23‏/04‏/2012

برودة أطراف




نقرٌ خفيف ... رتيب لدرجة أنك قد تفقد سماعه وملاحظته بين ضوضاء الحياة
نقرُ هناك ... يمارس هوايته .. يُبقِي لياليها مؤرقة ...
ولا شئ جديد

هو جالِسٌ على سطح البناية التى يَسكُنها
مرتفعةٌ هى ... تُطِلُ على الحياة

تشبهها
ولكنها ليست مثلها

هى لا تبكيه كما تفعل هى ....

هى ..... وهو ... كلاً منهما بعيد عن بعضه
بعيد عن الأخر
و وحيد

تربط ستارة شرفتها بمنديله
تمسح على رأسها مُصبِّحةً كأنها هو

هو مازال يجلس على سطح البناية التى يسكنها
يدخن الهواء
ويداعب جرحه الذى لا يندمل

هى تبكى
عادة مقدسة فى صباحات الليال المؤرقة
تبكيه ... وتبكيها
وتشرع فى صنع قهوتها المالحة

هو لا يدرى ما خطبها
هى تظن أنه لا يعرف
..... فى الواقع هو لا يعرف شيئاً على الإطلاق
لا يعرف سوى أن يلف الهواء تبغاً .. ويدخن حتى الثمالة


ترتدى قناعها .. وعبائة النسيان وتخرج من منزلها
تمضى .....
سيارتها تمر على الكثير مما نال من رؤيته
تعزى نفسها بأنه ينفث نفس الهواء الذى يملؤها الأن

تبكى ... للمرة الرابعة أو العاشرة لليـــوم
وهو هناك ... يقبع كحجر على سطح بنايته
يدخن الهواء

تقضى مَصَالِحها
تُعيدُ من ضبط وضعيه القناع على وجهها حتى لا يلمح أحد ملامحها المُنكسرة لألف قطعة
تعيد من إحكام عبائتها
وتمضى .....

تنتظر .....
ثم تستجمع قواها وتقرر ألا تنتظر
وحين تقرر ذلك .. تنتظر نتيجة عدم إنتظارها
فتنتظر !

هو هناك يقبع كحجر جرانيت على سطح بنايته
يدخن الهواء ويقرض أظافره

تعود ... فتتوه بين ثنايا ذاكرتها
تنزع القناع .. وتخلع العبائة
وتبكى

لقد أصبح الجرح عارياً الأن
وهى قد سئمت حقاً
لا تقوى على هذا الهراء
إنتظارها ملّ .. فرحــل عنها
كسرت ورائه قُلة من جرانيت

تطلق شعرها الأهوج .. ليعوِّض رصانتها التى تمقتها
تتمنى ان تفعل شيئاً متهوراً
لم لا تستطيع أن تحزم حقائبها وترحل ؟

تطلق شعرها الأهوج ... وتجلس ساكنة لا تقو على فعل مايتخطى ذلك

لا يبال هو
فهو يدخن الهواء تبغاً .. ويقرض أظافره .. ويربت على جروحه التى إندملت

يتذكرها
هى المنسية الموجودة كنقرٍ رتيب قد تنساه فى خِضَّم ضوضاء حياتك
يقول :
" سأهاتفها لاحقاً "

لا يدرى أن الإنتظار قد ملّ .. ورحل عنها

تخرج من شرفتها
تجلس على درابزين الحزن
تشعر خصالها المنسية بالراحة والهواء الذى نفثه .. فيهتاج ويتطاير
تُشعل ورقةً بإسمه .. وتطلقها للريح

وهو جالس هناك على سطح بنايته كحجر جرانيت
ولكنه دخن هذه المرة رماد إسمه المحروق
فمات مخنوقاً
مات قبل أن يهاتفها كما خطط

فقط
مات !

تشعر بالبرد .. فتنزل عن الدرابزين الحزين
وتغلق شرفتها .. والستار

هناك 19 تعليقًا:

  1. تُعيدُ من ضبط وضعيه القناع على وجهها حتى لا يلمح أحد ملامحها المُنكسرة لألف قطعة

    إيه ده؟
    جمييلة يا نيللى .. معودتش لاقية تعليق أكتبه بجد :0

    ردحذف
  2. غير معرف4/23/2012 9:51 م

    مش عارفه اقولك ايه بس لما قراتها حسيت احساس غريب خلتينى اتخيل كل حرف كأنه حقيقه ادامى
    شكرا بجد

    ردحذف
  3. غير معرف4/23/2012 11:11 م

    تنتظر
    .....
    ثم تستجمع قواها وتقرر ألا تنتظر
    وحين تقرر ذلك .. تنتظر نتيجة عدم إنتظارها
    فتنتظر !

    تُشعل ورقةً بإسمه .. وتطلقها للريح
    انا عملت كده كتير



    اروع جزئيه قريتها مرتين ورا بعض بصوت عالي لاني كنت حابه اسمعها ...
    وهو جالس هناك على سطح بنايته كحجر جرانيت
    ولكنه دخن هذه المرة رماد إسمه المحروق
    فمات مخنوقاً
    مات قبل أن يهاتفها كما خطط

    فقط
    مات

    ردحذف
  4. غير معرف4/23/2012 11:11 م

    اللي فوق دي انا , سميحه الصواف بس مش عارفه ليه عملت كده

    ردحذف
  5. تُعيدُ من ضبط وضعيه القناع على وجهها حتى لا يلمح أحد ملامحها المُنكسرة لألف قطعة


    عارفة يا نيللى لما بيقولوا تفوقتى على نفسك !
    اهو انتى عملتى كدة بقى :* <3

    حلوة

    يمكن لان الحالة تشبه حاجات كتير جوايا ده مخلينى عايزة اعيط ناو
    بس انتى واصفاها بشكل عبقرى ! :)

    ردحذف
  6. تنزل عن الدرابزين الحزين
    تشعل ورقة باسمه
    ******************
    الله عليكي
    سلمتِ

    ردحذف
    الردود
    1. سلمتِ ودام مرورك عزيزتى

      حذف
  7. غير معرف4/24/2012 4:23 ص

    قال مش حاجة بروفيشنال قاال :D
    minnie :)

    ردحذف
    الردود
    1. غير معرف4/24/2012 3:06 م

      آه يا صديقة ..
      مات داخلها من كثرة الاحتراق
      تطاير كرماده ذاك الذي يدخنّه و ينسى
      مات .. حين تأخر
      و التأخر .. موت بطئ ..
      كخيط .. بالٍ

      داليـا رشوان

      حذف
    2. مُنى .. من تواضع لله رفعه :))


      داليا :)
      شكراً لتعقيبك الجميل ~

      حذف
  8. بتجيلك الافكار دى منين ساعات مش بصدق ان دا منك من كتر اعجابى بجد
    بجد بجد بنتى مبدعة

    ردحذف
    الردود
    1. :) طيب أنا مبسوطة أوى اوى دلوقت بقى :)

      حذف

همسًا حدِّثُني ..