22‏/06‏/2012

" العنوان لحن لا يمكن هجائه "





أفواجٍ من الناس
يمضون بلا أى ملمحٍ يُذكَر على وجوههم

لا يرون شيئاً
يندفعون مع التيار اللامرئى

الضخامِ منهم يحمِل طبولاً ضخمة يدّقون عليها وهم يسيرون

منيّمين .. غائمين .. عابسين

غالبيتهم وجوههم مُتربة كما لوكانوا لتوهم عادوا من عملالتنقيب  فى مناجِم الفحم
بعضهم يحمِل مشاعلاً مطفأة
والبعض الأخر يُهَمهِم فى رتمٍ ثابت بنغمة متفق عليها

يطوفون حول كل بيت
حول كل إشارة مرور
حول صناديق النفايات .. وحول القطط الضالة
حين تكتمل تراجيدية المشهد  .. تنطفىء الأنوار جميعاً
وتخمد المدينة تحط وطأة السكون والظلمة فجأة

يوقد أحدهم مِشعله .. وتتوالى المشاعل  بعده
 كنجومٍ حزينة تكثُر وتملاً السماء بعطرٍ من غيوم
عطرٍ حزين يبعث بالقشعريرة لمتطفلى الكون

يخرج من بين الجمع رجلان
أحدهما بلحية شعثاء مائلة للإحمارا وقفازٍ يكشف اصابعه السوداء .. يحمٍل كمنجة ريفية
 وأخر أنيق أملس الشعر بملامح مكسيكية ويحمل أوكورديون

يقفا قبيل تمثال كان قبلة الحشود
تمثالٍ على هيئة أنف وعين واحدة

يبدءا فى العزف
ترنيمة جنوبية عن السلام ومواسم الحصاد
ترنيمة عن سيد البيت الذى عاد بسمكٍ وافر لأن المدّ عاد عليه بالكثير فى صيد اليوم !
وفى بُكاء اليوم التالى

وتأتى خاتمة المغزوفة

لحن يبعث فى السماء أضغاث رؤية عن فتاة
جالسة على فراشها تبكى
تريد رسم وشما على عنقها ووالديها يرفضان
تتخيل غدٍ حين ترحل
وتحتار أي شكلٍ تختار لوشمها المُستقبلى ... الصليب أم النجمة السداسية

فجأة كما البداية .. يهدأ الرجلان عن تمايلهما بالحكي ونثر الأزيز الأسطورىّ
يخفت الرتم تدريجياً
يصمت
يختفى

ويرحل كل منهم فى طريقة
ثم يتشعَّث الجمع عن وجه الخريطة...
 حتى أنهم بالكاد تلافوا السقوط عن صفحة الارض !

هناك 10 تعليقات:

  1. لوحة غريبة .. كأنها حُلم أو كابوس لا أعلم

    ردحذف
  2. هل هذه كتابة سيريالية ؟

    ردحذف
  3. أسلوبك رائع وجميل

    :-)

    سلمت أناملك

    تقبلي مروري

    ردحذف
    الردود
    1. تسعدنى طلتك بالتأكيد ..
      تسلمى

      حذف
  4. بيعجبنى وصفك لشخصيات جدا يا نينو
    عندك موهبه حلوه في سرد تفاصيل قصتك

    سعدت بكى حقا :)

    ردحذف
    الردود
    1. سعيدة بكلامك فعلاً يارنا :)
      تسلمى عزيزتى ~

      حذف
  5. رائعة انتى دوما :)

    ردحذف

همسًا حدِّثُني ..