13‏/12‏/2012

المهم نوصل ..!



فور أن تمتليء سيارته بالرُكّاب .. يُغلق الباب قائلًا :
" الأُجرة تلاتة جنيه "

لا يجرؤ أحد على مناقشته أو سؤاله " هي مش كانت إتنين ونص؟ "
فجميعهم يريد أن تتحرك العربة مقابل أي شيء كي لا يتأخروا
...
وجهه اليابس وملامحه .. التي غالبًا ما تكون سمراءٌ قاسية .. تقطع أي طريق لمجادلته
لذا فإن جميع الرُكاب بهدوءٍ سيتقبّلون رُغمًا ذوقه الشاذ الكئيب في إنتقاء أغاني الرحلة
سيتقبّلوا رُغمًا سُرعته المُخيفة .. أو أحيانًا نادرة بُطئه المُستفزّ

وأخيرًا وليس أخِرًا .. سيُضطروا كرها أو فضولًا أن يستمعوا لمكالماته الهاتفية مع :
زوجته المُضطهدة
أصدقاءه الذين يُحذِّرونه من كمين على الـ "محور"
أو .. أخوه الذي للتوّ "فتح دماغ واحِد" !!

إن طلبت منه أن يتوقف "على جنب هنا يا أسطى"
 .. عليك أن تتقبل بصدر رحب بضع أمتارٍ زائده ستقفذ فيها كأرنبٍ يحاول أن يجِد موضِع قدم بين سيارات الطريق السريع !

لا تقوى على توبيخه
لن تستطيع أن تخصم من أُجرته كعقاب على فعلته
فقد أوصلك لوجهتك في زمن قياسيّ .. تقريبًا .. بسلام !

هذا السائق
غليظ الطبع
سليط اللسان
المُنكفيء على مقود سيارته من الصباح للمساء لأن هذا ما إعتاد فعله
المُكتفي بعلبة سجائر وكوب شاي "حبر" سكر زيادة
والذي يستطيع أن يلتهم .. حرفيًا .. من (يُعارضه) أو يتخطاه في الدور
هو الرئيس الأنسب لمصر !

سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه لأنه إستطاع بـ "صياعة" شديدة وفرامل "قفش" أن يتفادى تجاويف طرقات مصر اللانهائية 
والأغبياء المارّون نيامًا !

لن يقدر شخص على لومه لأنه "كسر" على أحد .. لأنه : 
كتّر خيره بـ "يسوق" بسرعة
بلسانه ولُغته السوقيه و"صدره المفتوح" لن يترك حقه
بل سيتنازل عنه الجميع مُرحّبين ...
المهم نوصل !

هناك تعليقان (2):

  1. حسام يحيى12/13/2012 3:10 م

    عين الحقيقة!

    ردحذف
  2. امر واقع بيمر بيه كل مواطن عادى
    مشكله وتعاملنا معاها سلبى
    بس لاننا مفيش طريق تانى هانعمل ايه ؟

    وفكره انه الرئيس الامثل مظبوطه صح
    اسلوبك سهل ممتنع وجذاب للقراءه
    ابدعتى ،تحياتى :)

    ردحذف

همسًا حدِّثُني ..