13‏/02‏/2013

محمد محرز

محمد محرز وابنته ندى


لماذا نبكي الشهداء ونحن نعلم أنهم في مُنزل خير من الـ هنا ؟

لماذا يؤرقنا الرحيل بهذا الشكل ؟

لماذا يكون الفراق موجعا هكذا ؟

ألأننا لم نختبر ما يفوقه وجعا ؟

أوليس وجع الوجود موازي لوجع الرحيل بل وأظنه قد يفوق ؟

كيف تكون الحياة بكل فتنتها ودنيويتها ملونة في أعيننا عن الموت ؟

أليس الموت نورا وتحرُّر في ذاته عن أي آخر ؟

أليس الموت هو اليقين الوحيد الذي وُجِد ؟

أليست حتميته هي داعي كل هذا العناء ؟

لماذا نبكي ؟ لماذا نتألم ؟ هل نحن بهذا القدر أغبياء سطحيين ؟

أم لأننا مُفرطي الرِقة والتأثُّر ؟

هل هي قلة الإيمان .. ؟ أم مجرد فطرةٌ بشرية ساذجة ..؟


أتألم !

أكاد أنزف وجعا على شهيد لم أعرف عنه أكثر من اسما ثلاثيا

و طفلة للتو خطت أولى خطواتها تحمل عنوانه كنية .. ابنة شهيد


قد يكون لقصة رحيله أثرا يفوق ما نستوعب

يتخطى قدرة مشاعرنا الضيقة للتحمُّل

بالتأكيد ! فكيف يترك زوجة تخطّه شعرا من فرط العشق ؟

وابنة كانت قرّة عينه وخارطة وجوده؟

يترك أمه ؟ أصدقاء ؟ يترك وطنا يحاول تمالك خطاه من التعثُّر

لآخر يلملم أشلاء شعبه ويعيد لضمها في صورة "ثورة مستمرة" ألهمه الله أنها وجهته للـ آن ؟

ألأنه قامة نادرا ما نرى لها مثيل في حياتنا اليومية الرتيبة التافهة؟

هل نحن صغار إلى هذا الحد ؟ أم هو طول قامته بعمله ورضا الرحمن عنه ؟


رحمك الله ياشهيد وصبّر ذويك ..

ومُتأمليك عجبًا وإعجابًا وغِبطة


ربح البيع يا شهيد

يا ابن وطني شهيدا بـ حَلَب

.. ربح البيع !

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم...
    كلمات تخجل ضمائرنا ونفوسنا أمامها وتتصاغر عندها أعمالنا مهما كانت عظيمة...
    فمهما كنا ومهما كانت عظمة أعمالنا سنظل أقزاما بجوار ذلك البطل الذي قهر نفسه...

    ردحذف
  2. ده لسة صغير، اتخطف، كلها كلاشيهات محفوظة وخايبة، الموت ... ما احلاه!

    اللهم ارزقنيه عاجلاً غير آجلاً يا رب العالمين

    ردحذف

همسًا حدِّثُني ..