراب و زيتــــون ...



موسيقى تشبهها ... تحمل عبق الزيتون وتراب البيوت المقدسة .. المهجورة ..
مفتاح تحت الوسادة .... وهى هناك تستند برأسها عليه .. تتحسه كل لحظة  حتى لا يصدأ وحيداً ..
عصفور إنجذب لرائحة الوطن فى الموسيقى .. يقف قبالتها على سياج من زمان وأمنيات .. يستحضر أغصانا كانت له يوماً ..
أصابع مزدانة بخاتم .. يعنى الكثير .. تعبث بصفحاتٍ صفراء .. و بخصالٍ غجرية السواد والتحرر أهدتها لها بلادها كنسمة من صفاتها .. حتى تتذكر


" أحن إلى هواء تشبّع بالدعاء حتى صارت كل صلاة مستجابة ...
أحن لنسيم الفجر ومزارع الجد على مد البصر .. أحن لطرقات مألوفة كنا نلعب ونجرى فيها ..
وقت أن كانت ناعمة بلا رصاص أو دماء ..
أحن إلى شالٍ كان يعنى أكثر من مجرد هوية مشنوقة على حائط غريب ..

... أحن إلى خبز أمى .. وقهوة أمى .. ولمسة أمى "


هكذا قرأت .. أو هكذا رأت الكتاب يخبرها
فقامت لتنفض غباراتٍ إعتادت ولادتها يومياً فى ذاكرتها
شربت رشفة من نبيذ .. إبتلعت به ما كاد ينبت فى عيناها

وغنّت ....... لن يضير الغناء ...
وهل أفضت ترانيمها يوماً إلى سبيل ؟ ..
غنت ليالٍ طوال من قبل .. ولم يرجع صاحب الخاتم من اللا مكان لينقله برفق إلى يدها الأخرى ؟

وما ضير تلك الأغنيات التى ورثتها عن والدتها إن سالت على شفتيها ؟ تتحرر بها شفتاها حتى لا يسيل الألم على وجنتيها ..
ترانيم هى .. من ضمن الطقوس الموروثة .. لا أكثر ولا أقل ..
تمارسها فى أقصى مكان .. فى بلادٍ غريبة .. لم ترثها عن أجدادها ..
كانت بعيدة عن الأرض .. بداخلها وطن يحتفظ بمكانه الحقيقى فى القلوب فقط .. بعد أن محى المد الأعمى ملامحه

أعطاها بلطف بعض الوصايا والطقوس..
حتى تتذكر هويتها ..

هناك تعليقان (2):

  1. رائعة حقا
    ابدعتي
    انها قصة لها طعم وطن
    طعمها يتغلغل الى الروح فتشعر بانتمائك اليها
    تحياتي

    ردحذف
  2. شكراً جزيلاً ..

    ردحذف

همسًا حدِّثُني ..